Al-Quds Al-Arabi

هكذا تعلقت بثوب اليمين الفاشي ونسيت أنه «لا يصح إلا الصحيح»

- بقلم:عودة بشارات

يقترب يوم الاثنين، 5 نيســان، بسرعة، والأفق يخلــو مــن أي علامة لحكومــة برئاســة بنيامين نتنياهو. حارســا العتبة، بتســلئيل سموتريتش وايتمــار بن غبير، يغلقــان الباب أمــام نتنياهو. أما عضو الكنيســت منصور عباس، المنقذ المناوب لليكــود، فيداه مكبلتــان، يريد لكنه لا يســتطيع. اعتقد بأنه سيُستقبل بالهتاف كمنقذ لحكم اليمين، لكن الواقع يبدو مختلفاً. فلدى حراس العرق، يمكن للغريق أيضاً أن يطلب النجدة من منقذ يهودي.

الأمــل معلق في هــذه الأثناء علــى البحث عن تزوير فــي صناديق الاقتراع لخفــض عدد أعضاء القائمة المشــتركة في الكنيســت المقبلة. خمنوا من يتطوع لهذه المهمة؟ أجل، عضو الكنيســت السابق أيوب قره. فقد قام بزيــارة عباس أول أمس، وبدلاً مــن تحذيره من رئيســه الذي يدين لــه بالفضل، أظهر الخوف )حســب القنــاة 7( من حدوث تزوير في أصوات العرب. وفي هذه الأثناء، توجه لأخويه ســموتريتش وبن غبير )العزيزين( وتوسل إليها: «يجــب احتضان التيــار البراغماتـ­ـي الذي يمثله منصور عباس» حسب موقع «بانيت».

هذه المشاهد تذكر بآخر الزمان، التي ليس بينها وبين المنطق شــيء. من ينظر إلى الواقع الآن يشك في قوة نظــره وقدرته على الفهم. لكن مع الاحترام لشــكوككم، هذا مــا هو عليــه الواقــع في لحظة الانعطافة الدراماتيك­ية، كل شــيء يتحرك، الأريكة تســتقر في المطبخ، طناجر الطبــخ تجلس وتضع ساقاً على ساق في وسط الصالون، والبوابة تنتظر الزائرين في الساحة الخلفية.

كل ذلك يبدو جيــداً مقابل السياســة العربية، التي تبدو مثل سيارة بعد تعرضها لحادث طرق. ما الذي قاله الممثل سعيد صالح في المسرحية المصرية «مدرسة المشــاغبي­ن» بعد أن أخذ سيارة العائلة في جولة صغيرة: «كل جزء ســليم، لكن منفرداً «. في «المشتركة» كل جزء وحده. للمشتركة 6 مقاعد بدلاً من 11، ولـ»راعــم» 3 مقاعد بدلاً مــن 4، أما الرابع فحصل عليه مــازن غنايم الــذي أحضرته «راعم» بدلاً من إيمان الخطيب. بشكل عام، التمثيل العربي

في الكنيســت هبط من 15 مقعداً إلى 10، وهناك من يحتفلون.

مرســاة السياســة العربية اهتزت. لو أن عضو الكنيســت أيمن عودة ســمى الســجناء الأمنيين بالمخربــن، مثلما فعل عبــاس، لأدى ذلك إلى عزله من قبــل مؤيديه قبل منتقديه. مصير مشــابه كان ينتظر عضو الكنيســت أحمد الطيبي لو أنه قال إن «الشــرطة نجحت في إحباط مئــات عمليات القتل أو محاولــة القتل». هذا ما كان ســيحدث أيضاً لو قال عضو الكنيســت سامي أبو شــحادة إن قانون القومية «لا يحرمنا من الجنسية.»

فــي المقابــل، يقول العــرب: «الله يضــرب بيد ويســند بالثانية». الآن، شــيء لا يصــدق، هبط العرب إلى 10 مقاعد، منها 4 متحمســون للانضمام لنتنياهو. أي أنه إذا خصمنا من الســتة معارضين لنتنياهــو الأربعة المؤيدين له فســيبقى من الـ 15 مقعداً في الكنيســت الســابقة مقعدان ضده فقط. ورغم انخفاض قــوة العرب الدراماتيك­ية، لا يوجد لنتنياهــو حكومة. ماذا قالت فرقة «الكشاشــيم»: أليست هذه معجزة؟ هذه معجزة كبيرة. 13 مقعداً أزيحــت من طريــق نتنياهــو، لكنه مــا زال عالقاً بالمحاكمة.

«طريقنــا شــائكة ووعــرة وصعبــة... لكننا ســنواصل». لماذا نواصل؟ ببساطة، ليس لنا خيار آخر. الضربة التي تلقاها العرب صادمة، لكن الفشل هو المعلم الأفضل. بثمن تقســيم فظيع، يكتشــف عباس أنه مــع اليمين، لا ســيما اليمين الفاشــي، لا يمكــن الارتبــاط. «لا يصــح إلا الصحيح» تقول العرب. لا يمكن عقد التحالفات إلا مع قوى الســام والديمقراط­يــة اليهودية، وهكذا نعــود إلى نقطة البداية ونسأل عباس: هل كان كل ذلك يستحق؟

مع ذلك، يجب الإشــارة إلى الفشل المترتب على تنازل «راعم» عن أصوله الوطنيــة. لدى الأغلبية الســاحقة من العرب وفي القرى العربية، حصلت القائمة المشــتركة علــى أغلبية الأصــوات. غضب العرب من الانقســام، لكنهم لن يتســاوقوا مع من يتاجرون بكرامتهم الوطنية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom