Al-Quds Al-Arabi

قناة السويس و«المنسف»

-

مجددا تثبــت فضائية «المملكة» الأردنيــة أن العالم «ثقب صغير للغاية».

تجنح باخرة الســويس فتتعطل «ســفينة تحمل أبقارا» للأردن، عشــية شــهر رمضــان المبــارك ويضطرب ســوق اللحــوم المحلي والشرق الأوسطي .

وتنشــغل الشاشــة الذهبية بــكل المعطيات وأهمهــا إجتماعات مكثفــة حتــى يتم تأمــن اللحــوم من أجــل «مناســف الأردنيين» الرمضانية.

فعلا وحقا، العالم «ثقب أســود وصغير» فجنوح الباخرة إياها نتج عنه «عدم وصول» نحو ســبع بواخر مخصصة فقط للســوق الأردنيــة مليئة بالماشــية واللحوم، مما يعتبر تهديدا أمنيا لشــغف المواطنــن بالمنســف التقليدي، حيث ســيتربع الدجــاج قريبا على عرش الأسواق وتزداد أسعاره.

نبــأ من هذا النــوع يطرب له صاحبنا شــهبندر تجار عمان خليل الحــاج توفيق، فقد «بح صوته» وهو يحــذر الوطن برمته من «أزمة غذاء» عشــية الشــهر الفضيــل، فيما طــال التضليــل الرقمي عدد وإحصاء حبات القمح في المخزون الإستراتيج­ي للبلاد.

طــوال حيثيات وتفاصيل أزمة كورونا، لا أحد في الســلطة على الأقل أراد أو يريد «التحاور مع الخبرة». ويعيد المواطنون اكتشاف هويتهم الذاتية مع انكشاف تفاصيل إضافية تحت عنوان «تضخم الإدعاء وأنيميا الإنجاز».

وطوال الأزمة يستطيع المواطن التفريط في الفيروس والوقاية، لكــن عندمــا يتعلق الأمــر بأهميــة «اللحمــة» لا تفريــط ولا تنازل، فمكانتها تشــبه مكانة «الفول المدمس» في الشارع المصري و»كله إلا اللحمة»!

بمناسبة الحديث عن كورونا منعا للالتباس والتفسير المغرض قلت فــي ندوة «الشــفافية وأزمة كورونــا فــي الأردن» على تقنية «زووم» وهــي مصــورة ومســجلة في المناســبة، ما يلــي: تراكمت الأســئلة أمام الأردنيين أكثر من الإجابات فتهدد «اليقين» المســتقر عشية مئوية الدولة وأدار المواجهة بعض «الهواة والحواة» فشعرنا جميعا بـ«تقية سياســية» تطل برأســها بين الفينــة والأخرى، لكن المبالغة فــي «النقد» الآن غير منتجة وتشــبه تــورم مزاعم النجاح، والمطلــوب باختصــار البقاء حــول المؤسســات والتطلع للإصلاح و«تصويب المسيرة» حتى لا تشتغل كثيرا ماكينة «اللغة الثالثة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom