Al-Quds Al-Arabi

«القدس العربي» تروي قصة البائع المتجول الذي أحرق نفسه في دير الزور بعد إهانته من ميليشيا إيرانية

- أنطاكيا - دير الزور «القدس العربي»:

لا تزال أصداء حادثة حرق البائع المتجول لنفسه في الميادين في ريف دير الزور قبل أيام، تتفاعل في المنطقة الشــرقية في ســوريا، حيث عمــد «معاذ» وهو شــاب عشــريني لإضرام النار في نفســه، بعــد تعرضهِ للضــرب والإهانة من قبــل عناصر ميليشــيا مدعومة مــن الحرس الثوري الإيراني، ورغم كــون الحادثة في منطقة تابعة للنظام الســوري، إلا ان ناشــطين نشــروا بعض تفاصيلها، وكذلك موقع «عين الفرات» المحلي .

«القدس العربــي» التي تابعت الحادثة منــذ وقوعها، تمكنت من الوصول لابن عم الشــاب معاذ، الذي أدلــى بمعلومات خاصة عما جرى، )وهو يعيش في مناطق النظام ويخشــى الكشف عن اسمه(

ويقول إن «صعوبة وضع معاذ المعيشي والديون التي تراكمت عليه بســبب زواجه منذ شــهرين، أدت به لترك مدينة دير الزور والبحث عــن عمل في مدينة الميادين، لدى أخواله هناك، حيث أقام عند خاله «مازن العلي، وهو منتسب لميليشيا الدفاع الوطني».

ويضيــف ابــن عم معاذ كاشــفاً الحادثــة التــي أدت للصدام مع عناصر الميليشــي­ات وحرق معاذ لنفســه، فيقــول إن معاذ عمل في «العتالــة» تارة، وكبائــع للمحروقات تــارة أخرى، وأخيراً اســتقر به الحال كبائع على «بســطة» صغيرة لبيــع الجوارب والخردوات، وعندها تعرض للمضايقة من قبل عناصر «ميليشــيا السيدة زينب» المرتبطــن بالحرس الثــوري الإيراني وهم عناصــر محلية من أبناء مدينة الميادين، بقيادة حبيب الضويحي، إذ ضربوه وأهانوه حسب أقاربه، لســبب بســيط ألا وهو مطالبته إياهم بدفــع ثمن )ولاعات(

أخذوهــا منه، لكنهم امتنعوا وقاموا بضربهِ وشــتمهِ كما يروي ابن عمه، ليذهب لزعيم الميليشيا الضويحي، الذي قام هو الآخر بطرده.

وحســب رواية ابــن عمه، فإن معــاذ حينها ذهــب برفقة صديق له )شــرطي( للشــكوى في مقر الأمن الجنائي فــي الميادين، لكنهم طــردوه خوفاً من ســلطة الحرس الثوري، اذ تتقاســم الميليشــي­ات المتنوعة مناطق النفوذ والســيطرة وتتصادم فيما بينها أحياناً، هذا الأمــر دفع معاذ للذهاب إلى مكان مهجور قرب منزله، ويقوم بلبس كافة ملابســه فــوق بعضها البعــض، ويجمع بضاعته )البســطة( ويســكب البنزين ويحرق نفســه، لكن أهالي الحــي الذي يقطن فيه تداركوه، وقاموا بإخماد النار واســعافه لمشــفى الأســد في مدينة ديرالزور، حيث أصيب بحروق من الدرجة الثانية، والجدير بالذكر ان عناصــر «ميليشــا الســيدة زينب» الذيــن ضربوا وأهانــوا معاذ

جميعهم عناصر محلية من محافظة ديرالزور وريف حلب.

ويعلــق الصحافي والناشــط زيــن العابدين العكيــدي قائلاً «ان مــا حصــل يوضح قــدر الظلــم والفلتــان الأمنــي وغيــاب القانون الذي تعيشــه مناطق النظــام في دير الزور، وهو مجــرد حادثة من عشــرات». وتعتبر محافظة دير الزور بغالبيتها وخصوصاً مناطق البوكمــال وريفهــا، مركزاً لثقــل التواجد الميليشــي­اوي المدعوم من إيران، حيث تتمتع الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري والدفاع الوطنــي والفرقــة الرابعــة والفيلق الخامس الروســي، بســلطات واســعة، ويتعرض ما تبقــى من مدنيين في مناطق ســيطرة النظام في دير الزور، وهم قلــة، للمضايقات والتجاوزات أحياناً، مما دفع العديد لبيع عقاراتهم وممتلكاتهم والهجرة نحو تركيا أو أوروبا، أو حتى مناطق قوات سوريا الديمقراطي­ة )قسد( والمعارضة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom