Al-Quds Al-Arabi

الحملة الفرنسية

-

لا بأس، فالبأس الشديد هو في بيان إطلاق الصواريخ حيث «نهيب» و»التصدي لمحاولات النيل» و»حملات الهجوم الشرســة» و»عناصر تريد احداث فتنة غير مسبوقة» كل هذا ضد مقال، والمقال لم ينشــر في صحيفة من أوسع الصحف انتشاراً، لكن على صفحة الكاتب على «الفيسبوك» والتي اشتهرت وذاع صيتها بســبب الهجوم عليه، ثم إنها مع ذيوع الصيت لم يكن ســيطالع المقال بضع مئات من القراء، لولا الحملة الفرنســية بقيادة نابليون بونابرت ضد المقال وصاحبه!

والمضحك باعتبار أن شر البلية ما يضحك، أن «الفيسبوك» أخطر الكاتب للمقال والمنشور حصرياً على صفحته، أن قناة «بي إن ســبورت» القطرية، تدعي الملكية الفكرية للمقال، ومن ثم حذفه «الفيســبوك» وهو الأمر نفسه الذي حدث مع مقاله الســابق لعملية الاعتذار، فقد ادعت القناة القطرية ملكيتها له، وقد ذكرني هذا بواقعة حدثت معي قبل أيام!

فقد راج على منصات التواصــل الاجتماعي الاعتداء الجماهيري على «محمود بدر» الذي يدعي أنه مؤسس حركة تمرد، والحقيقة إنه دفع به للاستيلاء عليها. وكانت هذه هي عملية الاعتــداء الثانية في فترة متقاربة، الأولى في دعايته لنفســه في انتخابات مجلس النواب. والواقعتان كانتا في دائرته الانتخابية، واعتبرت ما جرى يمكن منه اســتخلاص درس في «أنثروبولوج­يا الكبير» فليس بإمكان الســلطة أن تعين «الكبير» بقرار منها، ثم إن «الكبير» لا يتصرف كما يتصرف كبير الســلطة، وقد نشــرت الفيديو والتعليــق على صفحتي على «الفيســبوك» لكن مارك، أرسل لي أن القناة الأولى المصرية تنازعني الفيديو باعتباره ملكية لها، وظللنا ثلاثة أيام بلياليهم في حالة نزاع للفيديو.. أنا من ناحية والقناة الأولى المصرية من ناحيــة أخرى، تغلبني مرة فيتم حــذف الفيديو، وأهزمها باعتراضي فيتم الســماح لي ببثه.. وهكذا.

وأدهشــني أن يترك القوم أشــغالهم ويدخلوا في نزاع لا يليق بقنــاة كبيرة على فيديو مصور بكاميــرا الهتاف، وليس بكاميرا التلفزيون، وأدهشــني أكثــر أن يعتمد «مارك» هذا الادعاء مع أن الفيديو دون «لوغو» القناة، لكن هناك من أخبرني بأنه اجراء يتم بشكل معين وبالتحايل، وقد لا يعني بالضرورة أن القناة تنازعني فعلا الفيديو.. والله أعلى وأعلم!

وعلى ذكر دولة 30 يونيو/حزيران التي أعلن الدكتور أيمن منصور ندا انتمائه اليها، فإن الوحيد الذي اســتفاد من هذه الدولة هو «محمود بدر» ربما لأنه كان موفد المجلس العسكري إلى هذه الدولة للتمهيد للانقلاب، ولهذا يتمســك به عبد الفتاح السيســي نائبا في البرلمان لدورتين، مع أنه تخلص من كل الشركاء، بدءا من وزيري الدفاع والداخلية، وانتهاء برئيس نــادي القضاة أحمد الزند، ورئيس جامعة القاهرة جابر نصار، مع أنهم شــركاء أصليين في الموقعة! لكن الموقعة الأكبر، هي في شــن حرب داحس والغبراء، ضــد مقال، وهو أمر جائز عندما تتقزم الدول!

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom