أسبوع الكوارث في مصر: ناشطون يسخرون من «لعنة الفراعنة»... إعلامي يعتبر سفينة قناة السويس «سيئة السمعة»... واتهام لمستغيث القطار بأنه «إخوان»
عشــرات الضحايــا ومــا يقرب مــن مئتي جريح وخســائر بالملايين تكبدتها مصر في أســبوع، هو الأســوأ، حصل خلاله أكثر من 5 حوادث، بدأت بإغلاق قناة الســويس بســبب جنوح إحدى الســفن، قبل أن يوقع اصطدام قطارين في صعيد مصر عشــرات الضحايــا، في وقــت شــهدت القاهرة ســقوط عقار مكون من 12 طابقا مأهولا بالســكان، وسقوط أحد أعمدة أحد الكباري على سيارات متوقفة أسفله، فيما شهدت محطة قطار مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية حريقا قضى على عدد من المحلات المجاورة.
وتتكبد مصر خسائر تزيد على 15 مليون دولار يوميا تتمثل في الرسوم على مرور السفن، إضافة إلى التكاليف المترتبة عن توقــف أعمال خدمة الســفن وأطقمها والأعمــال الأخرى التي تساهم في إنعاش المدن المصرية على طول هذا الممر المائي.
إلــى ذلــك، تواصل الغضــب في مصــر على خلفيــة حادث تصــادم قطارين في صعيــد مصر يوم الجمعــة الماضي، الذي أودى بحياة 32 شخصا وأسفر عن إصابة 165 آخرين.
وخرج الشــاب المصري، رحيــل أبو عامر، الــذي بث فيديو علــى صفحتــه الشــخصية بعد لحظات مــن ارتطــام القطارين يتحــدث فيه الضحايا ويســتغيث بالمســؤولين، عن صمته لمدة يومــن بعــد اتهامــه بالانتمــاء لجماعــة "الإخوان المســلمين"، والتآمــر على مصر. وبيّن في مقطــع فيديو جديد على صفحته منذ ظهوره الأول بعد الحادثة، بصوت يبدو عليه التعب، قائلا: لم يكن غرضي الشــهرة، كما قال البعض، لكن كل غرضي طلب المساعدة لإنقاذنا.
ولم تمر ســاعات على حادث تصادم القطارين، حتى فوجئ المصريــون بخبر ســقوط عقار مكــون من 12 طابقــا في منطقة جسر السويس في شرقي العاصمة المصرية القاهرة.
وارتفع عدد ضحايا ســقوط العقار إلــى 25 وفاة بعد تمكن قوات الحماية المدنية من انتشال جثتين جديدتين، كما بلغ عدد الإصابات 25 أيضا، فيما تتواصل أعمال البحث عن ناجين.
ومســاء الســبت كان نفق المشــاة في محطة قطار الزقازيق فــي محافظة الشــرقية، علــى موعد مــع حريق التهــم المحلات والأكشــاك الموجدة بداخله، والذي أســفر عن خســائر مادية دون وقوع إصابات بشرية.
في المــوازاة، واصلت النيابــة العامة المصريــة التحقيق في واقعة سقوط جزء من عمود كوبري ترسا في منطقة المريوطية في الجيزة، والاســتماع إلى أقوال شــهود عيان، حيث أســفر الحــادث عن تحطــم ميكروباصين، وإصابة ســائق، وتبين أن حالته الصحية مستقرة، وجرى نقله إلى المستشفى.
وكعادة المصريين، في محاولة لتخفيف أثر الكارثة من خلال الســخرية، اعتبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن الكوارث التي شهدتها مصر على مدار الأيام الماضية ناتجة عن لعنة الفراعنة الغاضبــن من نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى مكان عرضها الدائم في المتحف القومي للحضــارة المصرية. ويترقب مصريــون موكب نقل 22 موميــاء ملكية المقرر له يــوم الثالث من إبريل/ نيســان المقبل، ومن المفترض أن يجوب الموكب شوارع القاهرة العريقة انطلاقا مــن المتحف المصري، وذلك مطلع أبريل المقبل، وأطلقت الوزارة على الموكب الموكب الذهبي.
ويضــم الموكــب 22 مومياء مــن بينها 18 موميــاء لملوك، و4 موميــاوات لملكات، من بينها مومياوات الملك رمســيس الثاني، والملك ســقنن رع، والملك تحتمــس الثالث، والملك ســتي الأول،
والملكة حتشــبوت، والملكة ميريــت آمون زوجــة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس- نفرتاري زوجة الملك أحمس.
وتصــدر وســم نقل الموميــاوات قائمــة الترند علــى منصة التدوينات القصيرة "تويتر"، خلال الســاعات القليلة الماضية، فقد ربط العديد من المصريين بين لعنتها وبين الكوارث الأخيرة التي شهدتها بلادهم. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشــورا نص على: "بعد إعلان موكب نقــل المومياوات، حادثة الســفينة وتعطــل التجــارة العالميــة، واصطــدام قطاريــن في الصعيــد، وانهيــار عمــارة جســر الســويس، وســقوط عمود حديدي من أعمال كوبري ترسا، وحريق في مدينة الزقازيق" .
كما كتــب آخرون: "ســيأتي الموت على أجنحة ســريعة لمن يزعج سلام الملك"، وهي جملة زعمت تقارير أنها كانت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك.
الدكتــور زاهــي حــواس، عالم الآثــار المصــري، نفى وجود علاقة بين ما تســمى "لعنــة الفراعنة" والحــوادث الأليمة التي هزّت مصر.
وأوضــح أن لعنة الفراعنة مجرد خرافــة، لافتاً إلى أن موت بعــض العلماء بعــد فتح المقابر الأثرية في الماضي كان بســبب أن الغرفة الموجود فيها المومياوات تحتوي على جراثيم سامة.
وقــال إن المومياء الفرعونية تكون محنطة من 3 آلاف ســنة وأكثــر، منوهــاً أنه تم التعامل فيما بعد بشــكل جيد خلال فتح المقابر.وأضاف أن العالم كله ينظر إلى مصر باحترام كبير جداً بســبب عملية نقل المومياوات التي ستستمر 40 دقيقة، واصفاً هذا الحدث التاريخي بأنه "سيهز العالم كله" .
وذكر أن إرســال مومياء رمسيس الثاني إلى فرنسا في عهد الرئيس الأســبق حسني مبارك لمدة 6 أشهر احتُفي بها بصورة مشــرّفة، مؤكداً أنه تم اســتقبالها آنذاك اســتقبالاً ملكيــاً ضخماً. في المــوازاة هاجم الإعلامي أحمد موســى، الشركة المالكة للسفينة الجانحة في قناة السويس.
وقال خــال تقديم برنامج "على مســؤوليتي" على قناة "صــدى البلد"، إن قنــاة الســويس فيها إرشــاد على أعلى مستوى وفيها أفضل مرشدين، موضحا أن أي واحد منهم يعمل في أي مكان بالعالم ويطلب المبلغ الذي يريده.
وأضــاف أن الســفينة الجانحة بقناة الســويس ســيئة الســمعة، وأنها فعلت مشــكلة في ألمانيا قبل 3 أعوام، وأن ســفينة أخرى تابعة للشركة المشــغلة ذاتها "عاملة مصيبة من ســاعتين" في مينــاء تايبيــه وارتطمــت بالرصيف في تايوان وعطلته عن العمل.