Al-Quds Al-Arabi

مسؤول أممي يدعو بريطانيا لإبقاء دعمها للاجئين السوريين ويحذرها من العواقب السلبية

- لندن - «القدس العربي»:

حثــت الأمم المتحــدة بريطانيــا علــى عدم المضي في قرارها قطع المســاعدا­ت إلى سوريا في الأســبوع المقبل. وفي تقرير أعده محرر الشؤون الدبلوماسـ­ـية في صحيفــة «الغارديان» باتريك وينتور قال إن مضي بريطانيا في قرارها سيزيد من حالة عدم الاســتقرا­ر في البلــد الذي مزقته الحرب وسيرتد بشكل سلبي على بريطانيا.

وجــاءت التحذيرات من منســق الشــؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك وجاءت قبل مؤتمر على مســتوى عال للدول المانحة إلى ســوريا ويتطلع المنظمون له لجمــع 10 مليارات دولار، وهو أكبر نداء من أجل سوريا.

وفي مناشــدة اللحظــة الأخيــرة للحكومة البريطانية قال لوكوك «ليس هذا الوقت مناسباً على الإطلاق لكي يخفض المانحون مستوى دعم السوريين من أولوياتهم. وبات ملايين السوريين يبحثون عن طــرق متطرفة للنجاة. وقطع الدعم الآن سيكون مزعزعاً للاستقرار وستكون خطوة خطيرة في الاتجاه الخطر».

وتعتبــر بريطانيــا المانح الأكبر الــذي يهدد بقطع المساعدات الإنســاني­ة التي عادة ما تذهب لمســاعدة اللاجئــن وتعليمهم وتوفير الســكن والوظائف في المخيمات عبر الحــدود في لبنان والأردن وتركيا.

وقال لوكوك إن «قرار إدارة الظهر للســوريين سيلاحقنا غداً» وفي «2014 لم نحصل على تمويل جيد لندائنا، وبعده بعــام حدث خروج جماعي من ســوريا إلى أوروبا». وتم إبلاغ المســؤولي­ن البارزين في الامم المتحدة توقع «تخفيض كبير» في المســاعدا­ت البريطانية. وقدمت بريطانيا في العام الماضي 300 مليون جنيه استرليني. وقالت إنها قدمت 3.5 مليار جنيه ما بين شــباط/فبراير 2012 وكانون الأول/ديسمبر 2020. وقال لوكوك للصحيفة إن علــى بريطانيا تذكر مســؤوليته­ا التاريخية تجاه سوريا.

وقال «في يوم الثلاثاء ســنطلب في بروكسل مــن المانحــن أن يقدمــوا بســخاء ومــن أجل مصالحهم ويواصلوا المســيرة في دعم الشــعب الســوري، وبخاصــة أولئك الذين لعبــوا دورًا بــارزًا مثــل بريطانيا في مرحلة ســابقة » و«في 2016 اســتضافت بريطانيا مؤتمــرًا ناجحًا للرد على الأزمة ونظمته الأمم المتحدة وجمع 12 مليار دولار. وهو ما ســاعد على احتواء الوضع. وكان هذا النهج جيداً للســوريين والشعب البريطاني وجيــداً للعالــم. وســاهم في تخفيــف المعاناة واحتــواء الفوضى وعــدم الاســتقرا­ر وحماية الشعب البريطاني في النهاية.»

وكشــف باحثون للأمم المتحدة أن تسعة من بين عشرة أشخاص في ســوريا يعيشون تحت خط الفقر. وأصبحت قيمة الليرة الســورية 1% مما كانــت عليه قبــل الحرب، ممــا صعب على الســوريين تغطية الثمن الأساســي. وارتفعت أسعار الطعام بنسبة 200.%

وقال لوكوك «غالبية السوريين لا يستطيعون الحصول علــى الطعــام، ويلجــأ معظمهم إلى أســاليب متطرفة للنجاة». وفي بداية هذا العام خفضــت بريطانيا الدعــم لليمن بنســبة 60% وتحاول تخفيــض برامج الدعم بنســبة الثلث خــال العامين المقبلــن، وتعللــت بكوفيد-19 وتراجــع الاقتصاد. ولكن الحكومــة البريطانية خفضت ميزانية الدعم بنســبة 0.5% من الدخل القومي الإجمالي، وهو من المســموح به قانونياً وهــو 0.7 %. وتظــل بريطانيا من أكبــر المانحين لســوريا رغم قرارها تخفيض الدعــم، ففي عام قدمــت 300 مليون جنيــه و400 مليون جنيه في 2019 و450 مليون جنيه فــي 2018 و450 مليون جنيــه فــي و510 2017 ملايين جنيــه في 2016. وتقــول الأمم المتحــدة أنهــا في حاجــة إلى 10 مليارات دولار لدعم احتياجات الســوريين، بما في ذلــك 4.2 مليار دولار للرد في داخل ســوريا و5.8 مليــار دولار علــى اللاجئــن والمجتمعات المضيفة لهم.

وهناك 13.4 مليون شــخص تقريباً في حاجة للمساعدات الإنسانية في سوريا، بزيادة نسبة 20% عن العام الماضي. وفــي المنطقة المحيطة في ســوريا تهدف الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها لدعم 10.5 ملايين شخص بمن فيهم 5.6 مليون شخص والمجتمعات المضيفة لهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom