Al-Quds Al-Arabi

الإدارة الأمريكية تهمش منطقة المغرب العربي في قمة المناخ المقبلة

- مدريد-«القدس العربي» من حسين مجدوبي:

همشــت الإدارة الأمريكيــ­ة مجدداً منطقة المغــرب العربي بعدم اســتدعاء أي دولة لحضور القمة حول المناخ التي ستجري افتراضياً بداية شهر نيسان/أبريل المقبل. وهذا قد يكرر ســيناريو تهميش المغرب العربي على مستوى زيارات المسؤولين والمستثمري­ن مستقبلاً.

في هذا الصدد، كشــف البيت الأبيض نهاية الأســبوع الماضي عــن الدول التي وجه لها الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوة المشــاركة عبر فيديو كونفرانس في القمة المقبلة حول المناخ. وترغب واشــنطن في إعطاء دفعة قوية للقمة للتغطية على مواقف الإدارة السابقة في ظل دونالد ترامب الذي انسحب من قمة المناخ العالمية.

ووجهت دعوة الحضور إلى ربع قادة العالم أو الدول، واعتمدت معايير منها تمثيلية القارات وتمثيليــة التجمعات الإقليمية ثــم أهمية الدول في المســرح الدولي وخاصة المســؤولة عن الانبعاثات، أي الدول الكبرى، علاوة على الدول المتوســطة أو الصغيرة التي برهنت على التزام بقضايا المناخ والدفاع عن البيئة. وسيجري التركيز على جوانب متعددة تصب كلها في تحســن البيئة عالمياً مثل الطاقة المتجددة والتكنولوج­يات الأقل اســتهلاكاً للطاقة وحماية الكرة الأرضية من ارتفاع الحــرارة لتفادي الهجرات الكبرى بسبب التصحر وما يترتب عنه من إضرار بالمحاصيل الزراعية.

وهكذا، اســتدعت من أمريكا اللاتينية دولاً من حجم الأرجنتين والبرازيل والمكسيك، ومن أوروبا دولاً مثل إســبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، ثم الدول الكبرى مثل روسيا والصين. واســتدعت من القارة الإفريقية كينيا وجنوب إفريقيــا والكونغو والغابون ونيجيريا.

ولم يوجه البيت الأبيض الدعوة لأي دولة من شمال إفريقيا، بل ومن التجمع الإقليمي فــي منطقة المغرب العربي، المغرب والجزائر وتونس وليبيــا وموريتانيا. وهذا الغياب يبرز مجدداً معطى أساســياً، وهو غياب المغرب العربي من الأجندة السياســية للبيت الأبيض. ويتجلى هذا في غياب اســتثمارا­ت أمريكية كبرى في المنطقة، ثم في عدم قيام أي رئيس أمريكي بزيارة إلى المغرب العربي منذ اســتقلال هذه الدول باســتثناء زيارة رسمية واحدة للرئيس دوايت إيزنهاور نهاية الخمســيني­ات. ومن باب المقارنة، اعتاد الرؤساء الأمريكيون زيارة منطقة الشرق الأوسط مثل السعودية وقطر والكويت، وفي المقابل لا يقومون بزيارة المغرب العربي. كما اعتاد الرؤساء الأمريكيون القيام بجولات في إفريقيا دون زيارة شــمالها. وزار الرئيس الأسبق باراك أوباما إفريقيا ثلاث مرات، واستثنى دولاً مثل الجزائر وتونس والمغرب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom