Al-Quds Al-Arabi

شمال سوريا: موسكو تغلق المعابر بعد أيام من ادعائها فتحها بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة

- دمشق «القدسالعرب­ي» من هبة محمد:

بعد الافتتاح «الإعلامي» للمعابر الإنسانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن إغلاق ثلاثة معابر تصل بين مناطق سيطرة النظام وبين المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة التي تدعمها تركيا في محافظتي إدلب وحلب.

وقــال نائب رئيس المركز الروســي للمصالحــة في ســوريا الفريق أول ألكســندر كاربوف، إنه اعتبارًا من أمس الثلاثاء ســتُغلق المعابر الإنسانية الثلاثة فــي محافظتي إدلــب وحلب، حيث عزا المســؤول الروســي إعادة إغلاقها إلى «قصف المســلحين لها». ونقلت وســائل إعلام روسية، عنه قوله إن «الأوضاع مازالت تتدهور، في المناطق المتاخمة لمعبري سراقب وميزناس في محافظة إدلب، وفي معبر أبــو الزندين في محافظة حلب. وقال إن اغلاق المعابر ســببه تكثيف «التنظيمــا­ت المدعومة من تركيا قصفهــا في الأراضي الســورية الخاضعة لســيطرة القوات التركيــة، ما تســبب بتعطيل حركة المواطنين والمركبات في الخروج». وكانت موسكو قد أعلنت الأسبوع الفائت، عن توصلهــا إلى اتفاق مع أنقرة، لفتح ثلاثة معابر في محـــافظتي إدلـــب وحلب، بحـــجة «تخفيف الأوضاع الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا شمالي ســوريا». وهو ما نفاه مسؤول رفيع معني بالملف السوري في وزارة الخارجية التـركية.

ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروســية عن الجيش الروســي قوله، إنه اتفــق مع تركيا على فتح معبرين في منطقة خفــض التصعيد في إدلب وآخر قــرب حلب في ســوريا. كما نقلت وكالة تاس الروســية للأنبــاء عن المركز الروسي للمصالحة السورية قوله إن روسيا اقترحت أن تعيد تركيا فتح هذه المعابر الثلاثة بســبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في سوريا، حيث اقترحت وزارة الدفاع الروســية على القوات التركية افتتــاح ثلاثة منافذ في مدينتي إدلب وحلب، في كل من ســراقب وميزنار شرقي إدلب، ومعبر «أبو الزندين» شمال حلب.

ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن مســؤولي أمن تركيين، قولهما إن إعلان روسيا فتح معبرين حدوديين شمال غربي سوريا غير صحيح، كما أوضحت مصادر تركية مسؤولة أن أنقرة رفضت المقترح الروسي بشأن فتح معابر مع النظام الســوري في محافظتي إدلب وحلب، مشيرة إلى أن الإعلان الروسي هدفه الضغط على تركيا.

المتحدث الرســمي باســم الجيش الوطني الســوري، المقــرب من أنقرة، الرائد يوســف حمود، رد على مزاعم موسكو التي اتهمت «فصائل المعارضة» باســتهداف المعابر بين مناطق المعارضة والنظام. وقال لـ«القدس العربي»: «إن الادعاءات والتضليل الإعلامي الروسي مرده إلى عدم عودة أي شخص من المناطق المحررة إلى مناطق النفوذ الروســي، حيث اضطرت هذه الأخيرة إلى إغــاق المعابر التــي افتتحت إعلامياً فقــط». وأضاف «هــذا التضليل يســتخدمه الروس من أجل التلاعب بالملفات واســتخدام­ها في دعم مواقف روسية لا أكثر».

ووصف المتحدث باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب ناجي مصطفى، في اتصال مع «القدس العربي» «الروايات الروســية بالكاذبة» وقال «عندما افتتحت موســكو هذه المعابر شاهدنا عدم خروج إي مدني في اتجاه المعابر، وتفاجأت روســيا بالواقع وبــررت الإغلاق باتهامات باطلــة حول مهاجمة الفصائل الثورية للمعابر».

وأضاف المتحدث باســم الجبهة الوطنية «أن روايات الاحتلال الروســي المســتمرة كاذبة وهي من ضمن سياســية التضليل التــي تنتهجها». ولفت المتحدث العســكري، إلى أن قوات الجيش الروســي أعلنــت عن إغلاق تلك المعابر بعد أن تفاجأت بعدم رغبة المدنيين بالرجوع إلى مدنهم وقراهم في ظل وجود من قام بقصفهم براً وجواً وقتــل أبنائهم ودمر منازلهم وهجرهم منها وسرق ممتلكاتهم. وقال «إن روســيا اتهمت فصائل المعارضة بقصف المعابر التي أعلنت عن فتحها ومنعت وصول المدنيين إليها، بعد أن أدركت أن لا رغبة للمدنيين بالدخول إلى مناطق سيطرة النظام السوري».

الهجرة العكســية هي «من مناطق ســيطرة النظام إلى مناطق ســيطرة المعارضة في الوقت الحالي» وعزا المتحدث الســبب إلى «الوضع الاقتصادي المتهاوي في مناطق ســيطرة النظام.. كما أن موســكو فشــلت بترويج هذه المعابــر وتعويمها، ما اضطرها إلــى الرواية الكاذبة للتغطية على فشــلها». وتزامنت التصريحات الروســية، مع تصعيد عســكري اســتهدف المناطق الحدودية الداخلة ضمن النفوذ التركي. ومن الواضح أنّ روسيا تضغط على تركيا عبر ملف إدلب وهو ما يُفسّــر التصعيد واسع النطاق وتجاوز التهدئة التي سعت تركيا جاهدة للحفاظ عليها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom