Al-Quds Al-Arabi

محلل سوداني لا يستبعد استهداف سدّ النهضة بضربة عسكرية

-

■ الخرطوم ـ الأناضول: يتزايد الوضع تأزما بشأن الحدود بــن الســودان وإثيوبيا، لا ســيما وأن أديس أبابا تواجه أيضا تصعيدا من الخرطوم ومصر في ملف ســد «النهضة» الذي تقيمه على النيــل الأزرق، الرافد الرئيســي لنهر النيل، وهو ما يجعل الأوضاع مرشــحة لمزيد من الاحتقان، حسب محللين، في ظل إصرار إثيوبي على مــلء ثانٍ للســد بالمياه، يقابله تصعيد ســوداني وغضب مصري.

عمر شعبان، محلل سياسي سوداني قال: «لا أستبعد أن يكون هناك سيناريو يقوم على تنفيذ ضربة استباقية )عسكرية تستهدف السد( من دولتي المصب )السودان ومصر( إذا أصرت إثيوبيا علــى المضي في الملء الثاني بشكل أحادي».

ورأى أنه «حتى لو حدثت ضربة استباقية، فلن تكون هناك حرب بــن الدول الثلاث، لعدم قدرتها على خوض حرب في الوقت الحالي، بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي لن يقبل بحرب في المنطقة تكون نتائجها كارثية».

كما يوجد ســيناريو آخر «فربمــا ينجح ضغط دولي بشــكل أكبر علــى إثيوبيا حتــى ترضخ وتعــود إلى التفاوض وتتوقف عن خطوة الملء الأحادي للسد بدون موافقة السودان ومصر» وفق شعبان.

ورأى أن اقتراح الســودان الوســاطة الرباعية هو «نتــاج لعدم قيام المجتمع الدولي بــدوره، لذلك المقترح السوداني جاء لتحفيزه كي يشارك بدور أكثر فعالية».

وتابع: «لا ســيما وأنه حتى الآن لم تعلن أي شركة أو دولة عن وقف تمويلها للســد». وتبلغ تكلفة بناء السد 4.8 مليارات دولار، وتعمل فيه شركات أوروبية وصينية وأمريكية.

بموازاة ملف الســد، واصل رئيس مجلس الســيادة الانتقالي في الســودان، الفريق عبــد الفتاح البرهان، خلال الأيام الماضية، اســتخدام لهجــة تصعيدية تجاه إثيوبيا بشأن النزاع الحدودي بينهما.

وفق عمر الفاروق، صحافي ســوداني مهتم بالشأن الأفريقي، فإن «الحــدود لن تكون ســببا في حرب بين الســودان وإثيوبيا لاعتبارات كثيرة، بينها أنها ليست القضية المهمة حاليا لأي من الطرفين، ولأن قضية الســد هي الرئيســية.» وتابع: «كما أن الأزمــات الداخلية في البلدين والأوضــاع الإقليمية تجعل فكــرة الحرب غير واردة، رغــم التصعيــد الواضح فــي التصريحات من مسؤولي البلدين .»

ورجح أن «الحدود ستظل متوترة وتشهد اشتباكات متقطعة لفترة من الزمن، ولن تصل إلى الحرب.»

واعتبر أن الأزمة الرئيســية حاليا تتمثل في الخلاف بشأن السد، وهو يشكل التهديد الأكبر للسودان ومصر.

ورجح أن ينجح المســار السياســي في طي الخلاف بشأن السد، معتبرا أن «تحركات السودان بشأن مقترح الوساطة الرباعية ســيدفع المجتمع الدولي لبذل الكثير من الجهد حتى لا تتأزم الأمور بين الدول الثلاث.»

ورأى أن «إثيوبيــا فــي موقف غير جيــد مع الغرب حاليا، عقب أحــداث إقليم تيغراي، مــا يجعلها عرضة للضغوطات من المجتمع الدولي، وهو بالتأكيد قادر على فرض شروطه عليها لتقبل باستئناف التفاوض.»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom