يومان حاسمان قبل إغلاق باب الترشيح ... ولجنة الانتخابات قطعت الطريق أمام استغلال دحلان لشعار فتح

ســيكون أمام الأطراف التي تنوي الترشــح لانتخابات المجلس التشــريعي، بما فيهــا الفصائل الكبيــرة مثل فتح وحماس، يومان لتقديم قوائمها، قبل إغلاق باب الترشــح مساء غد الأربعاء الذي أكدت اللجنة أنها لن تمدده مطلقا.

ولم تنته اللجنــة المركزية لحركة فتح في اجتماعها أمس الذي دام ساعات واســتمر حتى الليل، من وضع اللمسات الاخيرة علــى قائمتها، لكن المشــاورات التي جرى خلالها الانتهاء مــن الجزء الأكبر من شــكل القائمــة، بما في ذلك ترتيب أسمائها التي تضم ممثلين عن كل المحافظات، وتلبي شــروط «كوتة النســاء» حيث تقول مصادر في الحركة إن تقديم الطلب سيكون إما اليوم او غدا.

وفي السياق، ســلمت حركة حماس قائمتها الانتخابية للجنة الانتخابات، التي يترأســها عضو المكتب السياســي خليل الحية، وتضم قيادات وازنة من الصف الأول وأخرى من الصف الثاني، ومهنيين، وحاز ممثلو الحركة في الضفة على نسبة 55 ٪ من العدد الإجمالي.

«للقدس موعدنا»

وتضــم القائمــة 132 مرشــحا، وحملت اســم «للقدس موعدنا». وحســب ما كشــف فإن القائمة تضــم عددا من الأســرى ومنهــم الأســير نائــل البرغوثي مــن رام الله، وحسن سلامة من قطاع غزة، وعددا من الأسرى المحررين، بالاضافة إلى ممثل عن الجرحى، فيما شــكلت النساء ثلث أعضاء القائمة، وكان أبرز الشــخصيات النسائية فيها لمى خاطر، وإســراء غنيمات من الخليل، ومنى سكيك، وهدى نعيم، وأسماء أبو موسى من غزة.

كما ضمت القائمة شــخصيات من جيل الشــباب لا تزيد أعمارهم عن 40 عاما، ومــن أبرزهم إيهاب الغصين، وكذلك العديد من الشــخصيات الأكاديمية والنقابية، وممثلين عن كل محافظات الضفة وغزة.

وقال الحية عقب تقديم أوراق القائمة للجنة الانتخابات في غزة، أنها تضم خبراء ومتخصصين، «وحرصنا على أن يكــون على قائمتنا عمالقة الأســرى، وعلى أن يمثّل عنصر الشــباب ثلث القائمة الانتخابية». وتابع: «ننتظر الأشعار بالقبول ثم نمضي للأمام، ونأمل أن تكون الانتخابات بوابة لإنهاء الانقسام».

وإلى جانب قائمتي فتح وحمــاس، تنوي جهات أخرى التقدم بطلبات الترشــح، ومنها قائمة محسوبة على محمد دحلان المطرود من فتح، وهو ما ســيدفع حركة فتح للطعن في عدد من المرشحين، في حال كانوا من أعضائها السابقين الذين فصلوا منها بتهمة «التجنح» سابقا، إن كانوا من بين الأســماء المتهمة حين شــغلوا مناصب قيادية سابقة، بتهم فساد، حسب ما أكد مسؤول في التنظيم.

وباتت أحزاب اليســار تواجه تحديات فــي التمثيل في المجلس التشــريعي المقبل، بعد أن فشلت في التوحد بقائمة

مشــتركة، واضطرار كل منها للدخول بقائمة منفردة، لعدم الاتفاق فيما بينها على ترتيب الأسماء في القائمة المشتركة، ونسبة كل تنظيم.

وجــاء الإعلان عن دخــول «المبادرة الوطنيــة» بقائمة منفردة، بعد الجبهة الشــعبية، ليؤكد فشــل كل المســاعي الرامية للمشــاركة في قائمة تمثل الحد الأدنى. وظلت هناك توقعات بأن يدخل بعض فصائل اليســار بقائمة مشــتركة وهي حزبا الشعب وفدا، إلى جانب المبادرة، بعد أن سجلت الجبهــة الديمقراطية قامتهــا المنفردة، وتوجه الشــعبية لتســجيل قائمة أخرى منفردة بقيادة الأمين العام الأســير أحمد سعدات.

وكشف مســؤول في أحد تنظيمات اليســار لـ «القدس العربــي» أن المبادرة الوطنية برئاســة مصطفى البرغوثي طالبت بأن يتم توزيع المقاعد وترتيب الأســماء في القائمة حســب آخر انتخابات برلمانية، إذ طلب بأن يتســاوى في التمثيــل والحصول على أرقام متقدمة فــي القائمة لممثليه، قبــل تنظيمات أخرى لها حضور أكبر فــي منظمة التحرير، مثل الجبهة الديمقراطية وحزبي الشــعب وفدا، باعتبار أن قائمة البرغوثي في انتخابــات 2006 حصلت على مقعدين في الانتخابــات النســبية، مقابل مقعدين حصــل عليهما تحالــف الديمقراطية والحزب وفدا، وهــو ما جرى رفضه بشدة من هذه التنظيمات.

ويقول المســؤول أن الجبهة الشــعبية وافقــت في آخر المفاوضات التي عقدت قبل اجتماعات الفصائل في القاهرة منتصف الشــهر الحالي، على أن تحصل على المقاعد الثلاثة الأولى، بدلا من الطرح الســابق الذي كانت تطلب فيه ستة مقاعد، فيما طالبــت المبادرة بالحصول على الحصة الثانية في القائمة.

وفي الســياق، كانت المبــادرة الوطنية قــد أعلنت بعد تســجيل قائمتها مساء الأحد، أنها تشــمل حضورا متميزا للنساء والشباب وعددا من المستقلين، بالإضافة إلى ممثلين بارزين لأسر الشهداء وللأسرى المحررين والجرحى وذوي الحاجات الخاصة والمزارعين والعمال والأطباء والمهندسين وغيرهم مــن المهنيين، إلــى جانب مناضلــن ومناضلات ونشــطاء وشــخصيات وطنيــة ومجتمعية مــن مختلف محافظات قطاع غزة والضفة بما فيها القدس.

وقالت إنه يشــارك في قيــادة القائمة رئيــس المبادرة البرغوثــي، الذي قال في تصريح صحافي إن المبادرة كانت تتمنى أن تنجح الحــوارات مع القوى الديمقراطية الأخرى لتشــكيل قائمة باســم التيار الديمقراطــي، مضيفا «لكننا سنواصل العمل على تطوير وبناء هذا التيار ونشكر كل من قرر الانضمام لقائمتنا من المستقلين الديمقراطيين.»

وقالت المبادرة الوطنية إن نســبة النســاء في قائمتها 32 ٪ وأكثر من ثلثها من الشــباب، وأكــدت أن برنامجها يدعو إلى التغيير الشــامل ومكافحة كل أشــكال الواسطة والمحســوبية والتمييــز بــن النــاس واحتــرام العدالة والتطبيق العادل للقانون، كما يشــمل البرنامج السياسي الوطني الذي يركز على مقاومة الاحتلال و نظام الأبرتهايد العنصري وإنهاء الانقسام، فيما يركز البرنامج الاقتصادي الاجتماعــي على مكافحــة البطالة والفقر ورفع مســتوى الدخل.

وأوضحت أن البرنامج الديمقراطي يدعو إلى الشــراكة والفصل الكامل بين الســلطات ودورية الانتخابات، وفتح الفرص أمام الشباب للمشاركة في القيادة واحترام حقوق المرأة وإصدار قانون حماية الأسرة.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن الترشح لانتخابات المجلس التشــريعي للعــام الحالي ســيبقى مفتوحا حتى منتصف ليل غد الاربعاء. وأشــارت في بيان لها الى تلقيها حتى مساء أول من أمس طلبات ترشح، تم قبول ثلاثة منها، فيما تواصل اللجنة دراسة الطلبين الآخرين.

وبينت أن رفض طلب ترشح أي قائمة يكون نتيجة عدم تحقق أحد الشــروط القانونية التي نــص عليها القانون، والمتمثلة بأن الطلب غير مستوفٍ للشروط المنصوص عليها في القانون، أو عدم صحة البيانات التي تضمنها الطلب أو المرفقات، أو إذا كان العدد النهائي لمرشــحي القائمة أقل من 16 مرشحا أو زاد عن 133 مرشحا.

كوتا المرأة

وأكدت اللجنة أن رفض الطلب يأتــي أيضا لعدم التزام القائمة بكوتا المرأة التي حددهــا القانون )على الأقل امرأة واحدة بين أول 3 أســماء، ثــم امرأة في كل 4 أســماء تلي ذلك( أو إذا تقدمت القائمة بطلب اعتماد اســم أو شــعار أو رمز خاص بقائمة انتخابية أخرى مســجلة، أو بقائمة غير مســجلة ولكنها معروفة في الأراضي الفلسطينية، أو شعار يوحي بأنه تابع لدولة فلسطين أو ينتمي إليها.

وأشــارت إلى أنه يمكــن للقوائم التــي تُرفض طلبات ترشحها، تصويب أوضاعها خلال فترة الترشح القانونية. وجــددت لجنة الانتخابــات التأكيد علــى دعوتها للقوائم الراغبة بالترشــح، بالمبادرة إلى تقديم طلباتها في أســرع وقت ممكــن، وعدم الانتظــار إلى اليوم الأخير للترشــح، لتجنــب رفضها بســبب وجود خلــل في اســتيفاء أي من الشروط المذكورة.

وفهم من تحذير اللجنة برفض بعض الترشيحات لقوائم تستخدم شــعار قائمة معروفة في الأراضي الفلسطينية أو مسجلة مسبقا، ان يطال محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، الذي يستغل اسم وشعار الحركة حاليا، وينوي الدفع بقائمة انتخابية، بشعار الحركة أيضا، حيث يتردد أن قائمته ستحمل اسم «الأمل والمستقبل.»

والمعروف أن دحلان يستخدم شعار حركة فتح، كما يقوم وأنصاره باســتخدام اســم الحركة بإضافة جملة «التيار الإصلاحي .»

عضو المكتب السياسي خليل الحية )وسط( ومؤيدون لحماس خارج إحدى لجان الانتخابات في غزة