Al-Quds Al-Arabi

مؤتمر دعم لاجئي سوريا: ألمانيا تقدم 1.7 مليار يورو وواشنطن 600 مليون دولار

غوتيريش: لقد فقدوا الثقة في قدرتنا على إنهاء صراع بلادهم ونحتاج 10 مليارات دولار

- عواصم ـ «القدس العربي» - وكالات:

حثت الأمم المتحدة المانحين الدوليين علــى التعهد بتقديم ما يصل إلــى 10 مليارات دولار، أمس الثلاثاء، لمســاعدة الســوريين الفارين من الحــرب الأهلية، في خضم جائحة كوفيــد-19 .وقال الأمين العام لــأمم المتحدة أنطونيــو غوتيريش في رســالة بالفيديــو "أدعوكم لمســاعدتن­ا في تلبية الاحتياجات المتزايدة وزيــادة التزاماتكم المالية والإنســان­ية". وأضاف أن "الاقتصاد السوري تعرض للدمار وتعصف به الآن تداعيات كوفيد-19 التي زادت الأمور سوءا. فقد نصف الأسر تقريباً مصدر دخلهم، ويعيش تســعة من كل عشرة سوريين في فقر". وحذر غوتيريش من "انجراف الوضع في سوريا نحو حل لا حرب ولا

ســام". وأقر غوتيريش بأن العديد من السوريين "فقدوا الثقة" بقدرة المجتمع الدولي على مســاعدتهم في إنهاء الصراع الدائر في بلادهم. وكانت الســويد من أوائل المانحين الذين تعهــدوا بزيادة الدعم، فيما ذكرت شــبكة تلفزيون الجزيرة أن قطر قالت إنها ســتقدم 100 مليون دولار لمســاعدة الجهود الدوليــة الرامية لتخفيف الأزمة الإنســاني­ة في ســوريا. وتعهدت ألمانيا الثلاثاء بتقديم أكثر مــن 1,7 مليار يورو لمساعدة ســوريا التي تمزقها حرب مدمرة منذ عشــر سنوات، خلال مؤتمر دولي للمانحين برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن مبلغ 1,738 مليار يورو، مشيرا إلى أنه "المساهمة الأكبر" لبلاده في السنوات الأربع الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء إن الولايات المتحدة ســتقدم أكثر من 596 مليون دولار مساعدات إنسانية جديدة لمواجهة الأزمة السورية. وأضاف بلينكن في بيان أن المساعدات تهدف إلى تقديم العون للكثير من السوريين في الداخل، والذين يقدر عددهم بنحو 13.4 مليون نســمة، وكذلك مســاعدة 5.6 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وقال بلينكن إن "الشــعب الســوري واجه فظائع لا حصــر لها من بينها ضربــات جوية وجهها نظام الأسد وروســيا والاختفاء القسري ووحشية داعش والهجمات بالأســلحة الكيميائية". ومضى قائلاً "زاد على ذلك أن الفساد الممنهج وســوء إدارة الاقتصاد من جانب نظام الأســد فاقما الأزمة الإنسانية الصارخة التي زاد من حدتها تحدي كوفيد-19."

حثت الأمم المتحــدة المانحــن الدوليين على التعهــد بتقديم ما يصــل إلى 10 مليــارات دولار الثلاثاء لمساعدة الســوريين الفارين من الحرب الأهليــة في خضم جائحة كوفيــد-19 وقالت إن الحاجة إلى الدعم الإنســاني لم تكن بهذا الحجم مــن قبل، في المؤتمر الســنوي الخامــس لوقاية اللاجئين الســوريين من المجاعة، في وقت يحتاج حوالي 24 مليوناً إلى مساعدات أساسية، بزيادة أربعة ملايين على مــدى العام المنصرم وهو أعلى رقم حتى الآن منذ حملة القمع التي شنها الرئيس السوري بشار الأســد على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطي­ــة في عام 2011، ممــا أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية.

وقــال الأمين العام لــأمم المتحــدة أنطونيو غوتيريتــش فــي رســالة بالفيديــو «أدعوكم لمساعدتنا في تلبية الاحتياجات المتزايدة وزيادة التزاماتكـ­ـم الماليــة والإنســان­ية.» وأضاف أن «الاقتصاد الســوري تعرض للدمار وتعصف به الآن تداعيات كوفيد-19 التي زادت الأمور سوءا. فقدت نصف الأسر تقريبا مصدر دخلها. ويعيش تسعة من كل عشرة سوريين في فقر.»

وأقــر غوتيريش بــأن العديد من الســوريين «فقدوا الثقــة» في قــدرة المجتمــع الدولي على مســاعدتهم في إنهاء الصراع الدائر في بلادهم. جاء ذلك في رســالة فيديو مســجلة بثت، خلال مؤتمر بروكســل وقال «إن العديد من السوريين فقدوا الثقة بقــدرة المجتمع الدولــي في صياغة مســار متفق عليه للخروج من الصراع المســتمر منذ 10 ســنوات». وأضاف: «الحرب في ســوريا ليســت حربها فقط، وإنهاؤهــا والمعاناة الهائلة التي لا تزال تســببها هي مسؤوليتنا الجماعية.» وأردف: «لــدي قناعة بأننا ما زلنا نســتطيع إلى جانب الأطراف الســورية نفســها التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية تماشيا مع قرار مجلس الأمن 2254 .»

السويد من أوائل المانحين

وكانت السويد من أوائل المانحين الذين تعهدوا بزيادة الدعم في وقت تعاني فيه الدول في جميع أنحاء العالم من شــح الأمــوال لتقديم التبرعات فيما تعصف تداعيات كوفيــد-19 باقتصاداته­ا. ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ساعة متأخرة من مساء الاثنين إلى استمرار فتح الحدود السورية للسماح بالوصول دون عوائق وحرية تدفق المساعدات.

وانحسر القتال بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضــة منذ أنهى اتفاق قبل عــام حملة قصف بقيــادة روســيا أدت إلى نــزوح مــا يربو على مليون شخص، لكن الضربات الجوية الروسية، إلى جانب الجيش الســوري المدعــوم من إيران، تواصل مهاجمــة مواقع مقاتلــي المعارضة. وفي

بيــان منفصل الثلاثــاء، دعت الحركــة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المانحين الدوليين إلى المســاعدة في إعــادة بناء البلاد، لا ســيما لإصلاح خدمات الصحة والمياه والكهرباء.

وقــال خالــد حبوباتي رئيس منظمــة الهلال الأحمر العربي السوري «بنيتنا التحتية مدمرة.» ويقــول الاتحــاد الأوروبــي، الذي يســتضيف المؤتمر، إن عملية إعادة بناء المدن المدمرة تحتاج مليارات الدولارات ولا يمكن أن تبدأ حتى تساعد القوى المشــاركة في الصراع، بما في ذلك روسيا وإيران، في الاتفاق على تســوية ســلمية. وحث رئيــس اللجنة الدوليــة للصليــب الأحمر بيتر ماورير القــوى العالمية على التوصــل إلى اتفاق ســام وإلا ســتجد نفســها في مواجهة مزيد من

أطفال سوريون نازحون يفرزون كميات كبيرة من الرصاص والقذائف التي قد تنفجر فيهم في إدلب

مؤتمرات المانحــن. وقال «العاملــون في المجال الإنســاني هنا لتقديم المســاعدة لكن المسؤولية النهائية تقع على عاتق أطراف الصراع».

قطر: 100 مليون دولار

وذكرت شــبكة تلفزيون الجزيرة أن قطر قالت إنها ســتقدم 100 مليون دولار لمســاعدة الجهود الدولية الراميــة لتخفيف الأزمة الإنســاني­ة في سوريا. ونقلت القناة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها عن وزير الخارجية القطري الشــيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قوله إن الوضع الإنســاني لن يتحسن إلا بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

قال وزير الخارجيــة الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 596 مليون دولار مســاعدات إنسانية جديدة لمواجهة الأزمــة الســورية. وأضاف بلينكن فــي بيان أن المســاعدا­ت تهدف إلــى تقديم العــون لكثير من السوريين في الداخل، والذين يقدر عددهم بنحو 13.4 مليون نســمة، وكذلك مســاعدة 5.6 مليون لاجئ ســوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

وتابع أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا تومــاس غرينفيلد أعلنت عن المســاعدا­ت خلال مؤتمر دولي بشــأن دعم ســوريا. وحثت تومــاس غرينفيلد المجتمع الدولي على الســماح بوصــول المســاعدا­ت الإنســاني­ة إلــى جميــع الســوريين دون عوائق بما في ذلك المســاعدا­ت عبر الحدود. وســمح مجلس الأمــن الدولي في يناير 2020 بعمليات دعم عبر الحدود تستمر ستة أعوام مــن موقعين على الحدود مــع تركيا، لكنه أســقط نقاطا حدودية مع العراق والأردن بطلب من روسيا والصين.

ألمانيا: 1,7 مليار يورو

وقال بلينكن إن إعــادة التفويض بالعمليات العابرة للحدود وتوســيع نطاقها في يوليو تموز المقبــل أولوية أمريكيــة. وقال «واجه الشــعب الســوري فظائع لا حصر لها من بينها الضربات الجوية وجهها نظام الأســد وروســيا والاختفاء القسري ووحشــية داعش والهجمات بالأسلحة الكيماوية». ومضى قائلاً «زاد على ذلك أن الفساد الممنهج وســوء إدارة الاقتصاد مــن جانب نظام الأسد فاقمت الأزمة الإنسانية الصارخة التي زاد من حدتها تحدي كوفيد-19».

وتعهدت ألمانيا الثلاثاء بتقديم أكثر من 1,7 مليار يورو لمساعدة سوريا التي تمزقها حرب مدمرة منذ عشر سنوات، خلال مؤتمر دولي للمانحين برعاية الأمم المتحــدة والاتحاد الأوروبــي. وأعلن وزير الخارجية الألمانــي هايكو ماس عــن مبلغ 1,738 مليار بورو مشيرا إلى انه «المساهمة الكبر» لبلاده في السنوات الأربع الأخيرة.

وتهدف النســخة الخامسة من «مؤتمر بروكسل من أجل ســوريا» إلى مســاعدة دول الجوار التي اســتقبلت ملايين اللاجئين الســوريين وهي لبنان والأردن وتركيــا خصوصاً. ودعــت الأمم المتحدة إلى تقديم تبرعات لا تقل عن 10 مليارات دولار )8,5 مليارات يورو( لهذا الغرض.

غوتيريش: فقدان الثقة فينا

ويطالــب القــرار 2254 الصــادر بتاريــخ 18 ديســمبر/ كانــون الأول 2015، جميــع الأطراف بالتوقف الفوري عن شــن هجمــات ضد أهداف مدنيــة، ويحث أعضاء مجلس الأمــن، على دعم الجهــود المبذولة لتحقيــق وقف إطــاق النار. كمــا يطلب القرار مــن الأمم المتحدة أن تجمع بين الأطراف للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابــات حــرة ونزيهــة تحت إشــراف الأمم المتحــدة، بهدف إجــراء تحول سياســي. ودعا غوتيريش المانحين الدوليين، إلى «مساعدة الأمم المتحدة لتلبيــة الاحتياجــ­ات المتزايدة وتكثيف التزاماتهم المالية والإنســان­ية تجــاه الناس في ســوريا، والمســاعد­ة في تخفيف العــبء المالي الكبير عن البلدان التي تستضيف اللاجئين».

وأردف غوتيريــش: «يحتــاج 10.5 ملايــن شخص آخرون )اللاجئون الســوريون والذين يســتضيفون­هم( إلى الدعم» مشيرا أن «9 من كل 10 ســوريين يعيشــون في فقر، وتعد المساعدة الإنســاني­ة والحماية التي تقدمهــا وكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني هي المصدر الوحيد لبقائهم على قيد الحياة».

وتابــع الأمــن العام قائــا: «كل شــهر يقدم العاملون في المجال الإنســاني المساعدة إلى 7.6 ملايين شخص في ســوريا، بما في ذلك من خلال العمليــات العابرة للحــدود والعابرة للخطوط )القتــال)». وزاد: «عانــى الســوريون منــذ 10 ســنوات الموت والدمــار والتهجيــر والحرمان، وقتل مئات الآلاف من المدنيين وجرح الملايين، وتم إجبار أكثر من نصف الســكان على ترك منازلهم، وتعرض عدد لا يحصى من الآخرين للجوع تحت الحصــار أو التعذيب أو الاعتقــال غير القانوني أو الاختفــاء القســري». وحــذر غوتيريش، من «انجراف الوضع في سوريا نحو حل لا حرب ولا سلام».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom