Al-Quds Al-Arabi

ميانمار: استمرار الاحتجاجات وناشطون يؤكدون إجبار تايلندا للاجئين بالعودة إلى ولاية كارين

إدانات من غريفيث وواشنطن تفرض عقوبات وبكين وموسكو تعربان عن قلقهما

- لندن- «القدس العربي»- وكالات:

قالت جماعتان للنشــطاء، أمس الاثنين، إن السلطات التايلندية أجبرت ألوف اللاجئــن الفارين من الهجمــات الجوية للجيش في ميانمار المجاورة على العودة إلى ولاية كارين بجنوب شرق ميانمار.

وفر ألوف مطلع الأسبوع بعد أن هاجمت طائرات مقاتلة قرى قرب حدود تايلندا تسيطر عليها جماعة عرقية مسلحة شنت هجوماً على موقع للجيش في أعقاب الانقلاب العســكري في ميانمار أول فبراير/ شباط.

وقال ديفيد يوبانك، مؤســس جماعة «فري بورمــا رينجرز» إن 2009 أشــخاص أُجبروا على العودة إلى مخيم للنازحين على جانب ميانمار من الحدود عند الســاعة 6:15 مساء بالتوقيت المحلي. وكان اللاجئون يعيشــون في ذلك المخيــم منذ نزوحهم مــن بيوتهم في هجمات وقعت في وقت ســابق. وقال مــارك فارمانر، رئيس منظمة بورما كامبين في المملكة المتحدة: «ما زالت هناك مقاتلات في ســماء المنطقة».

وكتب سوناي فاسوك، كبير الباحثين في «هيومن رايتس ووتش» تايلندا، على تويتر: «قســوة تايلندا والتصرف غير القانوني يجب أن يتوقفا الآن».

وقال مســؤول إقليمــي تايلندي مــن منطقة ماي هونغ ســون، طلب عدم نشــر اســمه، إن المجموعة لم تجبر على العودة. وأضاف المســؤول: «هم في أراضي تايلندا على ضفاف نهر سالوين لكنهم لم يتقدموا أبعد من ذلك. المنطقة تخضع لإدارة الجيش». كما قال رئيس وزراء تايلندا برايوت تشــان أوتشــا، إن حكومته على اســتعداد لقبول لاجئين، رافضاً مزاعم بأن تايلندا تدعم المجلس العسكري في ميانمار. وقال للصحافيين: «ليس هناك من يدعم اســتخدام العنف ضد الناس».

وقالت جمعية مساعدة الســجناء السياسيين إن قوات الأمن في ميانمار قتلت 459 شــخصاً على الأقل منذ الانقلاب مع سعيها لسحق الاحتجاجات. وفر المئات، بمن فيهم سياســيون من الحكومة المدنية الســابقة، من المناطق المركزيــة ولجأوا إلــى أراض تخضع لهيمنة جماعات عرقية مسلحة. والاثنين، ورغم كل شيء، خرج متظاهرون اعتباراً من الفجر إلى الشــوارع في كل أنحاء البلاد. وتظاهر مئات الأشــخاص في بلاتي بمنطقة ماندالاي )وسط( حاملين لافتات كتب عليها «الشعب لن يهزم أبداً». وأوقف صحافيان في مييتكينا عاصمة ولاية كاشين. وحســب منظمة محلية، فإن إجمالي عدد الصحافيين الذين أوقفوا منذ الانقلاب بلغ 55، ولا يزال 25 قيد الاعتقال.

كما تتواصل مراسم تشييع ضحايا القمع في نهاية الأسبوع. وفي منطقة ساغاينغ )وسط( وجه مئات الأشخاص تحية إلى ثينزار هين، وهي طالبــة تمريض تبلغ من العمر عشــرين عاماً قتلت بالرصاص حين قدمت لمساعدة رجال الإسعاف في معالجة أحد المصابين.

إلــى ذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحــدة أنطونيو غوتيريش، الاثنــن، أن العنف «غير المقبــول بتاتاً» في ميانمار، ودعا الأســرة الدولية إلــى تعزيز وحدة الصــف. وقال غوتيريــش خلال مؤتمر صحافي: «من غير المقبول بتاتاً رؤية اســتخدام هذا المســتوى من العنف ضد الناس ومقتل هذا العدد من الأشخاص.»

كمــا أعلنت إدارة الرئيــس الأمريكي جو بايــدن، الاثنين، فرض عقوبات جديدة على ميانمار مع تعليق فوري لاتفاق تجاري إلى حين عودة حكومــة «منتخبة ديموقراطياً» إلى الســلطة. وأعلنت ممثلة التجارة الأمريكية كاثرين تاي في بيان: «تعليق كل ارتباط للولايات المتحدة مع بورما بموجب الاتفاق-الاطار للعام 2013 حول التجارة والاســتثم­ار مع مفعول فــوري». وأوضح البيــان أن «هذا التعليق سيبقى سارياً إلى حين عودة حكومة منتخبة ديموقراطياً.»

وقالت الســفيرة كاثرين تاي، إن «الولايات المتحدة تدعم جيش ميانمار في جهوده لإعادة حكومــة منتخبة ديمقراطياً، والتي كانت أســاس التنمية الاقتصادية والإصــاح في بورمــا». وأضافت أن «الولايات المتحدة تدين بشدة العنف الوحشي الذي تمارسه قوات الأمن ضد المدنيين .»

أما الصين فدعت كل الأطراف إلى ضبط النفس، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشــاو ليجيــان، إن «العنف والصدامات الدامية لا تلبي مصالح أي طرف.»

كما أعلن الكرملين، الإثنين، أنه يعارض القمع الدموي للتظاهرات في البــاد. وقال ديمتــري بيســكوف، المتحدث باســم الكرملين، للصحافيين: «نحن قلقون للغاية مــن تزايد عدد الضحايا المدنيين» مضيفاً أن روســيا تطور علاقاتها مع ميانمار لكنهــا لم تتغاض عن العنف.

 ??  ?? لاجئون من ميانمار في تايلاندا بعد هربهم من ولاية كارين إثر غارات نفذها الجيش الانقلابي
لاجئون من ميانمار في تايلاندا بعد هربهم من ولاية كارين إثر غارات نفذها الجيش الانقلابي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom