مواجهات وإصابات في مناطق التماس والاحتلال يعتقل ثلاثة قياديين من حماس
نحو 23 ألف مصل تحدوا إجراءات الاحتلال وأدّوا الصلاة في الأقصى المنسق الأممي الخاص دعا لوقف فوري لجميع الأنشطة الاستيطانية الخارجية تشيد بمبادرة الصين لتفعيل المفاوضات
رفضا للاعتداءات الاستيطانية الخطيرة على الأراضي الفلسطينية، خرج الفلســطينيون في فعاليات ومسيرات عند الكثيــر من نقاط التماس في الضفــة الغربية المحتلة، أســفرت عن مواجهات وصدامات، اعتــدى خلالها جنود الاحتلال بوحشية على المشاركين، ما تسبب بوقوع العديد من الإصابات، فيما شنوا حملات اعتقال طالت قياديين من حماس وأشقاء.
تظاهرة شعبية حاشدة
ونظم ســكان بلدة كفر قدوم التابعة لمدينة قلقيلة شمال الضفــة، التي تعتبر أيقونــة جديدة للمقاومة الشــعبية، تظاهرة شــعبية حاشدة رفضا لخطط الاســتيطان الذي يبتلع مســاحات من أراضي القرية، التــي يغلق الاحتلال أيضا شــارعها الرئيســي منذ 16 عاما، تخللتها مواجهات مع قــوات الاحتلال، التي حضرت بتعزيــزات كبيرة لقمع المتظاهرين، باســتخدام الرصاص المعدنــي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.
واندلعت مواجهــات مع قوات الاحتلال فــي قرية بيت دجن، شرق نابلس، حين وصل المحتجون للمناطق المهددة بالمصــادرة لتوســعة إحدى المســتوطنات على حســاب أرضهم. وانطلق المحتجون في مســيرتهم من أمام مســجد البلدة الى منزل الشــهيد عاطف حنايشــة الذي استشهد الجمعة الماضية برصاص الاحتلال.
وهاجمت قوات الاحتلال المشــاركين في المسيرة، ما أدى إلى إصابــة مواطن بالرصــاص المعدني المغلــف بالمطاط بالرأس، واثنين بالقدم وتمــت معالجتهم بالمكان، وأصيب آخرون بالاختناق، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وشــهد العديد من المناطق النائية والمهددة بالمصادرة، وصول حشود من الأهالي إليها تضامنا حيث أقاموا صلاة الجمعة. وتواصلت احتجاجات ســكان حي الشيخ جراح وحي البســتان في القــدس المحتلة علــى مخطط ترحيل ســكانه، وهدم منازلهم بالكامل، وتسليم الأرض لجماعات استيطانية.
وفي هذا السياق، دعت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، المجتمــع الدولي وكنائس العالــم لإنقاذ مدينة القدس المحتلة من خطــر «التطهير العرقي» والتهويد الذي تتسارع خطواته خاصة في أحياء الشيخ جراح والبستان وبطن الهوى، وأكدت أن كل ما تقوم به ســلطات الاحتلال في أرض دولة فلســطين وخاصة في مدينة القدس «باطل ولاغ بموجب أحــكام القانون الدولي وقرارات الشــرعية الدولية .»
وعلــى غرار الجمع الماضية، أقام ســكان القدس المحتلة صــاة «الفجر العظيم» في رحاب المســجد الأقصى، حيث أمت حشــود كبيرة المســجد، وذلك في إطار تلبية دعوات للمشــاركة في هذه الصــاة، والهادفة إلى عــدم الإقرار بإجراءات الاحتــال الراميــة لتهويد المســجد، ورفضا للهجمات الاستيطانية.
وكان عدد من النشــطاء قد أطلقوا في الأسابيع الماضية دعوات لإقامة صلوات «الفجر العظيم» والرباط في المسجد
وجاءت الفعاليات الشــعبية رفضا لما تشــهده مناطق شــمال ووســط وجنوب الضفة، مــن اعتــداءات تنفذها جماعات استيطانية متطرفة، تشمل قيام مستوطنين بقطع الطرق، ومهاجمة مواطنين ومزارعين بالعصي والحجارة، وكذلك الاعتداء على ممتلكاتهم ومنازلهم واقتلاع مزارعهم،
قطع الطرق
الأقصى مع تصاعد استهداف الاحتلال للمدينة المقدسة.
كمــا قام أكثر من 23 ألف مصل من المقدســيين وســكان مناطــق الـــ 48، صلاة ظهــر الجمعة في رحاب المســجد، رغم الإجراءات الإســرائيلية التي تمثلت بإقامة الحواجز الحديدية العســكرية، بهدف إعاقة وصولهن، على مداخل البلدة القديمــة من القدس، كما تعمدت التدقيق في هويات المارة واحتجزت عددا منهم.
ومنذ أسابيع تضيق ســلطات الاحتلال على المقدسيين في البلدة القديمــة وتمنعهم من التحرك بحرية بحجة منع انتشــار «كورونا» غير أن السبب الحقيقي هو التنكيل بهم لتقليل عدد المصلين الواصلين الى المسجد الأقصى المبارك.
وفي إطار التضييق على المقدســيين، وللنيل من المسجد الأقصى، سلمت مخابرات الاحتلال خطيب المسجد الشيخ عكرمة صبري قرارا يقضي بمنعه من الســفر لمدة شهرين، قابلــة للتمديد، وجاء ذلك بعدما تعــرض صبري إلى عدة عمليات اعتقــال من الاحتلال الإســرائيلي كان آخرها في العاشــر من الشــهر الحالي، كما تعرض لإبعاد متكرر عن المسجد. وهي اعتداءات نجم عنها وقوع إصابات كثيرة في صفوف السكان، بينهم أطفال وتكبدهم خسائر مالية كبيرة، وذلك ضمن مخططات ترمي لطردهم قســرا من أراضيهم من أجل مصادرتها وإقامة مستوطنات جديدة.
والأســبوع الماضي وقعت هجمات عنيفــة أيضا نفذتها قــوات الاحتــال على العديــد من المناطــق، ضمن خطط تكريــس الاســتيطان، وقامت بهــدم العديد مــن المنازل والمنشــآت الزراعية والتجارية، وتوزيــع إخطارات بهدم منازل أخرى، بالإضافة إلى الكشف عن مخططات للاحتلال لنهب مزيد من الأراضي ومصادرتها.
وتهدف سلطات الاحتلال والمســتوطنون من وراء تلك الأفعال إلى إجبار ســكان الضفة الذين يقيمون في مناطق قريبة من المســتوطنات على تركها قســرا، بهدف توسعة المســتوطنات، وذلك في الوقت الذي ترفــض فيه حكومة الاحتلال الانصياع لمطالبــات المجتمع الدولي الذي يرفض إعمال الهدم، ويؤكد على عدم شرعية الاستيطان.
التصدي لاعتداءات المستوطنين
وأكدت قيــادة القوى الوطنية والإســامية على أهمية فعاليات «المقاومة الشــعبية» ضد الاســتيطان والتصدي لاعتداءات المســتوطنين الذيــن يعربدون في الشــوارع الفلســطينية، ودعــت إلــى توســيع رقعة المشــاركة في فعاليــات المقاومــة الشــعبية، بمــا يخدم أمن الشــعب الفلسطيني وحمايته، ودعت لإغلاق الطرق الالتفافية أمام المســتوطنين، والعمل شــعبيا للتصدي لهم بكل الإمكانات للتصدي لسياسات «التطهير العرقي».
وكعادتها اســتبقت قوات الاحتلال انطــاق الفعاليات الشــعبية الواســعة المنددة بخطة الضم والاســتيطان، بحمــات تفتيش واعتقال طالت ثلاثــة قياديين من حركة حماس من مدينة الخليل جنوب الضفة.
وذكرت مصــادر محلية أن تلك القــوات اقتحمت مدينة الخليــل واعتقلت وزيــر الحكم المحلي الأســبق المهندس عيسى الجعبري )55 عاما( وحاتم قفيشة )58 عاما( ومازن النتشة )49 عاما( بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.
يشــار إلى أن قوات الاحتلال شــرعت منذ عدة أسابيع بتنفيذ حمــات اعتقال ضد قادة حماس في الضفة، وتقول الحركة إن تلــك الحملات هدفها التأثير علــى الانتخابات البرلمانية المقبلــة، مؤكدة أن هذه الحمــات «لن تفلح في عرقلة مســيرتنا نحو خوض الانتخابات الفلسطينية، بل ســتزيدنا إصرارا على مواصلة الطريق نحو ترتيب البيت الفلسطيني على أســس ديمقراطية». ودعت جميع الدول والشــعوب الصديقة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيتــه العادلــة إلــى «الوقوف فــي وجه الغطرســة الإسرائيلية التي تستبيح حق شــعبنا في ممارسة حياته السياسية».
كما اعتقلت قوات الاحتلال شقيقين في حي وادي الجوز في القدس المحتلة، وهما حســب شهود من الحي الشقيقان وســام وبيســان العوري بعد اقتحامها حي وادي الجوز، وتخلل العملية الاعتداء على شقيقهما الشاب عدي العوري بالصعق بالكهرباء نقل على إثره إلى المستشفى.