Al-Quds Al-Arabi

وسط تحذيرات من كارثة إنسانية: مؤتمر أممي - أوروبي لحث المجتمع الدولي على مساعدة النازحين السوريين

- دمشق - «القدس العربي» من هبة محمد:

بحضــور ثمانين وفــداً من خمســن دولة ومنظمــات غيــر حكومية ومؤسســات مالية دوليــة، اجتمع الاتحــاد الأوروبــي وممثلون مــن الأمم المتحدة في «مؤتمر بروكســل لدعم ســوريا» عبــر الفيديو أمس الاثنين ويســتمر يومــن، مــن أجــل تنســيق آلية جمع عشــرة مليارات دولار كمساعدات إنسانية للسوريين في الداخل والـلاجئين في دول الـجوار.

جــاء ذلــك بالتزامن مــع إصــدار منظمات حقوقية وإنسانية مذكرات تحث فيها مجلس الأمن الدولي على منع ما وصفته بالتصرفات العدائيــة للجانــب الروســي ضــد الســكان المدنيــن، وذلك مــن خلال عملهــا على فرض سياســة التجويع الممنهج عبر تعطيل قرارات مجلــس الأمن بمــا يخص دخول المســاعدا­ت الإنســاني­ة إلــى ســوريا، وإصرارهــا علــى إجراءات منع المســاعدا­ت، ما يتسبب بكارثة إنســانية قد تحــل بالأهالــي، مخالفــة بذلك اتفاقية جنيف الرابعة بشــأن حماية المدنيين. وتعقد حلقاـــت نـــقاش متعـــددة، بمشاركة منظمــات غيــر حكوميــة والــدول المضيفــة للاجئين، فيما الاجتماع العام لكل الوفود 77« على الأقل» ســيعقد اليوم الثلاثاء، وفق بيان لوزيــر خارجية التكتــل جوزيــب بوريل، كما ســتعرف القيمة الإجمالية للتعهدات الثلاثاء في ختام اليوم الثاني للمؤتمر.

وحــث وزير الخارجيــة الأمريكــي أنتوني بلينكــن، الإثنــن، مجلــس الأمــن الدولــي علــى إعادة فتــح المعابــر والســماح بوصول المســاعدا­ت للســوريين شــمال غربي البلاد. جاء ذلك خلال الجلســة التي يعقدها مجلس الأمــن الدولــي حول ســوريا، برئاســة وزير الخارجية الأمريكي. وفــي تصريحات نقلتها قنــاة «الحرة» الأمريكية، قــال بلينكن: «يجب عدم تسييس المســألة الإنسانية في سوريا.» وأضــاف: «دعونا نعيد الترخيــص للمعبرين الحدوديين الذين تم إغلاقهما ونعيد ترخيص المعبــر الحــدودي الوحيــد الــذي لا يــزال مفتوحاً .»

الأمم المتحدة: 10 مليارات

وأعلنــت الأمم المتحــدة، أمــس، أنهــا فــي حاجــة إلى أكثــر مــن 10 مليــارات دولار من أجل تغطية أنشــطتها الإنســاني­ة في سوريا والمجتمعات المضيفة للاجئين الســوريين هذا العــام. جاء ذلــك في بيــان مشــترك أصدره وكيل الأمين العام للشــؤون الإنســاني­ة مارك

لوكوك، والمفوض الســامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ورئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائــي أخيــم شــتاينر، تزامنا مــع مؤتمر المانحين الدوليين الذي انطلق أمس. وأوضح البيان أن «24 مليوناً في ســوريا والمنطقة في حاجة إلى مساعدة إنسانية أو شكل آخر من المســاعدا­ت خلال هذا العام، بزيادة أكثر من 4 ملايــن مقارنة بعــام 2020، ويعد هذا الرقم الأعلــى منذ بدء الصــراع في ســوريا قبل 10 سنوات».

وأضــاف: «مــا زال الســوريون يواجهون أكبر أزمة لجوء في العالم، وتستضيف الدول المجاورة 4 من بين كل 5 لاجئين ســوريين، في الوقــت الذي تحاول فيه هــذه الدول معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادي­ة المتزايدة أمــام مواطنيهــا». وأكــد البيــان أن «تقــديم الدعم الكامل للســوريين والمجتمعات المضيفة للاجئين المحتاجين يتطلــب توفير أكثر من 10 مليــارات دولار خلال العام الحالي، ويشــمل ذلــك 4.2 مليــارات دولار علــى الأقــل لخطــة الاســتجاب­ة الإنســاني­ة داخل ســوريا، و5.6 مليارات لدعــم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة».

الشبكة السورية: تصعيد روسي

وحــذر المســؤولو­ن الأمميــون فــي بيانهم مــن الآثار التــي خلفتها جائحــة كورونا على المدنيــن في ســوريا الذين يواجهــون «زيادة فــي الفقــر والجــوع مــع اســتمرار النــزوح والهجمــات». مــن جهتها، أشــارت المفوضية الأوروبيــ­ة إلى «التزامــات» قيمتها الإجمالية 7,7 مليار دولار، نحو 30 في المئة منها تعهدات للعــام 2021. ويقــول الاتحــاد الأوروبــي إنه ســاهم مع دولــه الأعضــاء بثلثي هــذا المبلغ الإجمالي.

وبالتزامــ­ن مع مؤتمر بروكســل الخامس، وصفت الشــبكة الســورية لحقوق الإنســان التصعيد العســكري الروســي شــمال غربي ســوريا، الأكبر منذ قرابة العام. وفي تقريرها الصادر الاثنين اعتبرت الشــبكة أن التصعيد العسكري الروســي وقصف مشفى الأتارب ومعبر باب الهوى الحدودي وشــاحنات نقل المســاعدا­ت لأول مرة، عمل مخطط ومقصود ويشــكل جريمــة حــرب مــن قبــل القــوات الروسية تستوجب المحاسبة.

وقال مديــر الشــبكة الســورية فضل عبد الغنــي لـ«القدس العربــي» إن التقرير -الذي جــاء فــي 10 صفحــات- أكــد أن عمليــات القصف الجوي العشــوائي والمتعمد من قبل النظام السوري وحلفائه على منطقة إدلب وما حولها في شــمال غربي ســوريا قد تراجعت بشــكل ملموس منذ 6 آذار/مــارس 2020؛ إثر اتفاق وقف إطلاق النار. موضحاً أن القصف الجوي هو المتسبب الرئيس في غالبية حالات قتــل المدنيــن، وتدمير منازلهم وتشــريدهم، وأنــه علــى الرغــم مــن ذلك فــإن العديــد من عمليــات القصــف المدفعــي والصاروخي من

منصات أرضية، قد تم تسجيلها وهذا يشكل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتسـَّـبب في مقتل العديد من المدنيين.

فــي غضــون ذلــك، أصــدر فريق منســقو اســتجابة ســوريا بيانــاً رســمياً، أدان بــه مســاعي روســيا الحثيثة في إيقــاف قرارات مجلــس الأمــن الدولــي الخاصــة بإدخــال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى المناطق المنكوبة في سوريا والعمل على حصر دخول المساعدات الانســاني­ة عبر طرق تابعة للنظام السوري وحلفائه.

وقــال الفريــق فــي بيانــه الــذي أصــدره بمناســبة اجتماعــات مجلــس الأمــن الدولي ومؤتمــر بروكســل للمانحــن، إن موســكو اســتطاعت تعطيــل العديــد مــن القــرارات الدوليــة من خــال التحكم في المــدة الزمنية لكافــة القرارات التالية مقابــل الحصول على مكتســبات سياســية أبعد ما تكون عن نطاق الإنسانية. ووفق البيان، فإن روسيا «تحاول منــذ بدايــة تدخلها فــي ســوريا، العمل على تقويض جهــود فرض الســام والاســتقر­ار فــي منطقــة خفــض التصعيد العســكري في محافظــة إدلــب الســورية مــن خــال شــن هجمــات عســكرية )غيــر شــرعية( لصالــح النظام السوري وحلفائه في سوريا.»...

تدمير واسع

كمــا رافــق عمليات النــزوح تدمير واســع النطــاق في المنشــآت والبنــى التحتية خلال الحملات العســكرية المتعاقبة علــى محافظة ادلب حيث وصل عدد المنشآت المستهدفة منذ توقيع اتفاق سوتشي إلى أكثر من 700 منشأة تضمنت مدارس ومشــافي وأســواقاً شعبية ومراكــز خدميــة ومراكــز إيــواء للنازحــن، ممــا زاد مــن أعــداد المحتاجــن للمســاعدا­ت الإنســاني­ة في مناطق شمال غرب سوريا إلى أكثر من 80% من أصل أربعة مـــايين مـــدني يعيـشون في المنـطقة المـذكورة.

وشــدد فريق منســقو اســتجابة ســوريا، علــى ضــرورة الالتــزام الكامــل بقــرارات مجلــس الأمــن ذات الصلة بموضــوع دخول المســاعدا­ت الانســاني­ة إلــى ســوريا والعمل علــى منع الجانب الروســي القيام بتصرفات عدائية ضد الســكان المدنيين من خلال العمل علــى فــرض سياســة التجويع الممنهــج بغية تحصيل مكاســب سياســية إقليمية ودولية، أو العمــل خــارج نطاق مجلس الأمــن الدولي فــي حــال الإصــرار الروســي الصينــي على تعطيل القرارات...». وحــذر الفريق من تفاقم الأزمة الإنســاني­ة في ســوريا عامةً وشــمال غربي سوريا على الأخص تبعًا لإجراءات منع المســاعدا­ت، ما يتســبب بكارثة إنســانية قد تحل بالمدنيين .»...

العوائــق التــي تضعها روســيا فــي طريق المســاعدا­ت الإنســاني­ة المقدمــة للمدنيــن، «ستتســبب وفق البيان بتضخيــم معاناتهم وحرمانهم مــن احتياجاتهم الأساســية.»... وحــث الفريق مجلــس الأمن على ألا يســمح بالعودة إلى سياسة الوضع القائم في شمال غربــي ســوريا، وألا يقلل من شــأن العواقب التي قد تنجم عن الســماح لروسيا بالتمادي في تعنتها دون أية مساءلة.

 ??  ?? أطفال لاجئون سوريون يلعبون في مخيم في سهل البقاع اللبناني
أطفال لاجئون سوريون يلعبون في مخيم في سهل البقاع اللبناني

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom