Al-Quds Al-Arabi

بصعود المعركة البحرية إلى السطح: هل تقترب إسرائيل وإيران من نقطة الانفجار؟

سوريا تطالب روسيا بسد العجز النفطي وطهران تصيب «لوري» الإسرائيلي­ة رداً على ضرب ناقلاتها

- بقلم:أليكس فيشمان

تــروي محافل مطلعة جيداً على تجارة النفط في العالم بأن انخفاضاً جوهرياً طرأ في الأشــهر الأخيرة على حجم النفط الذي يمر من إيران إلى ميناء اللاذقية في سوريا عبر البحر. وهذه ليست صدفة، فهي على ما يبدو إحدى نتائج الحرب البحرية بين إسرائيل وإيران، والتي تستهدف منع عبور النفط الإيراني المخصص لتمويل النشاط العسكري لقوة فيلق القدس الإيرانية وحزب الله في سوريا ولبنان. وكان الســوريون طلبــوا من روســيا مؤخراً زيــادة كمية النفــط التي تبيعها لســوريا بدلاً من النفــط الإيراني الذي يعرقل أحدهم ضخه.

ارتفعــت هذه الحــرب درجة هذا الأســبوع. فقد أصاب صــاروخ إيراني في بحر العرب ســفينة الشــحن «لوري» التــي تبحر تحــت علم أجنبي. ليــس لها طاقم إســرائيلي

لكنها تعود لشــركة «تســيم» الإســرائي­لية. وذلك بخلاف ســفينة الشــحن «هليــوس ري» التــي أصيبــت فــي 26 شــباط بعبوة ألصقت في جانبها فــي خليج عُمان، والتي هي ســفينة أجنبية تشــغلها شــركة أجنبيــة بملكية رجل أعمال إســرائيلي. لم تكن هماك إصابــات في الأرواح في الحالتين، وواصلت السفينتان الإبحار بقواهما الذاتية.

تظهــر متابعــة للمنشــورا­ت الأجنبية بأن هــذه الحرب البحرية تتواصل، أغلب الظن، منذ أكثر من سنتين وتتركز

– حســب المنشورات – على الناقلات التي تعود لشركات إيرانيــة ترتبط بالحــرس الثوري. ولم تصعــد مؤخراً إلى العناويــن الرئيســية إلا بعــد أن بدأت تصاب ســفن ذات علاقة بالإســرائ­يليين أو بإسرائيل، وذلك لأنها مؤمنة في شركات دولية.

طالمــا تضررت ســفن إيرانية فقط - ولا ســيما ناقلات وقــود – لم تحظ الأمــور بالعناوين الرئيســية، وذلك لأن

هــذه الســفن مؤمنة في شــركات تأمين إيرانيــة. وأخفت الحكومة الإيرانية الخســائر الهائلة جراء ضرب الســفن والبضائع وليس لها مصلحة في إبلاغ جمهورها بأضرار بالملايــن تتكبدها بســبب إصرارهــا على نقــل النفط إلى سوريا بخلاف العقوبات التي فرضت عليها.

هذه المعركة البحرية بصفتها معركة منسوبة لإسرائيل هــي جــزء مــن حــرب متعــددة الأذرع تديرها إســرائيل ضد مصــادر تمويــل منظمات الإرهــاب العاملــة ضدها. وكان نشــر في الماضي بــأن قرابة نصــف أعمال الجيش الإســرائي­لي فــي إطار ما يســمى «الحرب بــن الحروب» )والتــي تتضمن فصلاً اقتصاديــاً أيضــاً( تنفذها الذراع الاســترات­يجية طويلــة المــدى لســاح البحريــة. يمكــن الافتراض بأن قســماً كبيراً من هــذا العبء يقع على كاهل رجــال القــوات الخاصــة، مقاتلــي الكومانــد­و البحرية، ذوي قدرات عمل بشــكل مستقل وعلى مدى فترات زمنية طويلة، حتى على مســافة مئات الكيلومترا­ت عن شواطئ إسرائيل.

قبل نحو أســبوعين نشر في «وول ســتريت جورنال» بــأن إســرائيل ضربت في إطــار هذه الحــرب البحرية 12 ناقلة نفط إيرانية. وتعتقد محافل دولية تعنى بالحراســة البحرية أن عدد الســفن الإيرانيــ­ة المصابة هو ضعف هذا العدد. فبعض من الناقلات التي أصيبت عادت إلى إيران، بعضها الآخــر وصل إلى الموانئ وتعطلــت كنتيجة لضرر لا صــاح لــه. كل ناقلــة كهذه لا تصــل إلى هدفهــا معناه خســارة دخل بمقدار 60‬ – ‪80 مليون دولار. وحالياً هناك قواعد في هذه الحرب، والطرفان يلتزمان بها. ويتبين من التقارير أنه لم يتم الســيطرة على السفن، وكانت الأعمال بلا إصابات وقتلى ولم تغرق أو تلوث البحر.

إن الضربــات ضــد الناقلات والتي نســبت لإســرائيل كانــت إيران قد تحملته، حتى وقــت أخير مضى، بصمت.

أما الآن فيبدو أنهم توصلوا إلى الاستنتاج بأنه يمكن ردع إسرائيل عن عرقلة ضخ النفط إلى سوريا من خلال ضرب ســفن تعمل في الخــط التجاري بين إســرائيل والشــرق الأقصى. إذا تواصلت هذه الضربات فسيلحق بإسرائيل ضرر اقتصادي جســيم؛ إذ إن شــركات السفن وشركات التأمين ستتردد في العمل في هذا الخط البحري.

يقترب الطرفان من نقطة الانفجار. لإســرائيل منسوب رد علــى الضربة لـــ «هليوس ري» من خــال هجوم جوي فــي ضواحي دمشــق، وأغلب الظن أيضاً بضرب ســفينة تجارية إيرانية أمام شــواطئ ســوريا )وهــذه هي الأمور التــي نشــرت(. وثمةافتراض بــرد ســري أو علني مقابل ضربــة «لــوري». تجــري هنــا مواجهــة قــد تتدهــور إلى اتجاهات غير مرتقبة.

يديعوت 2021/3/26

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom