Al-Quds Al-Arabi

الأسد والنعامة

-

لقــد فاجأهم الدكتور أيمن ندا، بأنــه وإن كان قد اعتذر فإن هذا الاعتذار لم يشــمل هذه الأدوات، لكنه موجه لمــن يديرها، فكان قصفه لهم بصواريــخ أرض - جو، وكان مقاله عن إعلام البغال، الذي تعرض فيه للغني عن التعريف أحمد موسى، وكيف أنه يفتقد لأي مهارة مــن مهارات المذيع، وأنه قادر على أن يجعلك تكره ما يقول، وأن تتبنى أي موقف معاكس له، ويتهم أسلوبه بأنه ركيك، وتعبيراته بالساذجة، ويقول إن أخطاءه عديدة. وعرج على كرم جبر فوصفه بالأسد حين يتكلم والنعامة حين يتخذ القرار!

ولــم يهتم كثيراً بالديهي في هذا المقال، لكنه اهتم بشــكل كبير، بســيدة الإعلام المصري «رانيا هاشــم» عضو المجلس الأعلى للإعــام والتي تدير هذه الهيئــة، والتي وصفها بأنها صاحبة النفوذ والعصمة، وصاحبة شــبكة العلاقات المتنامية الأطراف، والمتغلغلة في كافة مفاصــل الدولة! وفــي تقديري إنه وإن كان قــد تعرض لضغوط دفعتــه للاعتذار من قبل، بسبب ذكره اسم العقيد أحمد شــعبان، الذي يدير المنظومة الإعلامية من وراء حجاب، فإن الحساب هنا سيكون بسبب اقترابه من صاحبة الصون «رانيا هاشم» لأن هذا الصعود بقوة الصاروخ، لا يوحي بأنها شخصية عادية!

ولم يكد ينشر المقال، حتى تحركت قوات حرس الحدود ببيانات حربية، بدا الأسلوب أكثر وضوحا في بيان المجلس الأعلى للإعلام، ربما لأن الكاتب استهدف منه ثلاثة أشخاص دفعة واحدة، رئيس المجلس، وعضوييه «رانيا هاشم» و»نشأت المذكور أعلاه!»

وأُســتخدمت مفردات حربية، انقطع عهدنا به من زمن المهيب الركن أحمد الربيعان، حيث أعلــن المجلس في بيانه إنه «يهيــب بجميع الإعلاميين والصحافيين» وأنه «يناشــد الكتاب والسياســي­ين والإعلاميي­ن المدافعين عن حرية الرأي والتعبيــر التصدي لمحاولات النيل من الإعلام المصــري». والوقوف في مواجهة «حملات الهجوم الشرســة التــي تحركها عناصر تريد إحداث فتنة غير مســبوقة». وصف بيان الهيئة الوطنية للصحافة الكاتب دون إشارة بأنــه «يغزي الفتنة والفرقة» بينما كانت اللهجة الحربيــة أقل حدة في بيان الهيئة الوطنية للإعلام، فقد ردت بأن «اعلام مصر قاد التنوير لسنوات!»

يبدو أن البيان الأخير كتبه «صول» وربما «عريف» ولم يكتبه من هم في حكم المهيب أحمد الربيعان، فماذا يعني أن إعلام مصر قاد التنوير لسنوات؟ سنوات فقط؟ لماذا لا يقال لعقود؟ ولمــاذا لا يقال وحتى الآن، لأن الصياغة توحي بأن قيادته للتنوير كانت في ســنوات خلت، وبالتالي فإن تخليه عن الدور في «قيادة التنوير» لا يمنحه حصانة الآن وقد تخلى عن هذه المهمة المقدسة!

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom