مظاهرات في العاصمة وعدد من المدن الجزائرية في الجمعة 110من الحراك الشعبي
خرجت عدة مظاهــرات في العاصمة وعدد مــن المدن الأخرى في الجمعة 110 منــذ اندلاع الحراك الشــعبي، للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام وبناء دولة ديمقراطية.
وعلــى غرار "جمعــات" الحراك الســابقة، انطلقت المســيرات بعــد أداء صلاة الجمعة. ففي العاصمة كانت البداية من مســجد الرحمة بوسط المدينة المحاذي للشــارع الرئيسي ديدوش مراد، وســار المتظاهرون نحو ساحة اودان وصولاً إلى البريد المركزي حيث يتجمع المتظاهرون القادمون من ساحتي أول ماي وساحة الشهداء.
وردد آلاف المتظاهريــن شــعارات مطالبة بالتغييــر وبتمدين الحكم، وبرفض إجراء الانتخابات النيابية، كما رفعت شــعارات تطالب بمرحلة انتقالية والإفراج عن المعتقلين.
مســيرات الحراك الشــعبي شــهدتها عدة مدن لكن بمشاركة متباينــة من حيــث عدد المتظاهريــن مقارنة فــي العاصمة، حيث خرجــوا ببجاية وتيزي وزو وقســنطينة وعين البيضاء وتبســة
وعنابة في شرق البلاد والمدية ووهران، حسب ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتواصل مظاهــرات الحراك كل جمعة وثلاثــاء منذ عودتها رســمياً فــي 22 من الشــهر الماضي فــي الذكــرى الثانية لخروج الشــعب الجزائري فــي نفس اليوم من عــام 2019، رفضاً للعهدة الخامســة للرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقــة، ومن أجل بناء جزائر جديدة.
ويرفــض الحراك الشــعبي تنظيــم الانتخابــات النيابية التي تواصل السلطة التحضير لها، ويرى أنصار الحراك بأن الأوضاع السياسية في البلاد لا تسمح بإجرائها، ويطالبون بحوار شامل وضمانات تســمح بتحقيق التغيير الحقيقــي. وكان قد أعلن كل مــن حزب العمال وحزب التجمع من أجــل الثقافة والديمقراطية عن مقاطعاتهمــا للانتخابات النيابية، فيمــا أعلنت أغلب أحزاب التيــار الوطنــي وأيضاً التيار الإســامي بما فيهــا المعارضة، عن مشــاركتها فــي الانتخابــات، عدا حــزب العدالــة والتنمية الذي يقوده الشــيخ عبد الله جاب الله الذي لم يعلن عن موقفه إلى حد الآن. في المقابل، تسعى السلطة لتنظيم الانتخابات وفق الأجندة التي ســطرتها، والتي دشــنتها بتغيير الدســتور وحــل البرلمان والدعوة لانتخابات نيابية مبكرة شهر حزيران/يونيو المقبل في انتظار حل المجالس البلدية أيضاً.
وكانت آخر إحصائية قدمتها الســلطة المســتقلة للانتخابات، الســبت الماضي، حول عدد الأحزاب والقوائم الحرة التي قدمت ملفــات الترشــحات، تحدثت عــن 456 ملفــاً من طــرف 46 حزباً سياســياً معتمداً و297 ملفاً في إطار القوائم الحرة، إلى غاية يوم السبت للمشاركة في الانتخابات.
وتراهــن الســلطة علــى مشــاركة القوائــم الحرة إلــى جانب الأحزاب، وفتحت الباب أمام ترشــح الشــباب وشــجعتهم على الانخراط في العملية الانتخابية، من خلال رفع نســبة حضورهم في قوائم الترشيحات والتكفل بتمويل حملاتهم الانتخابية.
وكان الرئيــس تبــون قد اســتقبل بمقــر الرئاســة الخميس، ممثلين عن تكتل المســار الجديد الذي يضــم لفيفاً من التنظيمات المدنيــة والطلابيــة، ويقــوده منــذر بــودن أحــد قيــادات حزب التجمــع الوطني الديمقراطي في عهد أحمــد أويحيى، كما الأمين العــام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، ســليم لعباطشــة، أكبر نقابــة عمالية حكوميــة في البــاد، وأيضاً رئيس اتحــاد القوى الديمقراطيــة والاجتماعيــة نــور الديــن بحبوح، وذلــك في إطار المشــاورات حول الأوضاع التي تعيشها البلاد، والتي أطلقها مع الأحزاب السياسية.