Al-Quds Al-Arabi

الوضع الصحي في الضفة يزداد خطورة مع إضراب الأطباء وغزة تتجه لإعادة التشديد وتلمح لوصول السلالة الجديدة من كورونا

- غزة ـ «القدس العربي»:

رفعت الجهات الحكومية في الضفة الغربية الإغلاق الشامل الذي فرض على مدار يومي الإجازة الســابقين، وأعادت العمل بباقي إجراءات الوقاية التي تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، ضمن المحاولات الرامية للســيطرة على «الموجــة الثالثة» من فيروس «كورونــا» فيما بدت وزارة الصحــة تواجه تحديات كبيرة في هذا الأمر، بســبب إضراب الأطبــاء الذين يطالبون بزيادة أجورهم، فيما تتجه الأمور في قطاع غزة، نحو تشــديد الإجراءات مع ارتفاع منحنى الإصابات بشكل خطير.

وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، تسجيل 24 وفاة و 1714 إصابــة جديدة بفيروس «كورونــا» و 1664 حالة تعافٍ خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

وأظهرت الأرقام التــي قدمتها وزارة الصحة ارتفاعا خطيرا في عدد الإصابات في قطاع غزة، عن الأيام الماضية، التي بدأت فيها «الموجة الثانية» وذلك بتســجيل 857 إصابة وحالة وفاة، خلال الساعات الـ 24 الماضية.

في الســياق، قالت الكيلة إن هناك انخفاضا طفيفا طرأ على أعداد الإصابات بالفيروس في فلســطين، بســبب الانضباط الجيد خــال الإغلاق في الأســبوعي­ن الماضيــن، موضحة أن نسبة إشــغال الأسرة في المستشــفي­ات انخفضت من 115٪ إلــى 100 ٪، لكنهــا قالت إن نســبة النتائــج الإيجابية من الفحوصات ما زالت مرتفعة، الأمر الذي يعتبر مؤشرا خطيرا، مشــيرة إلى عزوف المواطنين عن إجراء الفحوصات لأســباب مختلفة، وأعربت عن أملها باســتمرار عملية التطعيم، مؤكدة أنها تتواصل يوميا مع تجمع «كوفاكس» والشــركات المصنعة للقاحات لتأمين المزيد من الطعوم.

ودعت وزارة الصحة الأطبــاء المضربين إلى العودة لأماكن عملهــم لخدمــة المواطنين، في ظل اســتمرار تفشــي فيروس «كورونا» لافتة إلى أن تغيب الأطباء عن واجبهم يعرض حياة المرضى للخطر، مشيرة إلى أن الأطباء الذين واجهوا الجائحة منذ بدايتها ليلا نهارا جنبا إلــى جنب مع بقية الكوادر العاملة في القطاع الصحي ينبغي أن يظلوا في الميدان لحماية السكان. وقالــت «إننــا والحكومة وجميع أبناء شــعبنا نــدرك حجم تضحيات الأطباء والقطاع الصحي، لكن في ظل هذه الظروف العصيبة لا مجال إلا للتفكير بكيفية الخروج من نفق كورونا.»

وحــذرت الأطباء الذين لــن يعودوا إلى أماكــن عملهم من احتمال تعريض أنفسهم للمساءلة القانونية وفقا للتشريعات ذات العلاقة بموجب نص القرار بقانون، داعية إياهم للالتزام بقرار محكمــة النقض بصفتهــا الإدارية فــي الدعوى بوقف الإجراءات المتخذة من نقابة الأطباء فورا.

وضمن التحركات العملية لضمان اســتمرار عمل الخدمات الصحية، بســبب اســتمرار إضــراب الأطباء، أعلــن محافظ نابلس إبراهيــم رمضان، إعادة فتح مركز فحص «كورونا» في منطقة زواتا، بكادر طبي من الخدمات الطبية العسكرية، لأخذ العينات من المراجعين للمركــز، حتى فك الإضراب الذي أعلنت عنه نقابة الأطباء صباح السبت.

كما أعلنت محافظة بيت لحم عــن تجهيز طاقم طبي خاص من الخدمات الطبية العســكرية لاستئناف سحب العينات من المواطنين لفحص فيروس «كورونا» فيما أعلن محافظ طولكرم عصام أبو بكر أن مراكز فحــص «كورونا» في ضاحيتي اكتابا وارتاح جاهزة لاســتقبال المواطنين، بعد تلبية الكادر الطبي من الخدمات الطبية العسكرية لدعوة المحافظ ومديرية صحة طولكرم، لأخذ العينات من المراجعين للمركزين بسبب إضراب نقابة الأطباء.

وعمــا بالإجراءات الوقائيــة لا يزال العديد مــن البلدات والمؤسســا­ت الحكومية، مغلقا بأوامر مباشرة من المحافظين، بعد اكتشاف إصابات في صفوف موظفيها، وبسبب زيادة عدد الإصابات في تلك البلدات.

وفي غزة شــرعت الجهات الأمنية منذ ليل السبت بتطبيق أولى إجــراءات الوقاية التي أعيد فرضهــا، بعد تصاعد أعداد الإصابــات في القطاع منذ أكثر من أســبوع، مع بداية تفشــي «الموجة الثانية» وأكدت وزارة الداخلية أن القرار يشــمل منع حركة المواطنين والمركبات، وإغلاق المنشــآت كافة باســتثناء الصيدليات فقط، لافتة إلى تطبيــق قرار منع الحفلات وبيوت العزاء في الشــوارع، واتخاذ الإجراءات الوقائية في الأسواق الشــعبية، والتزام صالات الأفراح بتحديد عدد الحضور بما لا يتجاوز مئة شــخص، واتباع احتياطات الســامة الشخصية والعامــة. وقالت إن الشــرطة ســتقوم بمتابعــة تنفيذ تلك القرارات.

وأشارت إلى أن استمرار تصاعد أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» يدق ناقوس الخطــر، ويحتّم على المواطنين الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية، وأهمها ارتداء الكمامة والتقليل من الاختلاط، حفاظاً على سلامتهم.

وقال المتحدث باســم وزارة الصحة في قطاع غزة أشــرف القــدرة، إن هــذه الإجــراءا­ت جاءت لكســر حدة انتشــار الفيروس، فيما قال عضو اللجنة الوبائية يحيى عابد، إن هناك ارتفاعاً واضحاً بعدد الإصابات خلال الأيام الأخيرة، لافتا إلى أن هناك احتمالا أن يكون ذلك بســبب دخول ســالات جديدة

وهــي الموجودة في المنطقة حولنا في لبنــان والأردن والضفة الغربية، الذين يزورون غزة يومياً ســواء من الضفة او مصر. وقال «لذلك نتوقع ان تكون سلالات جديدة قد دخلت القطاع.»

وفيمــا يتعلق بوضــع المستشــفي­ات، قال عضــو اللجنة الوبائية في القطاع، إن هناك المستشــفى الأوروبي في القطاع، والمستشــف­ى والتركي، وهما مزودان بـ 500 ســرير مخصصة لمرضى «كورونا» وأضاف: «كنا على وشك إغلاق قسمي كورونا في الأوروبي والعودة إلى عمله بشكله الطبيعي، ومنذ ازدياد الحالات تراجعنا عن القرار .»

وأشار إلى أن إشغال الأسرة للحالات الحرجة المخصص لها 200 سرير وصلت إلى 54 أما الحالات الاعتيادية والمخصص لها 300 سرير، فوصل إشغال الأســرة الى 27٪. وتابع أن هناك متسعا في المستشــفي­ات، ولكن إذا ما ارتفعت الوتيرة أكثر من ذلك، معنى ذلك أن هناك خطراً يهدد القطاع.

يشار إلى ان نائب مدير عام الرعاية الأولية لشؤون الصحة العامــة في وزارة الصحة في غزة الدكتــور مجدي ضهير، قال إنه لا توجد إمكانية لتشــخيص الإصابة بالســالة الجديدة من فيــروس «كورونا» داخــل القطاع حتــى الآن. وبين أنه لا يمكن للوزارة تأكيد أو نفي وجود إصابات بالســالة الجديدة للفيروس داخل قطــاع غزة حتى الآن جــراء الافتقار لوجود أجهزة فحص. وأشار إلى أن الوزارة تسعى مع الجهات المعنية وعلى رأســها منظمة الصحة العالمية من أجــل الحصول على أجهزة فحص مخبري خاصة باكتشاف السلالات الجديدة من «كورونا».

وقال: «الأعراض الخاصة بالســالة الجديــدة قريبة جداً من الإصابــات العادية، وبالتالي لا يمكن تحديدها إلا من خلال التحاليل المخبرية التــي لا تمتلكها وزارة الصحة في غزة حتى الآن .»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom