Al-Quds Al-Arabi

سهيل كيوان: لماذا أهملنَ رشاقتهن وجمالَهن؟

- رائدة أبوصوي-القدس الكروي داود- النرويج د. نبيل طنوس فاطمة كيوان سماهر سنتيك اليونان محمد اسماعيل الو حسين سلام عادل-ألمانيا سامي - فلسطين حسين حمود عفاف وتد علي مناع

«الجمال لا يكون بامتلاكك وجها جميلا.. بل يكون بامتلاكك قلبا حنونا.. ونفسا معطاءة.» إنها تلك المرأة الكادحة العاملة الفلسطينية الأم التي دأبت دائما على إنارة الطريق لأبنائها وأســرتها، وتقدم بيتها وبلدها وتحمل هم الوطن في القلب قبل نفسها.

إنها الذراع الحامي والواقي والســند، ومن تحملت شــظف العيش وانتهاك الحقوق والوقوف على الحواجز والصدام، ومواجهة الاحتلال في أرضها، لترسخ وجودها وحقها المستباح يوميا.

وفي ذلك ســعادتها وســر وجودها لا مكان للملل ولا للاستســام بحياتها ولا وقت لمعالجة آثار الشــمس ولا وقــت للتفكير كاليوم لعمل تبييض للبشرة أو تكبير للشــفاه أو تصغير للمعده مثلما يحدث الآن. حيث أصبحت عيادات التجميل منتشــرة فــي كل الأماكن وعليها إقبال رهيب، ورغم ذلك التعــب إلا إن أمهاتنا كن يتمتعن بالقوة والرشــاقة والجمال الرباني.

القلب الحنون

أحببــت ما قرأت. توجهك لأمهاتنا وجداتنــا هو حقيقي فهن مفعمات بالحب والحنان وللأبناء والأحفاد والزوج ولكل الأســرة. وعلى الرغم من ذلك عليهن الاهتمام برشاقتهن وهذا لا يكلف الكثير.

الحب والحنان

في النرويج ســيدات في عمر الثمانين والتســعين يركــن الدراجة لمشــاويره­ن وتســوقهن! النظــام الغذائي لديهن صــارم والأجمل هو إبتسامتهن مع الجميع!

النظام الغذائي

كعادتــك تأتينا دومــاً من كل حدبٍ منفــردًا محملاً بكل مــا هو جميل، يستهوي الفكر والعقل، راق لي جدًا ما كتبته كاتبنا العزيز..

سأجنح بالذكر إلى «المرأة الشرقية» كون حياتها تتأرجح بتعاركها مع وطأة القمعين الاجتماعي والسياسي معاً، وإن لم يكن الاثنين معًا، تجدها بين ثنائية الاهتمام برشاقتها والعناية بأسرتها، لأنها مهما تطورت ظروف الحياة من حولها تبقى قيد القمعين ولكن …

وبرغم كثرة الأعاصيــر التي تضرب الحياة لديها لا يمنع منها أن تكون إحدى الجميلات فكما ذكرهن محمود درويش.. الجميلات هنَّ الجميلات..

المرأة الشرقية

عندنا في المجتمع المحافظ، لكل عمر طقوس خاصة به وصورة نمطية من غير المقبول تجاوزها، وبصراحة صورة تستحق الاحترام والتقدير،

الوقــار والهيبة عند المســنات. عند جداتنا تضفي لمســة جمال غير موجودة لدى النساء الغربيات،

تراثنا وحضارتنــا العربية لها طابع خاص بها. من غير المقبول رؤية جداتنا بالبنطال. تهتز الصورة التــي نفتخر بها وهي صورتها بالثوب الفلسطيني الجميل جدا. وبالنسبة للعطور عطر النعنع والليمون أجمل من أفخر العطور.

عطر النعنع

أمــا الحداثة غيــرت كل المفاهيم حتى الجمال. فلم يعد هناك شــيء طبيعي. ورغم ذلك ازداد الفراغ وحالات الملل وتفكك الأسرة والطلاق، لا بل ازدادت نسبة الأمراض النفسية وحالات العنف الكلامي والجسدي، ونسوا أن الجمال هو جمال الخلق قبل الجسد. وأن الغراس لا تنبت إن لم ترو بماء القلب والعين لتنبت مستقرة وتنعم بالخضرة والجمال.

أعتقد أن الأمر ممكن أن يناقش من عــدة مواضيع، أولها عدم وجود ثقافة صحية عندنا، ســواء نســاء أو رجالا، وكذلك ثقافــة العيب في مجتمعاتنا، فلا يمكن أن نرى شــخصا كبير الســن يمارس الرياضة أو يركب دراجة هوائيــة على الأقل، وهناك نظرة المجتمــع للمرأة عموما، وخاصة كبيرة الســن، وكذلك نســبة الأمية عند النساء، بالإضافة إلى نسبة قراءة الكتب والمنـــشو­رات في مجتـــمعات­نا قياســا للغرب فلا تقـارن.

ثقافة العيب

جميل جدا أن يصنع الإنســان لنفسه عالمه الخاص، وهنا لا أدعو إلى العزلة عن بني البشــر.. بقدر ما أدعو إلى التمــرد على الحياة النمطية الروتينية التي يعيشــها معظم الناس، وخصوصا في بلداننا العربية.. مهم جدا أن تكون لدينا ثقافة كيف وماذا نأكل وماذا نقرأ، و كيف نمارس الرياضة، والحفاظ على صحتنا، مهم جدا أن نعي ما يدور حولنا في هذا العالم المليء بالمتناقضا­ت.

الحياة النمطية

كلامك ذهب نســاء العرب، عملهن مقدس داخل المنزل لتربية الأولاد والطبخ والغســيل والكي، ولا حاجة لهن خارج المنزل، لا سيما أن رجال العرب بنــوا مجتمعات عربية حرة مســتقلة مزدهــرة، وبنوا صناعة متطورة وزراعة رائــدة، وها هي منتوجاتهم يتســابق عليها العالم لا سيما العقاقير الطبية.

مجتمعات حرة

جمــال أمهاتنا وجداتنا هو جمال طبيعــي، يعكس الظروف الصعبة التي عاشــوها، لكنــه يبقى دون رتــوش أو تصنعات، فهــل أجمل من الطبيعة كما هي؟

جمال طبيعي

أستاذي ســهيل طرح ممتاز، لم يقم كاتب آخر بطرحه من قبل، أؤمن أن المرأة لن تســتمر في العناية بنفســها إلا اذا آمنت أنها تقوم بذلك من أجل نفســها، وليس من أجل الرجل، وتؤمن أن ذلك ينفعها ويفيدها هي ويبقي على صحتها.

العناية بالنفس

كما ذكرت أديبنا حياة الرفاهية، وجلســات التدليك والدايت في حاجة لمادة، ومن أين لنا ذلك؟ نعشق الحياة والسفر والبحر والسمك والرياضة، ولكن من يعمل في الأعمال الشــاقة من اجل تأمين لقمة العيش، من أين له أن يفعل ذلك؟

حياة الرفاهية

أمي شــارفت على التســعين ولا زالت تعمل في حقل الزيتون بشكل شبه يومي، تنظف الشجر والعشب وتزرع أشجارا جديدة وبقوليات.

عندنا الأم مقدســة، أما في الغرب فالرجل مســتعد أن يرمي أمه في الشارع لأجل عشيقته. يجب أن نعتز بثقافتنا حتى نحترم أنفسنا.

حقل الزيتون

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom