Al-Quds Al-Arabi

عُمان تؤكد العمل مع «الأطراف المعنيّة» للتوصل إلى حلّ للأزمة اليمنية

التحالف يعلن إسقاط مسيّرتين للحوثيين في طريقهما إلى السعودية

- لندن - «القدس العربي» - ووكالات:

أكدت ســلطنة عمان، أمس الثلاثاء، استمرارها في العمل مع الســعودية والجهــات الدولية والأطــراف المعنية بهدف التوصل إلى حل للأزمة اليمنية.

وقالت وكالة الأنباء العمانيــة، في بيان: "امتثالا للأوامر السامية للســلطان هيثم بن طارق فإن السلطنة مستمرة في العمــل عن كثب مع الســعودية الشــقيقة والمبعوثين الأممي والأمريكي الخاصين باليمن، والأطراف اليمنية المعنية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة في اليمن" . وأعرب البيان عن أمل السلطنة بأن "تحقق هذه الاتصالات النتيجــة المرجوة في القريب العاجل وبمــا يعيد لليمن أمنه واستقراره ويحفظ أمن ومصالح دول المنطقة" .

وجاء نشر البيان بالتزامن مع وجود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في مسقط منذ الإثنين.

وأفاد مصدر دبلوماســي فضل عدم كشــف هويته كونه غير مخول بالحديث إلى الإعــام، بأن المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ "غادر الثلاثاء مسقط، إلى العاصمة الســعودية الرياض، بعــد محادثات أجراها مع مســؤولين عمانيين، تركزت حول إنجاح المبادرة الســعودية، والجهود الدولية لوقف الحرب في اليمن" .

والأحــد، أجرى الرئيس اليمني عبــد ربه منصور هادي، لقاءين منفصلين مع المبعوثين الأممي والأمريكي، تناولا سبل

إنجاح المبادرة السعودية وإنهاء الحرب في بلاده.

وفي 22 مــارس/آذار الجاري، أعلنت الســعودية إطلاق مبــادرة لحل الأزمــة اليمنية تتضمــن وقف إطــاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحديدة )غرب(، واســتئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة والحوثيين.

وردا على المبــادرة، غرد متحدث الحوثيــن، محمد عبد الســام، على "تويتــر"، قائلاً إن "أي مواقــف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ 6 ســنوات هي غير جادة ولا جديد فيها"، دون إعلان موقف صريح.

وفي ســياق آخر، أعلن التحالف بقيادة السعودية، أمس الثلاثــاء، اعتراض وتدمير مســيّرتين مفخختــن أطلقتهما ميليشيا الحوثي في اتجاه الســعودية. وأشار التحالف في بيان صحافي أمس إلى "استمرار محاولات ميليشيا الحوثي لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية "، مؤكداً في الوقت نفسه أن التحالف سيتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.

ويشــهد اليمن منذ نحو 7 ســنوات حربا مســتمرة بين القــوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عســكري عربي تقوده الجارة الســعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المســيطري­ن علــى محافظات بينهــا العاصمــة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014 .

أكد الرئيس الأفغاني أشــرف غني، أن استمرار الحرب في بلاده لا يصــب في مصلحة الشــعب الأفغاني، داعياً إلــى العمل على إنهاء العنف. وجاء ذلــك في كلمة ألقاها خلال مشــاركته، أمس الثلاثــاء، في المؤتمــر الوزاري التاسع لمجموعة «قلب آسيا-عملية إسطنبول» المنعقد في طاجكستان.

وأوضح أن الشــعب الأفغاني محروم من الســام منذ 42 عاماً، شــاكراً تركيــا وباقي الدول الســاعية لإحلال السلام في أفغانســتا­ن. وأكد سعي حكومته لإيجاد سبل إحلال الســام في أفغانستان، مبيناً أن السلام في بلاده سينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة برمتها.

وعلى هامــش المؤتمر، التقــى غني وزيــر الخارجية التركــي مولود تشــاووش أوغلو، أمس، فــي العاصمة الطاجيكية دوشــنبة. وتعليقاً على اللقاء، قال تشاووش أوغلو في تغريدة على تويتر: «التقيت بالســيد أشــرف غني فــي فترة دخلت فيهــا محادثات الســام الأفغانية مرحلة حساســة». وأضــاف الوزير أنه بحــث مع غني محادثات السلام الأفغانية التي ستجري الشهر المقبل في مدينة إسطنبول التركية. وأردف: «تبادلنا وجهات النظر حول المســاهمة القصوى في اجتماع إســطنبول بشــأن محادثات الســام الأفغانية، ونؤكد على مواصلة أنقرة مشاوراتها مع الإخوة الأفغان».

وتأسســت مجموعة «قلب أســيا - عملية إسطنبول» عام 2011 بمبــادرة من تركيــا وأفغانســت­ان، وتناقش اجتماعاتها سبل تحقيق السلام، ومكافحة التعصب ضد المعتقــدا­ت الدينية والتمييز المبني على أســاس المعتقد، إضافةً إلى مكافحة الإرهاب والفقر، وغيرها من القضايا. وتضــم المجموعة 14 بلــداً، هــي: تركيا، أفغانســتا­ن،

باكســتان، الصين، روســيا، الهند، إيــران، أذربيجان، كازاخســتا­ن، قرغيزيــا، طاجكســتان، تركمانســت­ان، الســعودية والإمارات، كما يدعمها 17 بلــداً، و12 منظمة دولية. وتهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي مع أفغانستان ودعم جهود الســام في هذا البلد الذي يعاني من ويلات الحروب منذ عقود.

وافتتح رئيس طاجكســتان، إمام علي رحمن، المؤتمر مؤكداً أن بلاده تدعم تنفيذ اســتراتيج­ية دولية شــاملة

لتأســيس الاستقرار والســام من جديد في أفغانستان. وأشــار رحمن إلى الروابط الثقافيــة والحضارية التي تربط بلاده بأفغانســت­ان، لافتاً إلى مشــاطرة الشــعب الطاجيكــي آلام نظيــره الأفغانــي. وأشــاد بمجموعة «قلب آســيا - عملية إســطنبول» معرباً عــن ثقته بأنها ستلعب دوراً محفزاً لتأســيس آليات من شأنها النهوض بأفغانســت­ان وحــل مشــاكلها. وأكد دعم بــاده تنفيذ استراتيجية دولية شــاملة لتأسيس الاستقرار والسلام

من جديد في أفغانستان، معرباً عن ثقته باتخاذ خطوات جديدة في المؤتمر المذكور، لحل مشاكل أفغانستان.

وشــاركت قطر في المؤتمر، وترأس وفدها سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.

وقــال في كلمة أمــام المؤتمر، إن الدوحــة تقدر جهود «قلب آســيا - عملية إســطنبول» في تعزيز المفاوضات السياســية والتعاون الإقليمــي وبناء الثقة لمســاعدة أفغانستان لتحقيق الســام والازدهار. وأضاف: «نحن

في دولة قطر نؤمن بالقضية نفســها، كما تعلمون جميعاً، فقد شاركنا بفاعلية في حل النزاعات المختلفة في الشرق الأوســط وخارجه، من خلال الحوار والوساطة القائمة على المبادئ الأساسية التي تشمل كلاً من الحياد والنزاهة والاســتقل­الية، وتتوافق مع القانون الدولي ومع موافقة الأطراف».

وفي هذا الصدد، أشــار وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، إلى أن اتفاقية الدوحة التي تم توقيعها في 29 فبراير/ شباط 2020، تعد من الأمثلة على ذلك، حيث كانت بمثابة معلم هــام في الصراع الأفغاني، كما أن المفاوضات الأفغانيــ­ة في الدوحة في 12 ســبتمبر/ أيلول 2020 تمثل بداية لحظة تاريخية هي الأخرى.

وقــال: «نحن نرى بــأن كلاً من الجانبــن يمكن أن يحققا السلام، ولقد أظهرا اســتعداده­ما للقيام بذلك» وأكد استعداد الدوحة لمســاعدة الأطراف للتوصل إلى تســوية سياســية، بحيث يمكن لأفغانستان والشعب الأفغاني العيش في ســام وأمن واســتقرار. وشــدد المسؤول القطري حسب بيان لخارجيتها تلقت «القدس العربي» نســخة منه، على إيمان الدوحة الراسخ بأن «الانســجام والتماســك والتعاون هــي عناصر بالغة الأهمية لنجــاح جهودنا الجماعيــة والفردية لإحلال السلام في أفغانستان». وأضاف: «نتطلع إلى العمل مع اللاعبين والشــركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك تركيا، التي ســوف نشــارك معها في استضافة المؤتمر الدولــي حول أفغانســتا­ن تحت رعايــة الأمم المتحدة الشهر المقبل».

وقال المريخي: «نعلم جميعاً أنه لا يوجد حل عســكري للوضع في أفغانســتا­ن، لذلك ندعــو جميع الأطراف إلى ممارســة أقصى درجات ضبط النفس، والحد من العنف في جميــع أنحاء الدولة، لتســريع عملية الســام التي تؤدي إلى السلام الشــامل ووقف إطلاق النار والتسوية السياسية التي يوافق عليها الشعب الأفغاني».

 ??  ?? من مراسم افتتاح المؤتمر الوزاري التاسع لمجموعة «قلب آسيا - عملية إسطنبول»
من مراسم افتتاح المؤتمر الوزاري التاسع لمجموعة «قلب آسيا - عملية إسطنبول»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom