المستوطنون يواصلون الاعتداءات على الأقصى وشمال الضفة... ومسؤول فلسطيني يحذر من «مجازر» قريبة ويدعو لتشكيل «لجان حراسة»
الخارجية حذرت من تعامل المجتمع الدولي مع جرائم الاحتلال كـ«أمر واقع»
صعدت جماعــات اســتيطانية متطرفة مــن اعتداءاتها خلال الساعات الـ 48 الماضية، ضد العديد من مناطق الضفة الغربية، وطالت المســجد الأقصى المبارك ومزارعين، وهو ما دفع بمســؤول مقاومة الاستيطان شــمال الضفة، للتحذير من مخططــات إرهابية جديدة للمســتوطنين، قد تصل لحد «المجازر».
وحذر مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة، غســان دغلس، من «أعمال إرهابية» يخطط لها مستوطنون متطرفون من جماعات « تدفيع الثمن» في محافظة سلفيت.
وأكــد في تصريحــات نقلتها وكالة الأنباء الفلســطينية الرسمية «وفا» أن هناك «خلايا إرهابية للمستوطنين » تنشط في محافظة سلفيت وبشكل خاص في ريفها الغربي، خاصة بلدات كفر الديك ودير بلوط وبروقين وبديا.
وأشــار إلى ما تعرض له مســاء أول من أمس الأحد، أحد المواطنين في كفــر الديك مــن اعتداء للمســتوطنين الذين يحاولــون الســيطرة على منطقــة «ظهر صبــح» و«خربة سوســية» كما أصيب مواطنان برصاص المستوطنين خلال وجودهما في أرضهما في «خلة حسان » غرب بديا، قبل أشهر.
وقال إنه قبل عدة أسابيع هاجم مستوطنون عائلة كانت تقوم باســتصلاح أرضها في قرية بروقين وحطموا مركبتها، كما اعتدوا على المزارعين فــي منطقة الرأس والمرحات غرب ســلفيت تمهيدا لإنشــاء بؤرة اســتيطانية جديدة، إضافة
إلى اســتفزازاتهم من خلال اقتحام مواقع إســامية بشكل أســبوعي في كفل حارس شمال غرب ســلفيت. وأكد تزايد اعتداءات المســتوطنين منذ بداية العام، وقال إنها «أصبحت يومية» الأمر الذي يســتدعي اليقظة والانتباه من المواطنين في سلفيت وبلداتها، وتشــكيل لجان حماية شعبية في كافة البلدات والقرى.
وأضاف «لا نريــد الوصول إلى مجزرة مشــابهة لمجزرة عائلة دوابشة في دوما قبل عدة سنوات، فإرهاب المستوطنين في الفترة الأخيرة في سلفيت يدل على أنهم يخططون لعمل إجرامي ما يســتهدف الإنســان، ويلاحظ فــي اعتداءاتهم الأخيــرة انتقالهم من الاعتداء على الشــجر والممتلكات إلى الاعتداء على الإنسان .»
إلــى ذلــك دعا نشــطاء مــن مدينــة نابلــس للتصدي للمجموعات الاســتيطانية التي تنوي اقتحام موقع الشعلة في قمة جبل عيبال شمال المدينة في هذه الأيام.
وبــدأت الاقتحامات صباح أمس الإثنين، حيث اســتولى مئات المســتوطنين على موقع أثري قريــب من مدينة نابلس شمال بعد أن وصلوا بواسطة الى المنطقة على دراجات نارية وحافلات، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال في المنطقة.
وأصيــب شــاب، مســاء أول مــن أمــس، فــي اعتداء للمســتوطنين في بلدة كفر الديك غرب ســلفيت، حين هاجم نحو 30 مســتوطنا، فــي حماية قوات الاحتــال، المواطنين بالحجارة في منطقة ظهر صبح وخربة سوســية في البلدة، ما أدى لإصابة شاب بحجر. وتخلل العملية قيام المستوطنين بتجريــف غرفة زراعيــة، وحطموا مركبة، فيمــا منع جنود الاحتلال المواطنين من الوصول للمنطقة.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من مدينة القدس المحتلة، وهما مهــدي أبو الهوى، ورياض كــرواي، وكلاهما يبلغ من العمر 20 عاما، بعد مداهمة منزلي ذويهما في بلدة الطور.
كما اعتقلت الأســير المقدســي المحرر مجد بربر من سكان حــي رأس العامود في القدس المحتلة، فــور الإفراج عنه من ســجن النقب، بعد قضائــه محكوميته البالغــة 20 عاما في سجون الاحتلال، كما استدعت شقيقه عز الدين للتحقيق.
كذلك اعتقلت مســاء أول من أمس، طفلا من مخيم عايدة شمال بيت لحم، وهو حســب مصادر محلية محمد مراد أبو حماد )13 عاما( أثناء وجوده قرب منزل عائلته في المخيم.
ونقلــت تقارير عبريــة عن جيش الاحتلال إعلانه شــن حملات اعتقال واســعة مؤخرا، طالت العشرات من نشطاء حركــة حماس فــي الضفة، بزعــم «منع التصعيــد الأمني » أو وقــوع عمليات في شــهر رمضان، والحفــاظ على حالة الاســتقرار في الضفة خلال فترة الأعياد المقبلة. وأشــارت التقاريــر إلى أن جيــش الاحتلال صادر ليــل أول من أمس حوالى 60 ألف شيكل «الدولار يساوي 3.3 شيكل» من مناطق متفرقة في الضفة، بزعم أنها مخصصة لتمويل العمليات.
إلى ذلك شــاركت أعداد كبيرة من المستوطنين في اقتحام المســجد الأقصى في حماية شــرطة الاحتلال. وشــارك في الاقتحــام الذي دعت لــه جماعات متطرفــة أبرزها جماعة «الهيــكل» المزعوم، أكثــر من 250 مســتوطنا، فــي الفترة الصباحية، للاحتفال بـ «عيد الفصح » العبري، فيما شــددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة.
ودخل المســتوطنون بقيادة المتطرف أرئيه الداد من جهة باب المغاربة على شــكل مجموعات كبيــرة، ونفذوا جولات اســتفزازية في باحاته، فيما فرضت قــوات الاحتلال طوقا أمنيا حول المسجد.
يشار إلى أن قوات الاحتلال، كثفت منذ أيام من انتشارها في محيط الأقصى، وفي شــوارع القدس المحتلة، ونشــرت العديد من الحواجز العسكرية، في إطار خطط التضييق على السكان، التي ترافقت مع دعوات جماعات متطرفة لأنصارها بتكثيف اقتحامات المســجد، خلال هذه الأيام التي تصادف الاحتفالات بـ «عيد الفصح اليهودي.»
وفي الســياق تواصلت أيضــا الهجمات الاســتيطانية الراميــة لطرد الفلســطينيين من أرضهم. واســتولت قوات الاحتلال على جرار زراعي من قرية مســحة غرب ســلفيت، أثناء عمله في اســتصلاح أراضي المواطنين في خلة حسان غرب بلــدة بديا، ومنعــت مزارعي المنطقة من اســتصلاح أراضيهم، كما احتجزت لعدة ساعات جرافة ومعدات.
وتبلع مساحة خلة حســان نحو آلاف دونم، وهي منطقة مهددة باستيلاء المستوطنين عليها، بهدف إنشاء مستوطنة جديدة تربط بين خمس مســتوطنات وعدد من الكتل والبؤر الاستيطانية بين محافظتي سلفيت وقلقيلية.
ونصب مستوطنون، في وقت ســابق، خيمة فوق أراض في برية بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم، بهدف إقامة بؤرة اســتيطانية، هناك، ولقطع الطريق أمام المواطنين أصحاب الأرض ومنعهم من الوصول اليها.
وحذرت وزارة الخارجية والمغتربين من التعايش الدولي
مع جرائم ســلطات الاحتلال والمســتوطنين، والتعامل معها كأمر واقع أصبح مألوفا واعتياديا لا يستدعي التوقف عندها وإدانتهــا ومواجهتها، كمــا أنذرت من التعامــل مع «جرائم الاحتلال» في إطارها السياســي العام فقط، دون تســليط الضوء على الإجراءات والتدابير الاحتلالية التي تدمر حياة المواطنين ومقومات صمودهم في أرضهم، والتي قالت إن كل واحده منها ترتقي إلى مســتوى «جريمة حرب وجريمة ضد الإنســانية» وتنتهك بشــكل فاضح قواعد القانون الدولي العام والقانون الإنساني الدولي.
وأوضحــت ان الاحتلال لــم يكتف بعمليات الاســتيلاء وســرقة الأراضي وهدم المنازل والمنشــآت وارتكاب جريمة التهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين من أرضهم لصالح تعميق وتوســيع الاســتيطان في القدس الشــرقية المحتلة وعمــوم المناطــق المصنفة «ج» بمــا فيها الأغــوار، بل يقدم على تخريب آبار المياه والغــرف الزراعية ومطاردة وتدمير المركبات الفلسطينية والاســتيلاء على أية جرارات زراعية يســتخدمها المواطنون لاســتصلاح أرضهــم او أية جرافة تحاول شق طرق زراعية.
وطالبت المجتمــع الدولي بوقف سياســة الكيل بمكيالين وازدواجيتــه المريبة في تطبيق المعاييــر الدولية، واحترام مســؤولياته القانونيــة والدولية تجاه جرائــم الاحتلال والمســتوطنين، عبــر اتخاذ ما يلــزم من الإجــراءات التي يفرضها القانون الدولي لإجبار الاحتلال على وقف انتهاكاته واستفراده بالمواطن الفلسطيني وحياته وارضه ومقومات وجوده الوطني والإنساني.