فتح تقدم قائمتها الانتخابية في آخر أيام الترشح ... والرفض الإسرائيلي في القدس يقف عثرة أمام الانتخابات
ارتفع عدد القوائم المتقدمة للترشح لعضوية المجلس التشــريعي فــي الانتخابــات المقررة فــي 22 مايو/ المقبــل، وذلك مع بقــاء الفرصة مفتوحة طــوال اليوم الأربعــاء، لتقديم قوائم جديدة ترشيحاتها للجنة الانتخابات المركزية، في الوقت الذي بدأت فيه القيادة الفلســطينية تواجه تشــددا إســرائيليا في موضوع إجراء الانتخابات في القدس المحتلة، وطالبت بتجديد الوساطات الدولية لدفع إسرائيل للقبول بالأمر، خاصة بعد رســائل عملية بعثها الاحتلال تدلل على عدم قبوله بالأمر.
وقدمــت الجبهة الشــعبية قائمتها إلى لجنة الانتخابــات المركزية في كل من غــزة والضفة تحت اســم «نبض الشــعب» وقالــت إن الأمين العام الأســير أحمد ســعدات على رأس القائمة وتليــه الأســيرة خالدة جــرار، لافتــة إلى ان قائمتهــا «تتميز بلوحة وطنية مشــرفة عمادها الأســرى والشــباب والمرأة والأشــخاص ذوو الإرادة والعمــال والفلاحون والكفاءات الطبية والقانونيــة» لافتة إلى أن نســبة حضور المرأة والشباب في القائمة مرتفعة.
وقالــت إن برنامجهــا ســيحمل شــعار )مقاومة… تحرير… تغيير… بناء( وســيعمل على ترســيخ معادلة مقاومة الاحتلال من جهة والاشتباك الديمقراطي داخل مؤسسات الشعب الفلسطيني. وأضافت ان تسمية القائمة جاء من صميم برنامجها الذي يُحاكي هموم وآلام وآمال وتطلعــات كل أبناء الشــعب الفلســطيني بكل فئاته وشرائحه.
ومن المقــرر أن تقدم حركة فتح قائمتها للجنة الانتخابات اليوم الأربعــاء، وهو اليوم الأخير لتقديم اللوائــح، وذلك في ظل اســتمرارها في المشــاورات الهادفــة لإخراج القائمة بالشــكل النهائــي، حيــث شــهدت الســاعات الماضية اتصالات من قبل فريق قيادي من الحركة، بعدد من المرشــحين، أبلغوهم بأنه جــرى اختيارهم ضمــن القائمة، فيمــا اعتذر عدد منهم بســبب وضعهم في مراكز متأخرة لا تضمن لهم الفوز.
وكانت اللجنــة المركزية قد قالت في بيان لها، إنها تســتمر في اجتماعاتها، برئاســة الرئيس محمود عباس، وذلك على مدار الســاعة بهدف إقرار القائمة الرسمية للانتخابات التشريعية، لافتة إلى أنه تم اســتعراض الأســماء المرشحة وكذلك الاقتراحات التي تدعــم وتعزز الأهداف الوطنيــة وتحقق أهــداف وتطلعات الشــعب الفلسطيني بإقامة دولته المســتقلة وعاصمتها القــدس الشــرقية، حفاظا على وحــدة الأرض والشعب والمقدسات.
إلى ذلك قالت لجنــة الانتخابات المركزية إن العدد الكلــي لطلبات الترشــح المقدمة منذ فتح أبواب الترشــح بلــغ 16 قائمــة انتخابية حتى ظهر أمــس. وبينت أنهــا قبلت ترشــح خمس قوائم، وجرى إبلاغها رســمياً بقــرار الاعتماد، وهي )قائمة فلســطين للجميع، وقائمة التغيير الديمقراطي، وقائمة كرامتي الشبابية المستقلة، وقائمة الوفاء والبناء، وقائمة طفح الكيل( فيما تستمر دراسة باقي الطلبات.
وقد تقدمت حركة حمــاس ظهر أول من أمس الإثنــن بقائمتهــا الانتخابيــة، حيــت يحتاج الــرد على قبول القائمة مــن عدمه من قبل لجنة الانتخابات لأربعة أيام، ومن المقرر أن تســتمر عملية الترشــح حتى منتصف هذه الليلة، فيما ســيتم الكشــف الأولي عن القوائم والمرشحين يوم الســادس من الشهر المقبل، حسب ترتيبات لجنة الانتخابات.
وأشــارت إلى أنها ترى فــي الانتخابات بكل مســتوياتها «خطوة ضرورية لكل ذلك، ومدخلا حقيقيا لرســم اســتراتيجية نضاليــة متكاملة تنخــرط فيها كل قــوى شــعبنا وفصائله على طريق تحقيق أهداف شعبنا الكبرى في التحرير والعودة .»
وكان النائب الســابق في المجلس التشريعي حســن خريشــة، قد أعلن عن تســجيل قائمة انتخابية مســتقلة باســم «وطن» لــدى لجنة الانتخابات المركزية برام الله، وقال خلال مؤتمر صحافي، إن قائمته «تضم شــخصيات أكاديمية واقتصادية ورؤساء بلديات قدموا استقالاتهم، وعمالاولاجئين ومزارعين وجرحى وأسرى وكل ألوان الطيف الفلسطينية .»
وفي ســياق الحديث عن الانتخابــات التي دخلــت مرحلــة جديدة مــن المراحــل العملية لعقدها، فإن الحكومة الإســرائيلية لم ترد على طلب الســلطة الذي وجه إليها بشــكل مباشر، وعلى طلبات أخرى وجهت عبر وسطاء دوليين، لإجراء الانتخابــات العامة فــي مدينة القدس الشرقية.
وحســب المعلومــات المتوفرة فــإن جهات عليا في الســلط، طالبت من جديد عدة وسطاء أوروبيين بالتحــرك في هذا المجــال، والضغط على إسرائيل لتمكين الفلسطينيين القاطنين في المدينة من المشاركة في الانتخابات.
ويتردد في هذا الســياق أن معلومات وصلت للقيادة الفلسطينية تفيد بأن إسرائيل لن تعطي إذنا لفرق المراقبة الدولية بالوصول إلى المناطق الفلسطينية، وهي بأعداد كبيرة، بحجة انتشار فيــروس «كورونا» وهــو أمر تعتبــره القيادة تحركا إسرائيليا لتعطيل الانتخابات.
ولذلك أكد عضو اللجنتــن التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتــح، عزام الأحمد، أنه لا تراجع عن قرار الانتخابات التي ستجرى في موعدها المحدد، لكنه قــال إن القيادة طلبت من الأشــقاء والأصدقاء دعم القرار ومســاعدة الفلسطينيين على تذليل أية عقبات تظهر أمامنا في إجــراء الانتخابات، مشــددا علــى انه «لا انتخابات من دون القدس» لافتا في الوقت ذاته إلى أن القيادة درست ســيناريوهات كثيرة في حال منعت حكومــة الاحتلال إجراء الانتخابات فيها.
وأكدت حركــة حماس على ضــرورة إجراء الانتخابات في مدينة القــدس المحتلة، وتكاتف الكل الوطني في وحدة راسخة لخوض مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل القدس وأهلها.
وفي هذا السياق، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، استحالة إجراء الانتخابــات العامة مــن دون مشــاركة مدينة القدس ترشــيحا وانتخابا مــن خلال صناديق الاقتراع داخل العاصمة. وطالب المجتمع الدولي بتحمل تداعيات قرار الاحتــال الذي وصفه بـ «العنصري» لمنع الانتخابات في المدينة المحتلة، والذي جرى إبلاغه للاتحاد الأوروبي.
وكان عضو المجلــس الثوري لحركة فتح عبد الإله الأتيرة قد قــال إن حركته لن تقبل بإجراء الانتخابات بــدون مدينة القــدس. وأضاف أن المعلومــات الــواردة تفيد بعدم قبــول الجانب الإســرائيلي إجــراء الانتخابات فــي القدس، موضحا «وعليه فإنه لا انتخابات بدون القدس ترشحا ودعايةً وتصويتا .»
وبما يدل على نوايا إسرائيل لمنع الانتخابات في القــدس، فإنها بعثت برســالة عملية فهمت معانيها الســلطة الفلسطينية، تمثلت في تسليم محافظ القدس عدنــان غيث قرارا يقضي بمنعه من دخــول الضفة الغربيــة، والوصول إلى مقر عمله في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، وذلك للمرة الخامسة على التوالي.
وحملت الرســالة تأكيدا إســرائيليا جديدا برفض أي وجود لهياكل الســلطة الفلسطينية فــي مدينة القدس المحتلة، ومنعهــا رموز العمل السياسي من العمل في المدينة، بما يعني أن الأمر هذا سيشمل الانتخابات.
ومن أجل تدارك الأمر، أجرى وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، لقاءات مع كل من وزير الدولة الألماني للشــؤون الخارجية نيلز اننين، وممثل الاتحــاد الاوروبي لدى دولة فلســطين ســفين كون فون بورغســدورف، طالبهم فيها بالضغط على إسرائيل لتمكين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة من المشاركة بالانتخابات، وكذلك إرســال مراقبين دوليين للإشــراف على العملية الانتخابية.