تونس: اتحاد الشغل «غير معني» بمبادرة سعيّد للحوار الوطني ... و«النهضة» ترفض اتهامها بمحاولة الانقلاب على السبسي في «الخميس الأسود»
أكد اتحــاد الشــغل التونســي )المركزيــة النقابية( أنــه غير معني بمبــادرة الحوار الوطنــي التي اقترحها الرئيس قيس ســعيد، مشــيرا إلى أنه ســيتقدم- بفي المقابل- بمبادرة جديدة تتعلق بالحوار الوطني لعدد من الأطراف السياسية والاجتماعية.
ونفت حركــة النهضة صحة المعلومــات التي أوردها رئيس البرلمان الســابق، محمد الناصــر، حول محاولة الحركــة الانقلاب علــى الرئيس الراحــل، الباجي قايد السبســي، وتعيين رئيس الحكومة الســابق، يوســف الشــاهد، رئيســا مؤقتــا بالتوافــق مع بعــض الكتل البرلمانية، مستغلة أحداث ما سمي بـ"الخميس الأسود" عام 2019 .
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الأربعاء، السيّد نزار يعيش، وزير المالية السابق.
وكان الرئيس أكد خلال استقباله، للوزير نزار يعيش، استعداده للإشــراف على "تنظيم حوار وطني بمشاركة واســعة من الشباب عبر وســائل الاتصال الحديثة، بما يُمكّن من بلورة مقترحات ومطالب تنطلق من المســتوى المحلّي ثمّ تتمّ صياغتها لاحقــا من قبل مختصين في كافة المجالات على المســتويين الجهوي والوطني للتوصّل إلى مخرجات متناغمة ومتناسقة".
وسرعان ما أكد اتحاد الشــغل أنه غير معني بمبادرة ســعيّد في حال كانت بديــا عن مبــادرة الاتحاد حول الحوار الوطني التي تقدم بها للرئاســة قبل أشهر، حيث قال ســامي الطاهري الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل "نحن غير معنيين بمبادرة رئيس الجمهورية قيس سعيّد إذا كانت بديلا عن مبادرة منظمة الشغيلة".
وأشــار إلى أن مبادرة الاتحاد "تقــوم على الحوار بــن الأطــراف السياســية والاجتماعيــة ومنظمات المجتمع المدني وهيئات الدولة والمؤسسات الدستورية يتــم خلالها البحث عــن الخروج والأزمة السياســية والاقتصادية والاجتماعية. ورئيس الجمهورية تعامل معها بتبنٍ ثــم بصمت وعدم تفعيــل والآن قدم مبادرة جديدة!".
وقال الطاهــري، في صريحات صحافية، الجمعة، إن الاتحاد ســيتقدم قريبا بمبادرة جديدة للحوار الوطني "بعد انتهاء حالة الانتظار مــع رئيس الجمهورية قيس ســعيّد حول المبــادرة الأولــى. وســيتوجه بالمبادرة الجديدة لطيف سياســي واجتماعــي معين حول كيفية إنقاذ تونس، بعيدا عن المهاتــرات التي أدت إلى الأزمة الحالية".
وأثار رئيــس البرلمــان الســابق، محمــد الناصر، جدلا واســعا عبــر كتابه الجديــد الذي صــدر أخيرا "جمهوريتــان.. تونس واحدة"، والــذي حدث فيه عن أحداث ما سمي "الخميس الأسود" عام 2019 والذي شهد مرض الرئيس الراحل، الباجي قائد السبسي، وتعرض البلاد لعمليتين إرهابيتين في العاصمة.
ويؤكد الناصر فــي كتابه أنه خلال تلك الفترة اضطر
لقطع إجازته لمرضيــة بعدما أعلمه مدير ديوانه بوجود "تحركات غيــر طبيعية داخــل البرلمان"، مشــيرا إلى أنه فوجئ خــال وصوله للبرلمان بوجــود تجمع لعدد كبير من نواب كتلتي النهضــة وتحيا تونس )الائتلاف الوطنــي آنذاك(، وعــرف لاحقا من خــال وزير الدفع عبد الكريم الزبيدي أنه كان هناك نية لعقد جلســة عامة استثنائية لإقرار الشغور في منصب رئيس الجمهورية
نتيجــة وضعه الصحــي وتعويضه برئيــس الحكومة آنذاك يوســف الشــاهد اســتنادا الى الفصــل 84 من الدستور التونسي.
وعلّق نائب رئيس البرلمان السابق، عبد الفتاح مورو على ما كتبه الناصر بقوله "الاتهامات بمحاولة الانقلاب علــى الباجي قائد السبســي يجــب أن يؤاخذ مصدره سياسيا وتاريخيا"، مشــيرا إلى أن ما كتبه الناصر نُقِل له لأنه لم يكن حاضرا ولا يمكنه الحكم على شــيء وهو غائب. ومحاولة الانقلاب هي خرافة".
وكتب مصطفى بن أحمد رئيس كتلة الائتلاف الوطني السابقة، على موقع فيسبوك "لا أدري لماذا استند محمد الناصر على أقوال أبلغها له بعض الأشــخاص، في حين كانت لنا معه اتصالات شــبه يوميــة وعلاقة جيدة لأن كتلة الائتلاف كانت تقوم على مبدأ أساســي وهو حماية استقرار مؤسسات الدولة دون استثناء، والسيدة منى كريم المستشارة القانونية للسيد محمد الناصر، شاهدة على تصدينا لمحاولات إرباك عملــه وإحباطنا لعريضة ســحب الثقة من رئاســته للمجلس التي طرحها بعض النواب كما تعلم مســتوى التنســيق القائم بين رئاسة المجلس وكتلة الائتلاف الوطني".
وأضاف "لا نجادل في حق محمــد الناصر في توثيق آرائــه وانطباعاته ونشــرها، لكن عندمــا يتعلق الأمر بوقائــع تاريخية حساســة فمــن واجبــه كرجل دولة معروف بمصداقيته ومشــهود له بالنزاهة، التحري في ما ينشره لتجنب الإساءة -دون قصد-لأناس تعاملوا معه بــكل صدق".وقال النائب الســابق عــن الائتلاف الوطنــي الصحبي بن فرج إن الناصــر "لم يتحدث عن واقعة عاشها بل قضية استقاها من وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزيدي"، مشيرا إلى "وجود" مؤامرة لتوريط الكتلة بقضية غير موجــودة أصلا، داعيا النيابة العامة للتحقيق في تصريحات الناصر والزبيدي التي وصفها بـ"الخطيرة".
وكان وزير الدفاع الســابق عبد الكريم الزبيدي أثار جدلا واســعا عام 2019 حين تحدث عن إحباطه لمحاولة "انقلاب على الشــرعية" خلال أحداث الخميس الأسود، مشــيرا إلى أنه أعطى الأوامر للجيش لتطويق البرلمان والمستشفى العســكري حيث كان يرقد الرئيس الراحل، بهدف حماية الدستور والبلاد.