Al-Quds Al-Arabi

اشتية يرحب بعودة المساعدات الأمريكية ويصفها بـ«خطوة في الاتجاه الصحيح»

- غزة ـ «القدس العربي»:

رحب رئيــس الوزراء الفلســطين­ي محمد اشــتية، بعودة الولايات المتحدة لتقديم المســاعدا­ت للفلسطينيي­ن، بعد انقطاع دام لأربع ســنوات، إثر قرار اتخذته الإدارة الســابقة برئاسة دونالد ترامب، فيما أشاد حســن الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بالتصريحات الأخيرة للمندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، حول أسس حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأثنــى على قرار الإدارة الأمريكية بتقــديم 15 مليون دولار للســلطة الفلســطين­ية، لمواجهــة الموجة الثالثــة من فيروس «كورونا». ووصف المســاعدة الأمريكية بـــ «خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح من أجــل إعادة صياغة العلاقــة مع الإدارة الأمريكية» التــي توقفت خــال فترة حكم ترامــب في البيت الأبيــض، على خلفية مواقفه من القضية الفلســطين­ية المنافية لقرارات الشرعية الدولية.

وشكر حسين الشــيخ الولايات المتحدة على دعمها للشعب الفلســطين­ي في مواجهة جائحة «كورونا» وجــاء في تدوينة كتبها على موقــع «تويتر» «نعتبر ما قالتــه مندوبتها في الأمم المتحدة حول أسس الحل القائم على القانون الدولي، ويتماشى مع قرارات الامم المتحدة، يشــكل أساســا للرؤيا السياســية القائمة على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية». جاء ذلك بعد أن أعلنــت مندوبة الولايات المتحــدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا تومــاس غرينفيلد، تقديم بلادها 15 مليون دولار كمســاعدات إنســانية لدعم التجمعات السكانية الأكثر ضعفــاً في الضفة الغربيــة وقطاع غزة، وذلك خــال كلمة لها ألقتها أمام مجلس الأمن لاستعراض التقرير السابع عشر حول تنفيذ القرار 2334 الخاص بالاستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية.

وأشــارت إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستدعم من خلال هذه المساعدة جهود الاستجابة لجائحة «كورونا» في مرافق الرعاية الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبرامج المســاعدة الغذائية الطارئة للتجمعات الســكانية التي تواجه انعدام الأمن الغذائي، التي تفاقمت بسبب الجائحة.

ولفتت إلى أن هذه المساعدة العاجلة والضرورية تعد «جزءا من التزامنا المتجدد تجاه الشعب الفلسطيني».

وأوضحت أن الرئيــس بايدن يعمل على اســتعادة برامج المساعدة الأمريكية التي تدعم التنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وطالبــت فــي كلمتهــا الحكومة الإســرائي­لية والســلطة الفلسطينية بالامتناع عن جميع «الإجراءات الأحادية» الجانب التي تجعــل تحقيق حــل الدولتين أكثر صعوبة، ســواء أكان النشاط الاستيطاني أو هدم المنازل أو التحريض على العنف.

وقالــت «تتطلع الولايــات المتحدة إلى مواصلــة عملها مع إسرائيل والفلســطي­نيين والمجتمع الدولي لتحقيق سلام طال انتظاره في الشرق الأوسط».

يشــار إلى ان اتصالات جرت بين مســؤولين فلســطينيي­ن وأمريكيين، بعد تســلم بايدن مهامه في البيــت الأبيض، خلفا لترامــب، الذي قطع الجانب الفلســطين­ي خــال فترة ولايته العلاقات مع واشــنطن، ردا على تحيزها لصالح الاحتلال، في دعم الاســتيطا­ن، وطرح خطة «صفقة القــرن» التي تأتي على الحقوق الفلسطينية.

وســبق ذلــك أن قطع ترامــب بعــد توليه مقاليــد الحكم، المســاعدا­ت التي كانت تقدمها أمريكا للســلطة الفلســطين­ية، ولعدة مؤسســات أخرى من بينها مؤسسات طبية، بزعم عدم قبول الفلســطين­يين العودة لمســار الســام، الذي وضعه هو ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهو مســار يخالف القانون الدولــي، والقرارات التي صدرت عــن الأمم المتحدة، بخصوص القضية الفلســطين­ية. وتســبب قطع المســاعدا­ت الأمريكية التي طالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بأزمة مالية خانقــة لهذه المنظمة الأممية التــي تعنى بأوضاع اللاجئين، وتقدم لهم الخدمات، لحين إيجاد حل عادل لمشكلتهم التي خلقها الاحتلال منذ عام 1948.

إلى ذلك لم تمانع السلطة الفلسطينية العودة للمشاركة في عملية ســام ذات معزى، محكومة بوقت محدد، وتســتند إلى القرارات الدولية، وتقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وفــي هذا الســياق، رحبــت وزارة الخارجيــة والمغتربين بالمبــادر­ة الصينية التي تهدف لتحقيق الأمن والاســتقر­ار في الشــرق الأوســط،. واكدت الخارجية الفلســطين­ية اهتمامها بهذه المبادرة واســتعداد­ها للتعاون مع جمهورية الصين على إنجاحها بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وتجســيد دولة فلســطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وأشــارت إلى أن هــذه المبــادرة تعد أحدث مبــادرة تقوم بهــا جمهورية الصين لعــودة تفعيل المفاوضات الفلســطين­ية الإسرائيلي­ة بهدف إحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عبر تجسيد دولة فلسطين المستقلة.

جاء ذلك بعد ان أعلنت الصين على لســان وزير الخارجية، أن حل القضية الفلســطين­ية عبر «حل الدولتين» يمثل الاختبار الحقيقي لمبدأ العدالة والإنصاف في الشرق الأوسط.

وعبر عن تأييد بلاده لمبادرة الرئيــس محمود عباس بعقد مؤتمر دولي ذي مصداقية للوصول إلى هذا الهدف.

وأشــار إلى أن الصين ســتعمل على الدفع لمراجعة القضية الفلســطين­ية من كافــة جوانبها خلال ترؤســها لمجلس الأمن الدولي على مدار شــهر مايو/ أيار، لضمــان التأكيد على «حل الدولتين».

كما أعلن أيضا أن بلاده تعتزم دعوة شــخصيات فلسطينية وإســرائيل­ية لإجراء محادثات على أراضيها، وكشف أيضا عن مبادرة من خمس نقاط لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom