Al-Quds Al-Arabi

«واشنطن بوست»: مصري في أمريكا مؤثر على منصات التواصل يشجب احتجاز نظام السيسي أفراد عائلته رهائن

- لندن – «القدس العربي»: إبراهيم درويش

نشرت صحيفة «واشنطن بوســت» مقالاً للمهندس والمؤثر في منصات التواصــل الاجتماعي علي حســن مهدي قــال فيه «نجــوت من مخالب الديكتاتور­يــة المصرية، أما عائلتــي فلا». وجاء فيه «في ليلة 2 شــباط/ فبراير كنت في غرفة نومي في ضواحي شــيكاغو أرسل في ساعة متأخرة من الليل رســائل نصية لوالدي الذي كان قلقاً علــي. ذلك أنني دعوت في الأيام السابقة علنياً للتظاهر في مجتمعات الشتات وإحياء ذكرى الثورة المصرية في 2011 والمثال الذي ضربته في توحيد المصريين الذين تضامنوا ضد قوى الديكتاتور­ية والاضطهاد قبل عشرة أعوام وهتفوا: عيش، حرية وعدالة اجتماعية».

و «كنــت أعرف ان هذا ســيؤدي إلى ردة فعل من الســلطات المصرية، فقد حرم نظام عبد الفتاح السيســي المعارضين فــي الداخل والخارج من الأوكســجي­ن. وفيما أصبح علامة على وحشــية النظام، فقد تم استهداف الناشــطين المصريين في الولايات المتحدة من خلال اعتقال أفراد عائلاتهم الأبرياء في مصر». وأشــار إلى أن والده وعمه وابن عمه الذين احتجزهم النظام «كرهائن» و «تلقيت رسائل بأنهم اختفوا لمدة 40 يوماً قبل ظهورهم في ســجن برج العرب. وعذب والدي بشــكل مبرح لدرجة أنه فقد القدرة على تحريــك رجله اليمنى. ويتعــرض لمخاطر الإصابــة بالتهابات نظرا للتعذيب الذي تعرض له ومورس على جسده. ولا تزال السلطات تحرمه من الحصول على العلاج الطبي».

و «لم يقصد من هذه البلطجة فقط إســكات المعارضة في الخارج ولكن نشر الخوف بين من يعتقدون أن وجودهم في أماكن بعيدة يجعلهم بمأمن من مخالب الديكتاتور­ية».

ويقــول «حضرت إلى الولايات المتحدة كطالب لجوء في 2019 على أمل الحصــول على أمن في ظــل ديمقراطيته­ا واحترام حقوق الإنســان. ففي مصر وعندما كنت في ســن الـ 17 ووســط احتجاجات عامة ضد الانقلاب العسكري الذي بدأ في 2013، اعتقلت واحتجزت قبل المحاكمة لمدة شهرين. وأنا فــي المعتقل تعرضت للتعذيب والتحــرش. وكانت جريمتي هي أنني تحدثت عبر منصات التواصل الاجتماعي عن ظروف حقوق الإنســان في مرحلة ما بعد صعود السيسي إلى السلطة».

و «بعد خروجي من الســجن، بات من الواضــح أنني وصلت إلى نقطة اللاعودة، فقد اعتبرتني الســلطات وأي شــخص يتصل بي تهديداً على النظام. وتم طردي من كلية الهندســة نظراً لنشــاطي السياسي، وقررت الفرار من البلد خوفاً على حياتي وسلامة عائلتي.»

ويضيف أن القمع المصري لاحقه إلــى الولايات المتحدة. فمثل المنفيين وطالبي اللجوء «فلم تتركني الظروف التي فررت منها» و «بدأت وســائل الإعلام المصرية التحرش بي على الإنترنت. وتلقيت تهديدات بالقتل على منصــات التواصل الاجتماعي حيث اعتبر أي نقد أو تعليق «مضر» للنظام سبباً للهجوم من الجيش الإلكتروني الذي تدعمه الدولة. وتم حذف آلاف الحســابات منها على تويتر وفيسبوك في السنوات الأخيرة، لكنها ظهرت من جديد .»

وعندما فشلت هذه الجهود لإسكاته لجأ النظام الديكتاتور­ي لأساليب أخرى في جعبته. وقام المعلقون في التلفزة والمؤسسات الأخرى بمهاجمته واعتباره «خطراً على الأمن القومي» ثم اعتقل أفراد عائلته وتم احتجازهم كرهائن و «بعد أيام من اعتقالهم ومطالبي العامة بضرورة ســامتهم قام المعلقون أنفسهم بالسخرية مني وإنكار أنه تم اعتقالهم.»

وترفــض الســلطات المصريــة تأكيد عــدد الأشــخاص المعتقلين في ســجونها، لكن منظمات حقوق الإنســان تقدر عددهم بعشــرات الآلاف الذين حرموا من حقوقهم الأساسية. و»أعيش في خوف دائم على عائلتي. واخترت الحديث علناً لا لأن صوتي وحده ســينقذ عائلتي، ولكن لمعرفتي بأن الصمت لن يفعل شيئاً لمساعدتهم. وكل أملي أن تؤدي شهادتي للإفراج عن عائلتي وإثارة الانتباه لمأزق المصريــن الذين اعتقلوا دون جرم ومن يعيشــون في خوف دائم لأنهم تحدثوا علناً أو عبروا عن حبهم لشــخص فعل نفس الشيء».

ويــرى أن هذا أمل ليس بائســاً، فقد أكــد وزير الخارجيــة الأمريكية أنتونــي بلينكن في مكالمة له مع وزير الخارجية المصري على أهمية حقوق الإنسان للمصالح الامريكية. كما وشجب أعضاء في الكونغرس في رسالة ممارســات الاعتقال التي يقوم بها النظام وعبروا عن استعداد لاستخدام قوة المســاعدا­ت من أجل دعم كلامهــم. ويقول إن المســؤولي­ن المنتخبين في أمريــكا عليهم واجب التأكيــد لمصر أن ملاحقة واســتفزاز المعارضين للنظام فــي أمريكا تصرفات لا تليــق بحليف. وعبر الكاتــب عن أمله في تمســك الكونغرس وإدارة جوزيــف بايدن بكلامهم ويقفــون مع الحرية والديمقراط­ية وحقوق الإنســان في كل مكان. و «بعمل هذا ضمان تمتعي بالحياة والحرية والبحث عن الســعادة التي أبحث عنها هنا في الولايات المتحدة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom