Al-Quds Al-Arabi

«رسّام الجسر» في بيروت: سوريّ يواجه الصعوبات بموهبته

-

■ بيــروت ـ الأناضول: في أكثــر الأماكن ازدحاماً في العاصمة اللبنانية، اختار الرسام السوريّ بسّام كمال، أن يطلق العنان لريشــته، محولاً موهبته إلى مصدر رزقٍ، متحدياً ظروفاً صعبة عاكسته سواء في بلده سوريا أم في لبنان.

منذ 7 سنوات انتقل بسّام )58 عاماً( من سوريا إلى لبنان )غير مسجل كلاجئ( بحثاً عن واقع اقتصادي واجتماعي أفضل، حســب قوله، فاســتقر مع حامل لوحاته الخشــبي أسفل جســر «الكولا» في بيروت، وسط حافلات نقل الركاب وزحمة السيارات والمارة، وبدأ في رســم وجوه الناس. ولأن المــكان يعد نقطة عبور لمعظم القادمين إلــى العاصمة والمغادرين منها، فإن نســبة الضوضاء فيه مرتفعة جداً، إلا أن ذلك لا يمنعه من التركيز في إنجاز لوحاته والتفنن في رسم ملامح وجوه الناس.

الموهبة مصدر الرزق الوحيد

وهكذا بات الرسّــام المنشــغل بإنجاز لوحاته بين زحمة الناس، يلفت أنظــار أغلب المارة الذين يدفعهم الفضول للاقتراب منه، لكن سرعان ما يصبح بعضهم زبائن ينتظرون لوحتهم المفضلة. ويقول بســام إنه في البداية كان يرســم عند الكورنيش البحري لمدينة بيروت، إلا أنه قرر الانتقال إلى جسر «الكولا» بسبب قرب المسافة من مســكنه، فضلاً عن أنها منطقة تجمع باصات لنقل الركاب، ما ينعكس إيجاباً على رزقه في رسم اللوحات وبيعها. ومع أنه منذ السابعة من عمره بدأ الرســم، إلا أنه لم يفكر يوماً أن موهبته قد تصبح مصــدر رزقه الوحيــد كما هي حاله فــي لبنان منذ 6 سنوات، هذا ما أشار إليه بسّام والبسمة ظاهرة على وجهه، مضيفاً أنه عمل ســابقاً في مجــال «الديكور» وطلاء المنازل. وقال إن الطلب على رســوماته ينشط في المناســبا­ت الاجتماعية، فكثير مــن المارة يجدون في لوحاته هدية مميزة لأحبائهم خلال أيام الأعياد، كعيد الأم أو الأب أو عيد الحب، وكذلك في المناســبا­ت الخاصــة، يقصــده الزبائن أكثــر من باقــي الأيام، ويطلبون منه لوحة كهدية.

تأثر بالأزمة الاقتصادية

وكمعظــم ســكان لبنــان، تأثــر بسّــام بالأزمة الاقتصادية نتيجة ارتفاع أســعار السلع بشكل كبير، وانهيار قيمة العملة اللبنانية، فاضطر إلى رفع ســعر اللوحة الواحدة من 30 ألف ليــرة )19.9 دولاراً وفق السعر الرسمي( إلى 50 ألف ليرة )33.2 دولاراً(.

ومــع تصاعد الأزمة، انخفض إقبــال الزبائن على لوحات بسّام، كما بات يشكو من أن المعيشة في لبنان

أصبحت صعبة، فاضطر إلى رفع الأسعار ليتماشى مع غلاء السلع لا سيما المواد الغذائية.

وتمنى بسّــام لو يعود وزوجته إلى سوريا، لكنه قــال إن «الظــروف الصعبة » هناك تحــول دون ذلك حالياً، وأضاف: «لكن البلد يبقى غالياً مهما كان.»

ويعيش لبنان أســوأ أزمة اقتصاديــة منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 أدت إلى تدهور قياســي في قيمة العملة الوطنية مقابل الــدولار، وانهيار القدرة الشــرائية لمعظم المواطنين، وارتفاع معــدلات الفقر والجريمة. بســام الذي أصبح جــزءاً من المجتمع في العاصمة، اعتــاد أصحاب المؤسســات التجارية في محيط جســر «الكولا» على وجوده في المكان نفسه، وباتــوا يقدّرون فنه كما يشــيدون بحســن أخلاقه

وتعامله مع الناس. ويقول خليل عربيد، صاحب أحد المطاعم هناك، إنه معجب بالفن الذي يقدمه بسّام في سبيل لقمة العيش، مشــيراً إلى أن الناس يقصدونه لأن لوحاته مميزة وفي الوقت نفسه أسعاره جيدة.

ويضيــف أنه لم ير من بســام إلا الخير وحســن تعاطيه مع الناس، لكنه لفت إلى أن الشــرطة حاولت منعــه من الجلوس تحت الجســر ذات يــوم، إلا أنها لاحقاً قدّرت ظروفه وسمحت له بالبقاء.

وعلــى إثر الحرب في ســوريا، يعيــش في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشــؤون اللاجئين، فيما تقدر الحكومة اللبنانية عددهم الفعلي بـ1.5 مليون لاجئ.

)الدولار = 1510 ليرة لبنانية(.

 ??  ?? بسّام كمال
في كل مرة ينشــغل الإعلام بتصريحات وزيرة الثقافة بن دودة حول ملف الراي. في كل مرة وفي زياراتها الماراثوني­ة وفي ذهابها وإيابها تعيد الملف للواجهة بســحبه أو بإعادة ايداعه نهاية شهر مارس/آذار المنقضي. ينطبق عليها مثل «روحي وأرواحي» الموجود في الأغنية هذه من التراث العاصمي. « روحي وأرواحي كمــا انجيك أنا». على الأقل نجد في هذه الأغنية تبادل الزيارات بــن المحبين، لكن ماذا يتبــادل الجزائريون مع أغنية الراي»؟ وهــل فعلا الراي يعبر عن رغبة الجزائريين العارمة في تصنيف هــذا الطابع الغنائي. وإن وصل للعالمية مع خالد وغيره. وإن أصبح طابعا طاغيا في المناسبات والشوارع. وهل له الأولوية على الطبوع الجزائرية الأخرى، التي فعلا تحتاج لصون عاجل مثل اللون البدوي المحلي، الذي فقد أعمدته، أم لا تهتم وزارة الثقافة بقائمة الصون العاجل، لأن فيها انقاصا من التمثيلية أمام العالم؟
وفي هكــذا تصرف ازاء التراث المادي المهدد والذي يعتبر من أولويات اليونســكو للصون يضيع التراث أمام تعنت وصراع مع وعلى الملكية.
الصراع المتأجج بين الجزائر والمغرب، على الأقل الأولوية لـ»البدوي» على «الراي» باعتباره نشــأ في أحضان «القصبة والڤلال». وبما أن الشعب ليس من حقه الاطلاع على خبايا الملف المقدم منذ 2016 لليونيســك­و أيام الوزير عــز الدين ميهوبي، والذي ســحب في 2020 في عهد الوزيرة بن دودة، فهي صرحت أنه ســحب لأسباب تقنية. وطبعا الجن لا يمكنه تخمين هذه الأســباب، إلا من داخل المؤسسات الخاصة والمطلعة على خبايا الملف.
وحســب ما صرح به مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنســان والتاريخ في بلاتو قناة «النهار» فإن أسباب ســحب الجزائر للملف بسبب نقائــص، منها عدم اشــراك المجتمع المدني في التصنيف، الشــيء الــذي تؤكد عليه اليونسكو، والتدابير الوقائية.
لا يفهم المشــاهد العادي معنى التدابير الوقائية. أكيــد القصد تلك المتعلقة بتدابير صــون عنصر الراي. لكن غير المطلع على الإتفاقية قد يفهــم أنها التدابير الوقائية من كورونــا. والمدير الذي لا يتقن العربية، والــذي كان دائما ينظر في الأوراق أمامه ولم يكن يكمل جملته حتى يفهم المشــاهد أسباب رفض اليونسكو للملف، والذي قال إنه لا علاقة للمغرب ومزاحمتها للجزائر في تقديم ملفها عن الراي. ولتفادي رفض الملف مرة أخرى بدأت زيارات الوزيرة للغرب الجزائــري، فالتقت بن دودة بفناني طابع الراي العصري والبدوي وأبرزهم الشيخ بوطيبة السعيدي والعازف بلمو، والشيخ النعام، وصرحت أن الملف ذاته على وشك الانتهاء تحسبا لإيداعه لدى منظمة اليونسكو قبل موعد 31 الشهر الجاري، حسب جريدة الخبر.
ملفــات العناصر المصنفة صعبــة لأنها من جهة لا تقوم باشــراك المختصين ممن لا يسايرون سياســة وزارة الثقافة ومركزها، الذي توكل له مهمة إعداد الملفات. وحتى إشــراك المجتمع المدني يطرح إشكالات كبيرة من هي الشــريحة التي يتم الإتصال بها للتنسيق والتي من مهامها صون العنصر. لذلك يحدث الإرتجال في إعداد الملفات التي تثار حولها هالة إعلامية وأن العمل على قدم وساق.
وأيضا ملفات تســتهلك أموالا طائلة بإمكانها أن تســتثمر فعليا في خدمة الثقافة والتراث مع إبقاء العناصر في ســياقاتها التلقائية والطقوسية. ومع هذا دخل مؤخرا رئيس حــزب البناء الوطني عبد القادر بن قرينة على خط ملف الراي منتقدا الوزيرة مصرحا، حســب جريدة الجمهورية «أن هناك تراثا ثقافيا أهم من إدراج ملف «الراي» للاعتراف به في اليونسكو كتراث عالمي.
وقــال، خلال تجمع شــعبي في ولايــة «أم البواقــي» إن هناك شــروطا تعتمدها اليونســكو من أبرزها أن يكون ملف الدولة ناقلا لقيمة مــن الأجيال القديمة للأجيال الجديدة.
وأشــار رئيس حركة البناء الوطني، متسائلا، ما هي التراكمية المتوارثة التي نقلها من جيل إلى آخــر. ورأى بن قرينــة أن الأولوية الحفاظ على التــراث الموجود، مثل «القصبة» التي تعاني من انهيارات وتحويل العديد من أزقتها إلى مفرغات عشــوائية للقمامــة و«واد ميزاب» فــي غرداية والقصور العتيقة في الجنوب وضريح «ســيدي عقبة» و«تيمقاد» و»قلعة بني حماد» و«تيبازة» والفن الشاوي الخ».
لا نعلم كيــف أصبح الراي أولوية على بقية الطبوع الموســيقي­ة الأخرى؟ ولا نعلم من يختار العناصر التي ســتصنف وما هي مقاييس ومعاييــر الاختيار؟ ولماذا توجد نبرة التفاضل في الاختيار؟ وبما أن المجتمع المدني لم يهضم ما تريد اليونسكو إيصاله من خلال اتفاقية صون التراث الثقافي اللا مــادي )2003( يبقى الغموض والارتجال وتضخيم الأنا لكل عنصر مصنف هو سيد الموقف.
تونس والمفارقات. مثلما اعتبرت تونــس أول دولة مغاربية تطلق قمرا اصطناعيا محلــي الصنع، أصبحت أول بلــد مغاربي يكرم على هامش معــرض الكتاب «الليدي ســمارا». التكريم الذي لاقى سخطا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي على هامش معرض الكتاب فقد تعجب رواد الفيســبوك كيف لمســؤول ثقافي فــي البلاد أن يكرم «انستاقرامو­ز» يغلب على اهتمامها مواضيع «التيت» وغيرها من المسائل ذات العلاقة بالتجميل والعاطفة، فقد علقت السيدة حنان حرازي على هذا التكريم قائلة إن من هم على الانســتغر­ام حتما يعرفون الليدي سمارا وضحالة وسطحية بل تفاهة ما تنشر، أما معرض الكتاب ووزارة الثقافة مش على كيفهم يكرموها مش أحرار يظهروها كمثل أعلى، فهم يمثلون جهات رسمية في البلاد» حسب موقع «الجمهورية».
ناهيك عن تصريحــات مدير معرض الكتاب والذي زاد الطــن بلة بقوله: «كل من انتقد «ليدي ســمارة» لم يقرأ كتابا في حياته» حيث أفاد مدير معرض تونس للآداب والكتاب، الحبيب العرقوبي الأحد الماضي أن الذين انتقدوا تكريم الناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» لم يقرأوا كتابا في حياتهم، وفق تقديره.
وأضاف في تصريح لإذاعة «أف أم» أن عملية التكريم عادت بالفائدة على المعرض، حيث شــهد ذلك اليوم إقبالا واسعا من قبل متابعي الناشــطة «ليدي سمارة» ليحقق بذلك المعرض مبيعات لم يشهدها من قبل».
العجب العجاب. من انتقدوها من مثقفين ومجتمع مدني وسياسيين لم يقرأوا كتابا واحدا! فهل أصبح عرض الكتب والمؤلفات القيمة تعرض على أجســاد المرأة المتحورة الشــفاه والخــدود والأرداف حتى تباع. يا حيف على الثقافة التي تســتعمل جســد المرأة لتمر إلى المجتمع ولكي تجمع الدولة من خــال «الهلس» مداخيل عالية! للأمانة «ســمورة» لم تأبه للانتقادات واعتبرتها كلها إيجابية، سواء من أحبوا التكريم أو من رفضوه وانتقدوه، لكن أن يكون الرد من المسؤولين عن المعرض فهذا فيه إهانة للثقافة والمثقــف وللمجتمع. هذا المجتمع الذي يواجه حملة الدكتوراه فيه بالعصي وبالقنابل المســيلة للدموع، مما جعل الدكتورة أمــال تفارق الحياة، بعد فــض القوات الأمنية لاعتصام حاملي شهادة الدكتوراه المطالبين بالعمل.
فقد ضجت مواقــع التواصل الاجتماعي بالســخط إثر وفاة الدكتــورة آمال بعد الإعتداء عليها بالعنف الشديد والغاز المسيل للدموع.
هذه فقرة مؤثرة عن المقتولة ملأت صفحات الفيســبوك: «أمال لمن لا يعرفها قرأت 14 سنة بعد البكالوريا وتحصلت على شهادة الدكتوراه بملاحظة مشرف جدا. قعدت بطالة لمدة طويلة. بلغت 45 من عمرها، لا عرســت لا استقلت بذاتها ماديا كيف الناس الكل وحتى دفتر علاج ماعندهاش. فقررت الاعتصام سلميا أمام وزارة التعليم العالي برفقة زملائها اللي يعيشو نفس وضعيتها للمطالبة بحقها في التشغيل. فتم الاعتداء عليها بوحشــية أمام الوزارة مما أدى إلى وفاتها». نعتذر لك دكتورة آمال الزمن ليس زمنك. الزمن زمن التحرش والمتحرشــ­ن على مواقــع التواصل الاجتماعي. لو ظهرت وشفطت ونفخت وسبلت وتغنجت وفتحت قناة لوصفات الجمال والصحة والجنس والتعامــل مع أنواع الرجال...الــخ لكرمت في محافل الكبار، لكنك درســت وضحيت وتفوقــت، فالزمن زمن الفجور الثقافي، زمن الغوايــة. الله يرحمك. ولا بد من معاقبة من أرداك قتيلة».
بسّام كمال في كل مرة ينشــغل الإعلام بتصريحات وزيرة الثقافة بن دودة حول ملف الراي. في كل مرة وفي زياراتها الماراثوني­ة وفي ذهابها وإيابها تعيد الملف للواجهة بســحبه أو بإعادة ايداعه نهاية شهر مارس/آذار المنقضي. ينطبق عليها مثل «روحي وأرواحي» الموجود في الأغنية هذه من التراث العاصمي. « روحي وأرواحي كمــا انجيك أنا». على الأقل نجد في هذه الأغنية تبادل الزيارات بــن المحبين، لكن ماذا يتبــادل الجزائريون مع أغنية الراي»؟ وهــل فعلا الراي يعبر عن رغبة الجزائريين العارمة في تصنيف هــذا الطابع الغنائي. وإن وصل للعالمية مع خالد وغيره. وإن أصبح طابعا طاغيا في المناسبات والشوارع. وهل له الأولوية على الطبوع الجزائرية الأخرى، التي فعلا تحتاج لصون عاجل مثل اللون البدوي المحلي، الذي فقد أعمدته، أم لا تهتم وزارة الثقافة بقائمة الصون العاجل، لأن فيها انقاصا من التمثيلية أمام العالم؟ وفي هكــذا تصرف ازاء التراث المادي المهدد والذي يعتبر من أولويات اليونســكو للصون يضيع التراث أمام تعنت وصراع مع وعلى الملكية. الصراع المتأجج بين الجزائر والمغرب، على الأقل الأولوية لـ»البدوي» على «الراي» باعتباره نشــأ في أحضان «القصبة والڤلال». وبما أن الشعب ليس من حقه الاطلاع على خبايا الملف المقدم منذ 2016 لليونيســك­و أيام الوزير عــز الدين ميهوبي، والذي ســحب في 2020 في عهد الوزيرة بن دودة، فهي صرحت أنه ســحب لأسباب تقنية. وطبعا الجن لا يمكنه تخمين هذه الأســباب، إلا من داخل المؤسسات الخاصة والمطلعة على خبايا الملف. وحســب ما صرح به مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنســان والتاريخ في بلاتو قناة «النهار» فإن أسباب ســحب الجزائر للملف بسبب نقائــص، منها عدم اشــراك المجتمع المدني في التصنيف، الشــيء الــذي تؤكد عليه اليونسكو، والتدابير الوقائية. لا يفهم المشــاهد العادي معنى التدابير الوقائية. أكيــد القصد تلك المتعلقة بتدابير صــون عنصر الراي. لكن غير المطلع على الإتفاقية قد يفهــم أنها التدابير الوقائية من كورونــا. والمدير الذي لا يتقن العربية، والــذي كان دائما ينظر في الأوراق أمامه ولم يكن يكمل جملته حتى يفهم المشــاهد أسباب رفض اليونسكو للملف، والذي قال إنه لا علاقة للمغرب ومزاحمتها للجزائر في تقديم ملفها عن الراي. ولتفادي رفض الملف مرة أخرى بدأت زيارات الوزيرة للغرب الجزائــري، فالتقت بن دودة بفناني طابع الراي العصري والبدوي وأبرزهم الشيخ بوطيبة السعيدي والعازف بلمو، والشيخ النعام، وصرحت أن الملف ذاته على وشك الانتهاء تحسبا لإيداعه لدى منظمة اليونسكو قبل موعد 31 الشهر الجاري، حسب جريدة الخبر. ملفــات العناصر المصنفة صعبــة لأنها من جهة لا تقوم باشــراك المختصين ممن لا يسايرون سياســة وزارة الثقافة ومركزها، الذي توكل له مهمة إعداد الملفات. وحتى إشــراك المجتمع المدني يطرح إشكالات كبيرة من هي الشــريحة التي يتم الإتصال بها للتنسيق والتي من مهامها صون العنصر. لذلك يحدث الإرتجال في إعداد الملفات التي تثار حولها هالة إعلامية وأن العمل على قدم وساق. وأيضا ملفات تســتهلك أموالا طائلة بإمكانها أن تســتثمر فعليا في خدمة الثقافة والتراث مع إبقاء العناصر في ســياقاتها التلقائية والطقوسية. ومع هذا دخل مؤخرا رئيس حــزب البناء الوطني عبد القادر بن قرينة على خط ملف الراي منتقدا الوزيرة مصرحا، حســب جريدة الجمهورية «أن هناك تراثا ثقافيا أهم من إدراج ملف «الراي» للاعتراف به في اليونسكو كتراث عالمي. وقــال، خلال تجمع شــعبي في ولايــة «أم البواقــي» إن هناك شــروطا تعتمدها اليونســكو من أبرزها أن يكون ملف الدولة ناقلا لقيمة مــن الأجيال القديمة للأجيال الجديدة. وأشــار رئيس حركة البناء الوطني، متسائلا، ما هي التراكمية المتوارثة التي نقلها من جيل إلى آخــر. ورأى بن قرينــة أن الأولوية الحفاظ على التــراث الموجود، مثل «القصبة» التي تعاني من انهيارات وتحويل العديد من أزقتها إلى مفرغات عشــوائية للقمامــة و«واد ميزاب» فــي غرداية والقصور العتيقة في الجنوب وضريح «ســيدي عقبة» و«تيمقاد» و»قلعة بني حماد» و«تيبازة» والفن الشاوي الخ». لا نعلم كيــف أصبح الراي أولوية على بقية الطبوع الموســيقي­ة الأخرى؟ ولا نعلم من يختار العناصر التي ســتصنف وما هي مقاييس ومعاييــر الاختيار؟ ولماذا توجد نبرة التفاضل في الاختيار؟ وبما أن المجتمع المدني لم يهضم ما تريد اليونسكو إيصاله من خلال اتفاقية صون التراث الثقافي اللا مــادي )2003( يبقى الغموض والارتجال وتضخيم الأنا لكل عنصر مصنف هو سيد الموقف. تونس والمفارقات. مثلما اعتبرت تونــس أول دولة مغاربية تطلق قمرا اصطناعيا محلــي الصنع، أصبحت أول بلــد مغاربي يكرم على هامش معــرض الكتاب «الليدي ســمارا». التكريم الذي لاقى سخطا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي على هامش معرض الكتاب فقد تعجب رواد الفيســبوك كيف لمســؤول ثقافي فــي البلاد أن يكرم «انستاقرامو­ز» يغلب على اهتمامها مواضيع «التيت» وغيرها من المسائل ذات العلاقة بالتجميل والعاطفة، فقد علقت السيدة حنان حرازي على هذا التكريم قائلة إن من هم على الانســتغر­ام حتما يعرفون الليدي سمارا وضحالة وسطحية بل تفاهة ما تنشر، أما معرض الكتاب ووزارة الثقافة مش على كيفهم يكرموها مش أحرار يظهروها كمثل أعلى، فهم يمثلون جهات رسمية في البلاد» حسب موقع «الجمهورية». ناهيك عن تصريحــات مدير معرض الكتاب والذي زاد الطــن بلة بقوله: «كل من انتقد «ليدي ســمارة» لم يقرأ كتابا في حياته» حيث أفاد مدير معرض تونس للآداب والكتاب، الحبيب العرقوبي الأحد الماضي أن الذين انتقدوا تكريم الناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» لم يقرأوا كتابا في حياتهم، وفق تقديره. وأضاف في تصريح لإذاعة «أف أم» أن عملية التكريم عادت بالفائدة على المعرض، حيث شــهد ذلك اليوم إقبالا واسعا من قبل متابعي الناشــطة «ليدي سمارة» ليحقق بذلك المعرض مبيعات لم يشهدها من قبل». العجب العجاب. من انتقدوها من مثقفين ومجتمع مدني وسياسيين لم يقرأوا كتابا واحدا! فهل أصبح عرض الكتب والمؤلفات القيمة تعرض على أجســاد المرأة المتحورة الشــفاه والخــدود والأرداف حتى تباع. يا حيف على الثقافة التي تســتعمل جســد المرأة لتمر إلى المجتمع ولكي تجمع الدولة من خــال «الهلس» مداخيل عالية! للأمانة «ســمورة» لم تأبه للانتقادات واعتبرتها كلها إيجابية، سواء من أحبوا التكريم أو من رفضوه وانتقدوه، لكن أن يكون الرد من المسؤولين عن المعرض فهذا فيه إهانة للثقافة والمثقــف وللمجتمع. هذا المجتمع الذي يواجه حملة الدكتوراه فيه بالعصي وبالقنابل المســيلة للدموع، مما جعل الدكتورة أمــال تفارق الحياة، بعد فــض القوات الأمنية لاعتصام حاملي شهادة الدكتوراه المطالبين بالعمل. فقد ضجت مواقــع التواصل الاجتماعي بالســخط إثر وفاة الدكتــورة آمال بعد الإعتداء عليها بالعنف الشديد والغاز المسيل للدموع. هذه فقرة مؤثرة عن المقتولة ملأت صفحات الفيســبوك: «أمال لمن لا يعرفها قرأت 14 سنة بعد البكالوريا وتحصلت على شهادة الدكتوراه بملاحظة مشرف جدا. قعدت بطالة لمدة طويلة. بلغت 45 من عمرها، لا عرســت لا استقلت بذاتها ماديا كيف الناس الكل وحتى دفتر علاج ماعندهاش. فقررت الاعتصام سلميا أمام وزارة التعليم العالي برفقة زملائها اللي يعيشو نفس وضعيتها للمطالبة بحقها في التشغيل. فتم الاعتداء عليها بوحشــية أمام الوزارة مما أدى إلى وفاتها». نعتذر لك دكتورة آمال الزمن ليس زمنك. الزمن زمن التحرش والمتحرشــ­ن على مواقــع التواصل الاجتماعي. لو ظهرت وشفطت ونفخت وسبلت وتغنجت وفتحت قناة لوصفات الجمال والصحة والجنس والتعامــل مع أنواع الرجال...الــخ لكرمت في محافل الكبار، لكنك درســت وضحيت وتفوقــت، فالزمن زمن الفجور الثقافي، زمن الغوايــة. الله يرحمك. ولا بد من معاقبة من أرداك قتيلة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom