Al-Quds Al-Arabi

«ذا هيل»: ما هي خيارات الكونغرس الأمريكي لفرض السلام في اليمن؟

- واشنطن - «القدس العربي» من رائد صالحة:

أنصار الحوثيين في اليمن يحضرون مسيرة بمناسبة الذكرى السادسة لتدخل السعودية في الحرب الدائرة في البلاد

شارك الكونغرس الأمريكي بنشاط في السياسة الأمريكية تجــاه اليمن منذ خريف 2015 بعد أشــهر قليلــة من بدء الحرب الأهليــة في البــاد، وقد ركزت هذه المشــاركة علــى ضمان أن تســاعد الولايــات المتحدة فــي تقليل الخســائر الماديــة، التي يتســبب بها التحالف الــذي تقوده الســعودية، وحماية تدفق المســاعدا­ت الإنســاني­ة ودعــم محــاولات دبلوماســي­ة لإنهاء الصراع.

وكتــب دانيال إيغــل وتريفور جونســتون في مقال نشــره موقــع «ذا هيل» القريب مــن الكونغــرس أن إدارة الرئيس جو بايدن التزمت بسياسة يمنية تتوافق على نطاق واسع مع هذه الأهداف، وأشــار الكاتبــان إلى أن وزير الخارجيــة الأمريكية، انتونــي بلينكن، أكد فــي مكالمته الأخيرة مــع المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تدعم حلاً دبلوماسياً للصراع يضمن أن اليمن موحد ومستقر وخال من النفوذ الأجنبي.

السلام الدائم في اليمن

وأوضــح الكاتبــان أن لديهمــا عدة أفــكار قد تكــون مفيدة للكونغرس لأنها تعتبر خيارات للمضي قدماً، وقالا إن الدراسة التــي قاما بها قد توصلت إلى أن الســام الدائــم يتطلب تلبية احتياجــات اليمن الأكثر إلحاحــاً مع العمل بالتــوازي لتطوير المؤسســات الاقتصاديـ­ـة والسياســي­ة والأمنيــة فــي اليمــن، بالإضافة إلى الالتزام المستمر في المساعدة الإنسانية، ويشير هذا النهج إلى أن الكونغرس يمكن أن يركز جهوده بثلاث طرق للمساعدة في بناء سلام دائم في اليمن.

وقال الخبير الاقتصادي إيغل والعالم السياسي جونستون إن الالتزام بالإصلاح الاقتصادي وبناء المؤسسات إلى جانب المســاعدة الإنســاني­ة يمكــن أن تفعــل الكثيــر لمعالجــة المظالم الاقتصاديـ­ـة، التي قوضت الاســتقرا­ر في اليمن، وأشــارا إلى أن بعــض برامج الكونغــرس الممولة بشــكل متواضع نســبياً مثــل صندوق الشــراكة الفلســطين­ية، مثل صندوق الشــراكة

واقترح الباحثان التركيز على قضية التمكين والاستثمار في هياكل الحكم المحلي، وقالا إن الدراسات أثبتت عامل الحرمان السياســي فــي صعــود الحوثيين وفي تشــققات السياســة، وأشــارا إلــى أن اليمــن لديــه تاريخ طويــل من الحكــم المحلي القوي، وقد يكون البرنامج الأمريكي المصمم على غرار برنامج فريق الاســتجاب­ة التابع لوزارة الخارجيــة الأمريكية أداة قوية للمســاعدة في عمليات الانتقال في المؤسســات السياسية من القاعدة إلى القمة.

وتناول المقــال ضرورة ضمان أمن المواطنين اليمنيين، وقالا إنــه على الرغم من اســتعداد إدارة بايدن بالتزام عســكري في اليمــن إلا أن التعــاون الأمنــي يوفــر خيــاراً بديلاً، وقــد تركز الجهود على أمن الحدود والبحر للمساعدة في ضمان استقرار اليمن ، ومن المرجح أن تواجه عمليات التدقيق تحديات قياسية في فرز المليشيات والقوات البديلة، التي يمكن دمجها في قوات الأمن اليمنية، ويمكن أن ينظر الكونغرس في الأحكام القانونية للمساعدة في تبســيط هذه العملية على الرغم من أنه قد يرغب في توخي الحذر لتجنب التضحية بالمساءلة والعناية الواجبة.

وأكد إيغل وجونستون أنه يمكن تنفيذ هذه الخيارات الثلاثة لتعزيــز الإصلاح المؤسســي المطلــوب، والذي يمكــن ان يفعل الكثيــر لمواجهــة التحديات الإنســاني­ة والاقتصادي­ــة والأمنية المعقدة والحوكمة، والتي تشــكل الصراع اليوم على المســتوى الوطني.

وخلــص المقال إلى أنــه في حين أن المجتمــع الدولي، بقيادة المبعــوث الخــاص للأمم المتحدة، لا يزال حاســماً لحــل النزاع وإحلال ســام دائم في اليمن، فإن القيادة الأمريكية ضرورية وقــد فاتها بشــدة خــال الســنوات القليلــة الماضيــة، كما أن الكونغرس يمتلك الأدوات اللازمة للمســاعدة في تشــكيل هذا الجهــد، ويمكن أن يلعب دوراً مهماً فــي إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في اليمن.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom