Al-Quds Al-Arabi

جيمس جويس يختار الحرية على ما عداها

- ٭ كاتب مغربي

■ يحتشــد محكــي الطفولــة بالملفوظات الذاتية، التي لهــا معنى بالنســبة إلينا، وهي قابلة للتشــبع بعواطف قوية؛ فهــذا المحكي لا يستعاد وحسب، بل يؤمن الاستمراري­ة الزمنية لذلك الطفل وهويته، التي «تسمح لي ـ على حد تعبير بــول ريكور- بأن أذهب صعودا من دون أي قطيعة مــع الحاضر المعــاش، إلى الأحداث الأبعــد في طفولتي ». فالأهــم داخل هذا المحكي ليس التذكر، بــل التخيل عبــر اختلاق صوت طفولي وفــق الآثار التي يمكــن أن يحدثها في نســيج اللغة، على نحو يكســر قواعد النوْع، ويمكــن أن يســحر بهــا القارئ تحت مســحة الغريب والخارج عن الُمجْمع عليه.

«جندب» سليم

في سيرة ســليم بركات الطفولية «الجندب الحديــدي» (1980( لا تهــادن اللغــة مجتمعا وتقابل عنــف بنياته السوســيوث­قافية بعنفٍ مجازي أقســى، يطلق طاقاتهــا الإبداعية إلى حد أن يكســر الحدود بين الشعري والسردي، ويهتك كل ميثاق خارج هــذه اللغة، بمنأى عن القول بالناجــز المكتمل نصيا. وهــذا معنى أن يُصدر الكاتب سيرة طفولته بقوله: «كل طفولةٍ ميثاقٌ ممــزق. كل طفولــةٍ محنــة» ومعنى أن يجعل لسيرته عنواناً فرعياً دالاً، هو: «السيرة الناقصة لطفل لم يرَ إلا أرضاً هاربة فصاح: هذه فِخاخي أيها القطا».

من طبيعــة الملفوظات التي ترد على لســان الطفل وهو يسرد سيرة طفولته، تتواتر أمامنا صور العنف بِشتى تجلياته وصوره )الرسمي، الأبــوي، العمومــي، الهوياتي( فــي فضاءات عمومية وخاصة )المدرســة، البيت، الأسواق، الشــارع..( داخــل مدينة صغيرة قــرب جبال طوروس الســورية، وهو ما تأثــرت به حياة الطفل، وانطبع على سلوكه ولباسه وعلاقاته، فمارســه هو بــدوره، ومعه جماعــة من لداته وأقرانــه، عنفا مُضادا لمن يُغالــون في تعنيفه، بســبب هويته ولغتــه ووضعــه الاجتماعي، واتخذوا مــن «العنيفــن» - أو العتالين بلغته - رموزا لهــم. فكانوا أطفــالا منذورين للنهب، يلهــون بصراع الديكة، ويســرقون البيض من تحت الدجاجات، ويســلخون الحيوانات الميتة ويبيعــون صوفها، ويعيشــون مــن التهريب، ويســرقون الزيــت ويدهنون به أجســادهم الناحلــة على ضفة النهر، ويلــوذون بالحقول والمستنقعا­ت والخرائب الفرنسية.

وإن كان المحكي كما يبدو في الظاهر يســرد المهزلــة، أي طفولــة «بلا طفولــة» فإن صوت الســارد بضمير المتكلــم، مفردا حينــا وجمعا أحايــن غالبة، يحيــل على أحداث سياســية واجتماعية دالة، بالنسبة إلى القرية قد سبقت عهــد الطفولــة، أو عاصرتــه )بوغــي بريفا، الهجانة، زمن الإصلاحات الاشتراكية، تحولات قيــم المجتمع( من جهــة، ويســتوعب أصوات شخصيات مرجعية مزجت بين سمت الأسطورة وخضوع الســلطة ووضاعة الواقع )كيفورك، أوســمانو، عابــو، شــكرو، حمــدان، أحمــد الخزنوي( من جهة أخرى. لقد تحول هذا العنف إلى كُرْهٍ طفولي يعبر عن ســيميولوج­يا الواقع الذي نشأوا فيه وتقلبوا مع مصائره: «بَدَأَ كُرْهُنا صَغيرا وَنَمــا، يَوْما بَعْدَ يَوْمٍ، لِيَشْــمَلَ الَمقَاهيَ، وَقِطارَ الَمدينَةِ الْوَحيــد، وَمَطاحِنَ القَمْحِ الآلية، وَمَصْنَعَ الجَليدِ، وَالَمطــارَ، والطائِراتِ، وَالنهْرَ، وَبُيــوتَ الضواحي الطينية، وَالَمــآذِنَ، وَالفَقْرَ. كَرِهْنا كُل شَــيْءٍ لأننا لَمْ نَمْتَلِكْ - وَسَطَ أَحْلامِنا الغامِضَةِ بِامْتِلاكِ لُعْبَةٍ ما، أو حَقيبَةٍ جَميلَةٍ - إلا عَبَثَنا الصارِخَ، فَأَطْلَقْناهُ كَغَيْمَةٍ مُسْرِعَةٍ..». فهذا العبث الصارخ وجد تعبيــره أو معناه الضائع في لغة مبتكرة تنهض بســرد الحكاية/ المهزلة، ثُم ســرعان ما تتعداها إلى آلة تشتغل من تلقاء

نفســها، بلا ميثاق أو قيــد منطقي وأخلاقي، إذ تتناول الأشياء والعناصر والكائنات من خارج مألوفيتها وتــزج بها في أوضــاع وصيغ وقيم تعبيرية جديدة. إنها لغة طرية تنهض من معين الشــعر، وترتكز من طراوتها على قيم المجانية ومفــردات العبث والتمرد علــى العالم الذي لا تســاكنه، بل تنفض يدها من مواضعاته وقيمه الُمجْمع عليها.

هذه اللغة تتوهج من تكامــل رؤيتين: رؤية الدهشة والرؤية الكُلية. فالسارد الطفل يستعيد ذكريات طفولته ووقائعها الغريبة والصاخبة، برؤيةٍ مفتونة بنفســها تقارب بين اللغة وفاعل الخطاب، الذي ما إن يسقط انفعالاته وأحلامه وغرائزه عليها حتى ترتد إلى طبيعتها الفطرية، بمقتضاهــا تصبح لغــة أصيلة غايتها إرســاء أسس الكينونة الإنســاني­ة، وخلخلة سكونية اللغة ونسقها النافر في الوعي الجمعي الناظم، كأنها تتحول باســتعارا­تها واشتغالات وعيها المفارق إلى بلاغة وحشية ضد العالم «المتمدن» تهزأ بالسلطة بقدر ما تشكك في المجتمع وتنقض قيمه المجمع عليها.

عبر هذه الرؤية، تتعدى اللغة وظيفتها في أن تكون مباشرة ونفعية، إلى مجازية عبر- نصية تشتغل بمنطق الشعر وتستعير بنياته الخاصة )الإيقاع الداخلــي، اللعب بالكلمــات، الصور والمجــازا­ت(، فتتواتــر ملفوظاتها فــي تكثيفٍ شعري وموشور أسلوبي متنوع يمزج الشعري بالســردي ويكســر نظام الحكي وعلاقاته بما قبله وما بعده. لقد ألف ســليم بركات في عمله السيرذاتي سردا من خيال الشعر ونثره، أو هو قاد السرد إلى شعريته الأصل - خيال الكلمات. فالشــعر على جهة، والنثْرُ الحكايةُ على جهة، بينمــا تنمو أحداث الســيرة في صورة ســردٍ شعري، أو على متواليات شــعرٍ سردي، وهما يتبادلان مواقــع التلفظ ويعكســان زمن الأنا العمودي في الخطــاب؛ أي الزمن الذي لا يتأثر بـ«كرونولوجية» الحدث ومتوالياته الناظمة.

«بئر» إبراهيم

في «البئــر الأولى» وهي فصول من ســيرة ذاتيــة؛ حيــث يُكني بهــا عن ذاكــرة الطفولة وينبوعها الأغزر، يُركز جبرا إبراهيم جبرا على محكي الطفولة، ويظهر مــن المقدمة التي صدر بها ســيرته أنه كتبها بوعيٍ تخييلي وذرائعي ينسجم والرغبة في اســتدعاء عالمه الطفولي، فقد قــال: «إن مــا أكتبه هنا شــخصي بحت، وطفولي بحــت. ومقتربي يتركــز على الذات، إذ يتزايد انتباههــا، ويتصاعد إدراكها، ويعمق حسها، ولا تنتهي بالضرورة حيرتها». ولم تكن مثل هذه الكتابة ممكنة لولا إمكان التصرف في ذكريات الطفولــة البعيدة اختصارا وحذفــا، والقــدرة على اســتعادة براءتها المفقودة بقدر إعادة بنائها وخلقهــا عــن طريق الخيــال. إن اســتعادة محكي الطفولــة تغدو، والحالة هــذه، «مزيجا من الذكرى والحلــم، مزيجــا مــن الكثافــة الوجودية والغيبوبة الشــاعرية، مزيجــا يتداخل ويتواشــج فيه المنطــق واللامنطــ­ق. لكنه مزيج يؤكــد حضوره أبدا فــي عمق ما من النفــس، يســتحيل إيفاؤه حقه مهما تابــع الذهن جزئياته وتشــعباته». فالمؤلف يعبر عن نيته في أن تأخذ هذه الاستعادة شكل اندهاش بالعالم، ومبعث ســحر غامــض لا ينطفئ، من غير تحوير وتفلسف وتعقيب، حارصــاً علــى التوفيــق بين «ســيولة التجربة وشكلانية الكلمة» في حديثه عن الطفولة الممتدة من ســن الخامسة إلى الثالثة عشرة، عن البئر الأولى.

مــا يُثيرنا في ســيرة أنا الطفــل الذي كانه الشــاعر، هو علاقته القوية بالمكان مُقيما فيه، وعابــرا إليــه، أو - بمعنى أشــمل - بالمحيط الذي تحيا فيه الذات الســاردة، وما تجنيه من تأثيراته في كينونتها وعيــا ومعرفة وعاطفة، وهي تتحول مــن علاقة تبــادل وانعكاس إلى علاقة صراع وتوتر، ناجمة عن مسعى كُل منهما في امتــاك الآخر والتحكم فيــه. في بيت لحم ونواحيها )دير الأب أنطون، كنيسة المهد، شارع رأس أفطيس، قبــة راحيل، آبــار النبي داود، دير مار الياس، جبل خريطــون(، وفي القدس )باب الخليل، الســويقة، حــارة اليهود، حارة النصارى، باب خان الزيت، الحرم الشــريف، دير مار مرقس، قلعــة النبي داود(. لذلك، يأخذ وصف المكان وما يحيط به من أشــياء وعناصر وكائنات منحى خاصا، لا يعدم شفافية التعبير ودفقها الحيوي الذي يستعيره من لغة الشعر، قياســا إلى تلك العلاقة وما تســقطه عليه عين الطفل من إحداثياتٍ جمالية جديدة لا تخلو من غرابةٍ ومفارقةٍ واندهاشٍ بالعالم الذي تسرده، بله تتخيلــه: «والغيــوم الآن باتــت بيضاء، كقطعان الخراف، وأتابع تحولاتها الســحرية، وإذا هي تتمدد، وتستطيل، وإذا الخراف حيتانٌ هائلة، وإذا هي نســور عجيبة تنشــر قوادمها عبر المسافات الزرقاء القصية، ولا تتحرك.. وقد أبقى أرقب هذه الســحب الرقيقة، وقد احمرتْ حوافها بشــمس المغيــب، ثُم تتحــول إلى بُركٍ مدهشــة من الذهب المســفوح. وإذا طلع البدر، وصعد في ســاعتين أو ثلاث إلــى إحدى قممه العلويــة، اصطفت الغيوم البيضــاء حوله في دوائر منداحة مذهلة، وكأنها آلاف الخراف مرة أخرى، أو كأنهــا الآن، إذ تتألق في بعضها، نثار الأصداف التي نصنع منها التماثيل.»

في أكثر من موضع يتجسد الوصف تشكيليا، حركيا ومتفاعلا يصل بعضــه ببعض ويخرق أطــر الصورة، بمــا يفيض عنها مــن إيحاءات متداعية في خيال المتلقي: «كانت البيوت تتراكم على البيوت، والنوافــذ تقرفص على الأبواب، والأدراج لاصقــة بزوايا الأزقة، وأضواء خافتة تنير مســاحات صغيــرة هنا وهنــاك، فتزيد من كثافــة الظلام فــي الأجزاء التــي لم تحظ بالإنارة». وأحيانا، يتم الوصف بطريقة تشبه التصوير السينمائي البانورامي: «يلمح البصر، عاد أبي إلى شبابه، وحركته. وقد أخذ مني خط الســمت في نزوله، لأن من الســهل أن يتيه في ذلك الوادي العريــض، العميق. ويبدو أنه كان قد رســم خطا وهميا بذهنه لحركة الإطارة في قفزاتهــا المتواترة، بدءا من المكان الذي كنا فيه، وبقيت أرقبه وهو يهبط في الحبلات المتهاوية، ويرفع بصــره بين الآونة والأخرى في اتجاهي.

إلى أن ما عدت أراه».

وبمــا أن هذا الطفل انفتــح وعيه مبكرا على سحر الطبيعة وتشبع بالفنون ودرج عليها منذ صباه )الخط العربــي، قصص ألف ليلة وليلة، نقوش الكنيسة وزخارفها، الأناشيد والتراتيل الدينية، الموســيقى، والتمثيل المسرحي(، فإنا نُحس أن حواســه تتراســل في أرومة مدهشة من ملكــة التعبير بالكلمات إلــى ملكة التعبير بالرســم إلى حد أن يخلق من الصوت صورة، ومن الُمجــرد والذهني مشــروع محسوســية متنامية في السرد. وهو ما ساعده بالفعل على حفز خياله وتنشــيط ذاكرته بخبرات الجمال والــذوق والافتنان، التــي بقيــت عالقة رغم الزمن، وكأنها لم تفقــد حميميتها، والانفعالا­ت التي كان يصاحبها عبره، بســبب تلك الكثافة حُفت بهــا أثناء ســردها. إن هذا مــا يمكن أن ندعوه بـ«السرد التشكيلي».

إن التشكلات المكانية بتقاطباتها المتنوعة لا تشــغل حيزا هناك أو هناك، داخل النص لأجل جمالية ما مُتحققة، وإنما كذلك لتغدو مع الوقت مرآة تجلو صور الطفل وخبايا نفسه وتمثلاته الرمزية الناشــئة، وبالتالــي تُفضئ منحنيات دهشــته ووعيه بالعالــم، ثُم شــعوره بقلق الانتماء وشهوة البحث عن معنى الذات وسط الخطر الذي يحدق بها.

«دهشة» مطر

يســتعيد محمد عفيفي مطر داخل ســيرته الذاتية «أوائل زيارات الدهشــة » وضمن سياق طفولة الشعر وابتعاث مشــاعره الأولى، زمن قصيدته «النثرية» الأولى وهي تُنْشــر نشــرا محترما بين أعمال الكبار المشاهير على صفحات المجلة، ويسرد ما يسميه حكاية «ابتلاء» الشعر مع مجتمع القرية، وموقفــه الغريب والعدائي الكاره منه؛ فبــدلا من أن يكــون «موضع فرح وزهو واعتــزاز» فوجئ بضــراوة الموقف بين الصغار والكبار، ولاســيما مــن الأُميين، الذين أخــذوا يســخرون عبــر ملاحقات أســئلتهم الاستنكاري­ة المستفزة من القصيدة «الأعجوبة» التي لم يفهموا منها شــيئا. بل تحول الأمر إلى ترهيــب وعقاب جســدي عليه مــن أبيه الذي تأثر بأقوال العامة ومحاذيرهم. يسرد الشاعر شــكل تأثره وردة فعله الغاضبة، مما لحق من أذى الأهل والعامة، ولولا نصح شــيخ جليل له لكان نفذ قــراره بالفرار من المدرســة والقرية: «يا بني.. أنت قارئ مثقــف وكاتب فنان ابتلي بمشــقة الظــروف.. فأيــن صبــر الرجال وعزيمة الموهوبين وإصرارهم؟ عد إلى بيتك ومدرستك، وإنه ليل ينقضي تعقبه الشمس، والفرج قريب فلا تيأس..». وبسبب هوسه

بالشــعر، فقد كان لا يني يبحــث عن مصادره ويقرؤه ويحفظه. وكان يرى في كل ذلك «مسألة غير مفهومة ولا علاقة لها بأي طموح عندي.»

وفي مقطع دال من ســيرته الذاتية، يتوقف عنــد تلك اللحظــة التي أتت عليــه وهو يكتب قصيدته، أو بالأحرى كان يتهيأ لطقس كتابتها وقد دخل حجرة الدراســة قبــل زملائه بوقت طويــل، واصفا مــدار الحالة النفســية بكل ما تنطوي عليه من بهجة وزهو وخوف وارتعاش محموم واستغراق كُلي: «أخذتني لحظة إشراق وبهجة لم أعهدها، وانتفضت في جســدي وقد إحساس مفاجئ بوحدة الوجود، وذوبان الكل في واحد إيقاعي جليل، ووقفت بســحر مباغت وفرح فياض بما أتلقاه من كلام تنتظمه ضربات القلب وإيقاعات الشــهيق والزفيــر وانتفاض جسدي برعشة النار اللافحة، وأخذت أكتب ما أتلقاه بقطعة الطباشير على السبورة، ولا أكاد أرى». وعندما قرأ أســتاذه ما كتبه، اعترف له بالموهبة، ونصحه أن يكمل دراســته الجامعية وألا يضيع نفسه في مهنة التدريس «الخاملة». لقد أدخلت الحالة الشــعرية كيان الشاعر منذ ذلك اليوم في زمن جديد، وأشعرته بقدرته على الإبداع في الــكلام، وبالتالي حررَتْه من العادي المبتذل إلــى معانقة المطلق: «ومــن يومها وأنا أركض ركض الوحش فــي أروقة الكلام، تتقطر النار مــن هيولى الــروح، وتتفصــد أعضائي بالموسيقى ونشوة احتدام القصيدة.»

مــن حالة إلى أخــرى، نكــون بصدد لحظة كثيفة داخل الوجود والكينونة، تخلقها الكتابة وتقحم جسد الشاعر فيها، إلا أنها تبقى محتجبة ومتكتمــة على أســرارها. وإذا اســتطاع الأنا الســيرذات­ي التعبير عن بعض بوارقها ولُمَعها وخباياهــا، وآثارها عليه في علاقتها بنفســه وبالعالم، فإنما في جانب آخر يعترف بصعوبة الإمســاك باللحظة، وبزمنهــا وتجليها المباغت الــذي ينقل الــذات من الحضور إلــى الغياب، لاســيما وأن عهد الشــاعر بالكتابة حديث، فلا يطيق ما تُمْلي عليه من عذاب ومعاناة خاصة.

سليم بركات - جبرا ابراهيم جبرا محمد عفيفي مطر

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom