Al-Quds Al-Arabi

اليمن: هادي يستقبل مبعوثي الأمم المتحدة وواشنطن في محاولة جديدة للدفع بمشروع مبادرة أممية لوقف الحرب

- تعز - «القدس العربي» من خالد الحمادي:

اســتقبل الرئيس اليمني عبــد ربه منصور هادي، أمــس، المبعوث الخــاص للأمين العام لــأمم المتحدة إلــى اليمــن مارتــن غريفث، وخصص اللقاء الرســمي لمناقشــة مشــروع مبادرة الأمم المتحــدة لوقف الحرب في اليمن، والتي تأتي بدعم من الولايات المتحدة والدول الأوروبية وفي مقدمتهم المملكة المتحدة.

وقالــت وكالة الأنبــاء اليمنية «ســبأ» إن هذا اللقاء الــذي حضره من الجانــب اليمني بالإضافة إلى الرئيس هادي، نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الوزراء معين عبد الملك، ووزير الخارجية والمغتربين أحمد بــن مبارك، ناقش «مســتجدات الأوضاع على الســاحة الوطنية والجهود الدوليــة والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن وفي مقدمتها المبادرة السعودية».

وقالــت إن هادي أكد حــرص الحكومة على إحلال الســام المســتدام وفقــاً للمرجعيات الثلاث، وبمــا يحفظ وحدة وأمن واســتقرار اليمن. ونســبت إلى هادي قوله إن «الحكومة قدمت الكثير من التنازلات بهدف إنهاء الصراع في اليمن، والتي قوبلت بتعنت وتصلب من قبل

ميليشيا الحوثي الانقلابية». وأكد أن «الحكومة ســتظل تتعاطــى بإيجابية مــع أي مبادرات وجهود لإحلال السلام في اليمن، وذلك انطلاقاً مــن حرصها على وقــف نزيف الدم فــي البلد وإنهاء معاناة الملايين جــراء تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها».

وأوضــح أن «اســتمرار تصعيد ميليشــيا الحوثي بمــأرب وغيرها مــن المحافظات يؤكد عــدم نيتهــا للجنــوح للخيــارات الســلمية لإنهاء الحرب. وإن الشــعب اليمنــي لن يقبل باستنساخ التجربة الإيرانية في اليمن وعودة اليمن إلى الحكم الكهنوتي البائد».

وشــدد علــى أهمية جهــود مبعــوث الأمم المتحــدة ومســاعي المجتمــع الدولــي ودول الخليج في ســبيل حل الأزمة اليمنية، وطالب الجميــع بضــرورة «دعم الحكومــة اقتصادياً للقيام بمهامها الخدمية والإنسانية واستكمال خطوات تنفيذ اتفاق الرياض».

وأشار إلى أن الشــعب اليمني عانى الكثير وتجرع مرارة الحرب التي شــّنها الانقلابيو­ن الحوثيــون على الإجمــاع الوطني ومخرجات الحوار الذي اســتوعبهم كمكون وشاركوا في مختلف مراحله.

إلى ذلك، قــال مكتب غريفيث فــي تغريدة بصفحته الرســمية بموقع «تويتر» إن غريفيث

أطلــع هــادي «علــى نتائــج اجتماعاته في العاصمة العمانية مســقط، وناقشــا الجهود المبذولــة للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جميــع أنحاء البلاد، وفتــح مطار صنعاء، والسماح بإدخال الوقود وغيرها من السلع إلى اليمن عبر موانئ الحديدة، واستئناف العملية السياسية».

وقــال إن غريفيث عقد لقــاء آخر أمس مع وزير الخارجية والمغتربين اليمني أحمد عوض بن مبارك، «وناقشــا الجهود القائمة الرامية إلى اســتئناف العملية السياســية في اليمن، حيث شــدّد غريفيث على أهمية اغتنام الزخم الحالي لتحقيق الســام الذي يدعمه المجتمع الدولي».

وكان هــادي وأركان حكومتــه التقى أمس أيضــاً المبعــوث الأمريكي الخاص إلــى اليمن تيم ليندر كينج، وكذا ســفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن كريستوفر هنزل.

وتناول هذا اللقاء القضايا الساخنة المتعلقة بالشأن اليمني، وفي مقدمتها الجهود الأمريكية والأممية لوقــف الحرب وإحلال الســام في اليمن وآفاق هذه الجهــود والإمكانات المتاحة أمامها «في ضوء المبادرة الحميدة للسلام التي أعلنتها المملكــة العربية الســعودية ورحبت بها الحكومة اليمنيــة والمجتمع الدولي انطلاقاً

من شعورهم بأهمية الســام وحاجة الشعب اليمني للأمن والاستقرار».

وأوضح هــادي أن جماعة الحوثي «لا تجيد ســوى لغة الحرب ومآســيها التي استمرأتها المليشــيا­ت الحوثية الانقلابية، ولا تحيد عنها بديلاً لتنفيذ مشاريعها التدميرية خدمة لإيران تجاه شعبنا اليمني والمنطقة بصورة عامة».

وأكد هادي دعمه لجهــود المبعوث الأمريكي إلى اليمن «وتذليل مهامــه الرامية إلى تحقيق الســام الــذي ننشــده، وقدمنا في ســبيله التضحيات والتنــازل­ات لحقن الدماء وتحقيق الأمــن والاســتقر­ار لشــعبنا اليمنــي الذي يحافظ على ثوابته الوطنيــة ووحدته وأمنه واستقراره».

وأوضــح: «للأســف، لــم تلتزم المليشــيا الحوثية الانقلابية ومن خلفها إيران بمســاعي الســام في مختلف المحطــات، وآخرها اتفاق ستوكهولم، بل تمادت في تهديداتها لاستهداف الأبرياء وحصار مــارب بالصواريخ الإيرانية والمســيرا­ت لقتــل النازحــن فــي مخيماتهم والاعتداء علــى الأعيــان المدنية فــي المملكة العربية الســعودية». مشــيراً إلى أن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل التجربة الإيرانية مطلقاً في اليمن مهما كلفه ذلك من ثمن.

وجاءت هذه اللقاءات المكثفة لمبعوثي الأمم المتحــدة والولايات المتحدة إلــى اليمن ضمن جولتهما في المنطقة التي شملت كلاً من سلطنة عمان والســعودي­ة، بهدف إقنــاع كل الأطراف ذات العلاقــة بالحرب الراهنة فــي اليمن، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ووقف الحرب في اليمن في أقرب فرصة ممكنة.

وكان المبعوثان الأممي والأمريكي إلى اليمن عقدا الســبت، في العاصمة العمانية مســقط، العديد مــن اللقاءات مــع المفاوضين الحوثيين المقيمين هناك بشكل دائم، وفي مقدمتهم رئيس الوفد الحوثي المفاوض والناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام فليتة، بالإضافة إلى لقائهم مســؤولين عمانيين فــي إطار تحركات الأمم المتحــدة وبدعــم من الولايــات المتحدة لوقــف الحرب فــي اليمن، التــي دخلت عامها السابع، وسط تصعيد عســكري كبير من قبل ميليشيا الحوثي والحكومة اليمنية.

وتزامنت هــذه التحــركات الدولية لإحلال الســام في اليمن مع إعلان السعودية، مطلع الأسبوع الماضي، مبادرة من جانب واحد لوقف الحرب فــي اليمن، وإعادة فتــح مطار صنعاء الجــوي وميناء الحديــدة البحــري، اللذين تســيطر عليهما جماعة الحوثي، بالإضافة إلى تمهيــد الطريق أمام الشــروع فــي مفاوضات ثنائية بــن الحكومــة اليمنيــة والانقلابي­ين الحوثيين.

وفي الأثناء، ذكرت وســائل إعلام رســمية سعودية، أمس الأحد، أن التحالف دمر زورقين ملغومين كانت الجماعة تخطط لاســتخدام­هما في هجوم «وشــيك» ينطلق من ميناء الحديدة على البحر الأحمر. وقــال التحالف في بيانات منفصلة إنــه اعتــرض ودمر ثــاث طائرات مســيرة ملغومة أُطلقت باتجاه جنوب المملكة، بما في ذلك مدينة خميس مشيط.

 ??  ?? مارتن غريفث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن
مارتن غريفث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom