Al-Quds Al-Arabi

«عايزين إيه من مصر»... ولغز «ورفلي ليبيا» مع لاهاي

-

انشــغلت غرفة الأخبار تمامــا، ليس في قنــاة «الجزيرة» فقط، بــل أيضا في قنوات حزمــة النيل في الدرامــا المصرية، مع الفارق المتوقع ما بين شاشة لا تســتطيع إلا نشر المعلومات، كما حصلت، وأخرى تتــرك الأحداث وتنشــغل بمهاجمة من يضمرون الســوء لـ»أم الدنيا».

باخرة تجنح، عمارة تتهدم على رؤوس من فيها، تصادم قطارين وضحايا بالمئات.

الأخبار الســيئة وفــي ثلاثة أيام صعبة علــى الأحباب في مصر وكل ما نشاهده على الفضائية المصرية الرسمية صورة للأهرامات وأخرى للســيد «الرئيس» - أطال ألله في عمره - وبجانبها الخبر الأقل أهمية عن «تأجيل قمة بغداد الثلاثية».

المذيــع في أحد برامــج «القاهرة والنــاس» كان يصيح «عايزين إيــه من مصر»؟ الاستفســا­ر بطبيعة الحال موجــه لقنوات محددة تناقش هذه الأزمة، وهو سؤال يعكس حجم «الترهل» البيروقراط­ي والرقابي، المؤدي لأحداث قاتلة جراء «التقصير» تماما كما حصل في حادثة مستشفى السلط في الأردن.

لا نريد لمصــر إلا كل الخير و«محدش عايز منها حاجة» إلا الأمل على الأقــل ما دامت فواصــل الإعلان في «أم بي ســي مصر» على الهواء تتواصل .

والأمــل أن لا تتكرر فيها «المأســاة» نفســها كل مــرة وكل فترة، فالحديــث عن ســرعة إنجاز مشــاريع البنيــة التحتيــة عبر بزنس «المقــاول العســكري» وســامة الإجــراء الإداري لا يعفــي الإدارة العليا من مسؤولية إقتصار الحلم المصري البسيط على عدم تكرار الجريمة نفسها على الأقل.

كل البواخــر يمكن أن تجنح فجأة وفي كل المحيطات، لكن إنهيار جســر وعمارة وتكرر مسلســل تصادم قطــارات حوادث تحصل حصريا في عالمنا الثالث، والمصيبة أنها تتكرر فقط في مصر!

لا نفهــم كيف ولماذا يحصل ذلك الخراب باســتمرار والدمار؟ إلا إذا كان المعنى في بطن الشــاعر، فقد بدأ «الفســاد» يفتك بالبشــر ومن باب التوازن وإظهار غياب القصدية قلناها عن واقعنا الأردني سابقا.

تعليقنــا علــى كل مســؤول عربــي ينتقــد تدخــل الفضائيــا­ت المخاصمــة سياســيا بـ«الغســيل الوطني» بســيط: فقــط عالجوا مشــاكلكم واعملوا على تجفيف غسيلكم حتى لا ينشر في الخارج ببساطة، وهذا أضعف الإيمان.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom