Al-Quds Al-Arabi

طالبان تهدد باستئناف الهجمات على القوات الأجنبية في حال لم تنسحب الشهر المقبل

- لندن - «القدس العربي» - وكالات:

هددت حركــة طالبان، أمس الجمعة، باســتئناف المعارك مع القوات الأجنبية في أفغانســتا­ن في حالة عدم الوفاء بمهلة انسحابها في أول مايو/أيار. وجاء تهديد طالبان بعــد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال إنه سيكون «من الصعب» سحب آخر القوات الأمريكية بحلــول نهاية المهلة، التي تم الاتفاق عليها مع واشــنطن العام الماضي. وقالت طالبان في بيان إنها «ستكون مضطرة إلى )...( مواصلة الجهاد والكفاح المســلح ضد القوات الأجنبية لتحرير بلادهــا» إذا مرت المهلة دون انسحاب.

وكان بايدن قال، الخميس، إنه «لا يســتطيع تصــور» بقاء القوات الأمريكية في أفغانســتا­ن العام المقبل، إلا أنه أشار مجدداً إلى أن إدارته لن تلتــزم بالموعد النهائي لســحب القوات الأمريكية، حســبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء. ولم يتطرق بايدن إلى إطار زمني محدد لسحب القوات. وقال بايدن للصحافيين فــي البيت الأبيض، الخميس، في أول مؤتمر صحافي منذ بدء ولايته: «سيكون من الصعب، لأسباب تكتيكية، الوفــاء بالموعد النهائي الذي يحل في الأول من أيار/ مايو، لإخراج هذه القوات».

وقالت الحركة، الجمعة، إن التصريحات الواردة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأعضاء في الناتو حول عدم الانسحاب من أفغانستان، يعني «استمرار الاحتلال». وأضاف البيان أن أسهل سبيل لإنهاء الحرب في أفغانســتا­ن هو الامتثال لاتفاق الدوحة. وأكد التزام طالبان باتفاق الدوحة، معربا عن انتظار الحركة التزام الولايات المتحدة به أيضا..

ولفت أنه إذا لم تنســحب جميع القوات الأجنبية من البلاد في الموعد المحــدد بموجب الاتفاق، فإن واشــنطن ســتكون الطــرف الذي خرق الاتفاق. وشــددت أن الدول التي لا تلتزم باتفاق الدوحة ستكون حينها مسؤولة عن الخسائر البشرية التي ستنجم عن استمرار الحرب.

وفي الســياق، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زاميــر كابولوف، الجمعة، إنه تم إحراز تقدم مهم في ســبيل حل الأزمة الأفغانية، بفضل الجهود الدولية في السنوات الأخيرة. وجاء ذلك بعد أن اســتضافت بلاده، الأســبوع الماضي، مفاوضات السلام الأفغانية، جرى خلالها مناقشة ســبل دعم عملية السلام المستمرة بين الأفغانيين في العاصمة القطرية الدوحة..

وأشــار كابولوف إلــى أن القوة الدافعة كانت هــي المفاوضات التي انعقدت بموسكو في نوفمبر/تشــرين الثاني 2018. وأردف أن موسكو احتضنت اجتماعــن آخرين للحوار بين الأفغانيين في فبراير/شــباط ومايو/أيار 2019، بدأت علــى خلفيتها المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان. وأوضح أن واشنطن وطالبان توصلتا إلى اتفاق سلام عقب ذلك في 29 فبراير 2020، بدعم من المجتمع الدولي ومجلس الأمن..

وأكد على أهمية انطلاق المفاوضات المباشــرة بين الأطراف الأفغانية في الدوحة في سبتمبر/أيلول 2020، مضيفاً: «لهذه الأسباب، كما ترون، بدأت المساعي الكثيفة في السنوات الأخيرة تجني ثمارها». واستطرد: «لكن ما زال هناك طريق طويل أمام أفغانســتا­ن من أجل الحصول على نتيجة من مفاوضات السلام»..

ووصف كابولوف قيام الحكومة الأفغانية والمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، بإرسال وفد إلى اجتماع المفاوضات الأخيرة في موسكو في 18 مارس/آذار الجاري، بأنه «أمر إيجابي»..

وفي سياق آخر، اعتبر المسؤول الروسي أن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، من أفغانســتا­ن، «ما زال غامضاً». وأعرب عن أمل بلاده في الحفاظ على اتفاق الدوحة واســتمرار التزام الأطراف )واشــنطن وطالبان( بها، لافتاً إلى أنه يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق الســام في أفغانســتا­ن. وأضاف أن فشل الاتفاق ســيولد نتائج غير مرغوب بها، وســيعيد المصالحــة الأفغانية عدة خطــوات إلى الخلف، كمــا يمكن أن يــؤدي إلى دوامة جديدة من الصراع المســلح في أســوأ الاحتمالات..

وبوســاطة قطرية، انطلقت في 12 ســبتمبر/أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاماً من النزاعات المسلحة بأفغانستان..

وقبلها أدت قطر دور الوســيط في مفاوضات واشــنطن و»طالبان» التي أســفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأســرى. وتعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم «طالبان» لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom