المغرب: أنباء عن توقف مؤقت للتطعيم بالجرعات الأولى في انتظار دفعات جديدة من اللقاح
أفادت المعطيات الرسمية أن المغرب الذي تلقى حتى الآن ما مجموعه 8.5 ملايين جرعة يحتل المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث التطعيم ضد وباء "كورونا المســتجد"، حيث إن 95 في المئة من جرعات اللقاحات حُقِنت في هذا البلد. وبلغ عدد الأشخاص الذين استفادوا من تطعيمهم بالحقنة الأولى إلى حدود مســاء أول أمس الخميس 4 ملايــن و289 ألفاً و281 فرداً، بينما تلقــى 3 ملايين و71 ألفاً و117 شــخصاً الحقنة الثانية من اللقاح.
وذكــرت صحيفة "الأحداث المغربيــة"، أمس الجمعة، أن مســؤولين عن مراكز صحية اضطروا إلى إعلام العشــرات من المواطنين بأن عملية اســتفادتهم من الجرعة الأولى من التلقيح جرى توقيفها مؤقتاً، بســبب نفاد اللقاح في انتظار التوصــل بدفعات جديدة مــن اللقاح التــي من المنتظر أن يتوصــل بها المغرب بين نهاية آذار/ مــارس الجاري وأوائل نيسان/ أبريل المقبل.
وأشــارت إلى أن وزارة الصحة المغربيــة قررت توقيف التطعيم بالجرعة الأولى من اللقاح إلى أجل آخر، والاكتفاء فقــط بتقديم الجرعة الثانية للأشــخاص الــذي يتوفرون ســلفاً على موعد محدد، إلى حدود 10 نيسان/ أبريل المقبل، ونقلت عن مصــادر قولها إنه بعد هذا التاريخ إن لم تتوصل الســلطات الصحيــة بالجرعــات المنتظرة مــن اللقاحات فستتوقف حملة التطعيم ضد فيروس كورونا.
وكانت مختبرات "ســينوفارم" الصينيــة وعدت المغرب بخمسة ملايين جرعة يتوصل بها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لكنها لم ترسل له حتى الآن سوى مليون وخمسمائة ألف حقنة. في حين أرســلت شركة "أسترازنيكا" البريطانية السويدية من مصنعها في الهند سبعة ملايين حقنة من أصل 20 مليون حقنة وعدت المغرب بها.
وقال البروفيســور عز الديــن الإبراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيــا الحيويــة فــي كليــة الطــب والصيدلة في الرباط، إن المغرب سهر على تنويع مصادر التزود باللقاحات المضادة ل"كوفيد-19"، مما ســيمكنه مــن التوفر على كمية الجرعــات الضرورية لمواصلــة حملة التطعيــم في أفضل الظروف.وأضاف في حديث للقناة الإخبارية التابعة لوكالة الأنبــاء المغربية أنه من خلال العقود الاســتعجالية المبرمة مع "أسترازنيكا )الهند(، وأســترازنيكا )كوريا الجنوبية(، و"سينوفارم" )الصين(، وســبوتنيك V(روسيا( فقد ضمن المغرب مجموعة متنوعة من الإمدادات، مما سيتيح له جلب أكبر عدد من الجرعات.
وذكر بأن المغرب تمكن إلــى حدود الآن، وبفضل مقاربته الاســتباقية، مــن الحصول علــى 8،5 ملايــن جرعة، مما سيسمح بإنجاح المرحلة الأولى من حملة التلقيح.
ومنــذ بداية هذه المرحلــة الأولى مــن التطعيم، يضيف المتحدث، عمل المغرب على تطعيم أكثر من 4 ملايين شخص، معتبراً أن الأمر يتعلق بإنجاز كبير، ومشــيراً إلى أنه سيتم تطعيم جميع الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة فما فوق، مما سيمكنهم من تفادي الحالات الخطيرة للإصابة بالمرض، فيما يعد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 سنة، وحسب الإحصائيات، أقل عرضة للأعراض الخطيرة، مما ســيمكن من الانتقال إلى "المرحلة المخففة".وشــدد الخبير بالقول إنه من مسؤولية الجميع الحفاظ على هذا السبق المحقق.
وذكر أن المغرب استطاع، وبفضل المقاربة الاستباقية في المجال، ضمان وضــع مريح مقارنة مع العديــد من البلدان،
مسجلاً أن الأهم يتمثل في تفادي التعرض للإصابة بعدوى الفيروس للحد من انتشاره.
وأكد على ضــرورة الإبقاء على الإجــراءات الحاجزية واحترامها بصرامة لتعزيز المكتســبات، موضحاً أن تدابير بســيطة من قبيل ارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي
والغســل المتكرر لليدين بالمــاء والصابون أو باســتعمال المحلــول الكحولي المعقــم تعد كفيلــة بالحد من انتشــار الفيروس، في انتظار الحصول علــى الجرعات الضرورية وتلقيح كافة المواطنين المغاربة والأجانب فوق 17 سنة.
وبذلك، يخلص الإبراهيمي، فإن هذه الإجراءات المواطنة البســيطة ســتمكن من تفادي التحولات وظهور الطفرات الجديدة للفيــروس، حتى تتمكن البلاد من إعلان الانتصار في معركة الوباء.
من جهة أخــرى، أعلن ســعد الدين العثمانــي، رئيس الحكومة المغربية، عن إقرار تعويضــات للعاملين في قطاع السياحة المتضررين من جائحة كورونا.
وقال في تغريدة على حســابه الرســمي في "تويتر" إن الحكومة صادقت على مشــروع مرســوم يصرف بموجبه تعويضات للعاملين بقطاع السياحة المتضررين من جائحة كورونا.
وأكد رئيس الحكومة المغربية ضرورة أن يكون العاملون المتضررون العاملون بقطاع السياحة منخرطين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وأوضح أن الأنشــطة التي ستستفيد من المرسوم الجديد تتضمن مؤسســات الإيواء الســياحي المصنفــة ووكالات الأســفار المرخصة، والنقل الســياحي بالنسبة للأشخاص المرخص لهم مــن قبل الســلطات الحكومية. كمــا تتضمن الأنشطة مقاولات المناولة المتوفرة على عقد مع المشغلين في القطاعات الفرعية المتعلقة بقطاع السياحة.
علــى صعيد آخــر، قالت أمينــة بوعيــاش إن "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" )الذي ترأسه( لم يتمكن من إيجاد أجوبة لعواقــب الظرفية الاســتثنائية الحالية على حقوق الإنسان مستقبلاً.
وأوضحت فــي مداخلــة حــول موضــوع "التفكير في المســتقبل… الرهانات والتحديات" ضمن سلسلة "حلقات الخميس" التي تبثها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط في قناتها على منصة "يوتيوب"، أن المجلس الوطني لحقوق الإنســان واصل عمله طيلة فترة حالــة الطوارئ الصحية؛ لكن هناك أســئلة لم نتمكن من إيجاد أجوبة كافية وشافية لهــا. ونقلت عنها صحيفة "هســبريس" قولهــا إن المجلس منشــغل بالبحــث عن جواب لها مــا يتعلــق بكيفية إدارة العواقب المستقبلية للتدابير والتشريعات التي يتم تقديمها بشكل استثنائي وسريع للتخفيف من عواقب الأزمة، وكيف يمكن مواجهة التأثير الواضح للتدابير والتشريعات المتخذة بشكل مؤقت على ممارسة حقوق الإنسان، والحيلولة دون أن تصير عواقبها دائمة.
وأضافت أن ثمة ســؤالاً آخر لم يجد المجلــس جواباً له، إلى حد الآن، يتعلق بكيفية ضمان فعالية مراقبة السياســة العموميــة وحمايــة التمتع الكامــل بالحقوق فــي الفترة الاســتثنائية الحاليــة التي ما تزال مســتمرة. وينشــغل "المجلس الوطني لحقوق الإنســان" كذلك، حسب رئيسته، بالبحــث عن جواب لســؤال كيفية التأكد مــن أن الحقوق ستســترجع نطاقها الطبيعي لممارستها بشكل حر ومفتوح، وكيف يمكــن إدارة الاختلالات في علاقة المؤسســات التي نشــأت خلال الأزمة الحالية، والتي فضلــت مقاربات أمنية على حساب المقاربة الحقوقية.
على صعيد مســتجدات الحالة الوبائية في المغرب، أعلن مســاء أول أمس الخميــس، عن تســجيل 511 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و467 حالة شفاء، وحالتي وفاة خلال 24 ساعة، وبذلك رفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة إلــى 493 ألفاً و353 حالة منذ الإعــان عن أول حالة العام الماضــي، فيما بلغ مجموع حالات الشــفاء التام 481 ألفاً و74 حالــة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 8788 حالة.
أما مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حالياً فهو 3491 حالة. وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقســام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال 24 ساعة 41 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 412 حالة. أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ)كوفيد-19( فقد بلغ 13 في المئة.