«أوبك+» تتجه للحفاظ على تخفيضاتها الإنتاجية للمرة الثالثة هذا العام مع استمرار ضعف سوق النفط

■ لندن/دبي/موســكو - وكالات الأنباء: تجتمع الدول المنتجة للنفــط الموقعة علــى اتفــاق «أوبك+» غــداً الخميــس للاتفاق على الاقتطاعات المقبلة، للمرة الثالثة هذه السنة.

وقــال بيارن شــيلدروم، المحلل في «ســيب» أن الســوق «تتوقع أن تُبقــي المجموعة مســتوى الإنتاج على حاله فــي مايو/أيار نظراً للضعف الحالي للسوق».

ووســط مثل هذه التوقعات تراجعت أسعار النفط أمس الثلاثاء عقــب اســتئناف حركة الشــحن عبر قناة الســويس بعــد أيام من الانتظار وتحول الأنظار إلى ما سيسفر عنه اجتماع «أوبك+».

وفــي المعامــات الآســيوية أمــس كان ســعر عقود خــام برنت القياســي العالمي منخفضاً 15 ســنتاً بما يعادل 0.2 في المئة ليصل إلــى 64.83 دولار للبرميــل، بعــد أن حقــق مكاســب بلغــت 0.6 في المئــة أمــس الأول. وتراجع خام القياس الأمريكي )غرب تكســاس الوسيط( سنتاً واحداً ليسجل 61.55 دولار للبرميل.

واســتؤنفت حركة الملاحــة بقناة الســويس مســاء الإثنين بعد تعــويم ســفينة الحاويات الضخمــة «إيفر غيفن» التي ســدت الممر المائي لقرابة أســبوع، بينما كانت أكثر من 400 ســفينة تنتظر عبور الممر الملاحي.

وتتركــز أنظار الســوق على اجتماع الغد الــذي يعقد عن بُعد في فيينا، مقر أمانة منظمة البلدان المصدرة للنفط ، ويشارك فيه حلفاء المنظمة في إطار مجموعة «أبك+».

وتعتمــد المجموعة خفضــاً كبيراً لإمداداتها، ممــا يترك حوالي 7 ملايين برميل تحت الأرض يومياً، بهدف عدم إغراق السوق بنفط لا يستطيع استيعابه بسبب الاضرار الاقتصادية الناجمة عن انتشار وباء كوفيد-19.

وســيعقد أمــس اجتماع للجنــة فنيــة تابعة لمجموعــة «أوبك+» ســتدرس أوضــاع الســوق وتقــدم تقريرهــا للاجتمــاع الــوزاري للمجموعــة غــداً. وقال مصدر مطلع أن الســعودية مســتعدة لدعم تمديــد تخفيضــات النفــط التي تنفذهــا «أوبــك+» حتــى يونيو/ حزيران، وأنها مستعدة أيضا لتمديد تخفيضاتها الطوعية )مليون برميــل يوميــاً( لتعزيز أســعار النفط وســط موجة إغــاق جديدة لكبح انتشــار فيروس كورونا. ومع تحقيق أســعار النفط مكاسب مطردة في وقت ســابق من العام، كانت «أوبك+» تأمل في تخفيف تخفيضات الإنتاج.

لكن موجــة جديدة مــن إجراءات العــزل العام لمنــع تفش جديد للفيــروس أدت لهبوط أســعار النفط مــن مســتوياته المرتفعة هذا العام.

وقال المصدر المطلع أن السعودية حريصة على تمديد التخفيضات بعد مايو/أيار وحتى يونيو/حزيران. وأضاف المصدر «هم لا يرون أن الطلب قويــا بدرجة كافية حتى الآن ويريدون منع الأســعار من الهبــوط». وقــال مصدر مُطَّلــع على توجه روســيا أن إن موســكو ســتدعم تمديد التخفيضات مجدداً مع سعيها للحصول على زيادة محدودة نسبياً لإنتاجها.

ويجــري تداول العقود الآجلة لخام برنــت عند حوالي 65 دولاراً للبرميــل حاليا، وذلك بعدما تجــاوزت 71 دولاراً للبرميل بعد وقت قصير من اجتماع «أوبك+» الأخير.

وإلــى جانب المخاوف من تأثير الجائحة علــى الطلب، فإن زيادة صــادرات النفــط الإيرانيــة تدعــو أيضا للحــذر. فقد عــززت إيران الشحنات في الآونة الأخيرة على الرغم من العقوبات الأمريكية.

وبالفعــل تعرضت أســعار النفــط لتصحيح حاد في الأســابيع الماضية وشــهدت في الأيام الأخيرة تقلبــات قوية ما يدل على قلق المستثمرين في الوقت الراهن.

فقد بددت انتكاســات حمــات التلقيح وخصوصــا في أوروبا الآمال بانتعاش ســريع وأبعدت بشــكل إضافــي فرضية «العودة إلــى الوضــع الطبيعــي». في تقريرهــا الأخير في منتصف الشــهر الحالي، جــاءت تقديرات «وكالة الطاقة الدوليــة» قاتمة، وتوقعت ان يســتغرق الامر ســنتين لكي يعود الطلب العالمــي على النفط إلى مستويات ما قبل الأزمة.