Al-Quds Al-Arabi

فتح تقر في اللحظات الأخيرة استثناءات على قائمة التشريعي وتدفع بقياديين كبار ... والفصائل تتحضر لمرحلة «الطعون»

ترشح الكثير من القوائم يضعف فرص البعض في اجتياز نسبة الحسم

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

تبدأ مع صباح اليوم الأول من نيســان/ أبريل الــذي يصــادف كذبة نيســان، مرحلــة جديدة من مراحــل التحضيــر للانتخابــ­ات البرلمانية الفلســطين­ية، المقــررة في 22مايو/ أيــار، تتمثل في شــروع لجنة الانتخابات في البت في قانونية القوائم وتطابقها مع المواصفات، تمهيدا لفتح باب «الطعون» قبل نشر قائمة القوائم النهائية بشكل متسلســل حســب التقديم، وذلك بعد إغلاق باب الترشــح منتصف الليلة الماضية. ومن المتوقع أن تبدأ «معركة قانونية» يســتعد لها بعض الأحزاب والتنظيمــ­ات، تتمثل فــي اللجوء إلــى القضاء «محكمة قضايا الانتخابات» التي شكلت خصيصا لهذا الغرض.

الثوابت الوطنية الفلسطينية

ويدور الحديث في هذا السياق عن شخصيات كان لها ارتباط سابق بحركة فتح، قبل فصلها من التنظيــم، تنوي الحركة الطعن في ترشــيحاته­ا، كما يدور الحديث عن شخصيات لها مواقف علنية تتعارض مع الثوابت الوطنية الفلسطينية، ومنها «حق العودة» كما يقول مسؤول قيادي في حركة فتح.

وأشــار هشــام كحيل، المدير التنفيذي للجنة الانتخابــ­ات، إلى أن اللجنة ســتقوم بدراســة القوائم خلال خمســة أيام وفقاً للمدة التي منحها إيــاه القانون لإصــدار القــرارات الخاصة بهذه الطلبــات. من ثم نشــرها للجمهور فــي 6 ابريل الحالي.

وقال «عقب ذلك ســيتم نشــر القوائم لإطلاع المواطنــن عليهــا، وتوفير الفرصــة لأية مواطن يرغب بالاعتــرا­ض على أي قائمة أو مرشــح، ثم تنظــر اللجنة فــي الاعتراضات وتصــدر قرارها ويحق ثم ذلك للمعترض الطعن بالقرار عن طريق الذهاب للمحكمة القضائية الخاصة بالانتخابا­ت، من ثم يتم نشر كشف المرشحين بشكل نهائي».

وفي اليــوم الأخير، تقدم العديــد من القوائم للترشــح، كان من بينهــا قائمة الدكتور ســام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، الذي ترشــح في الانتخابات الأخيرة عــام 2006 وحاز وقتها على مقعدين.

إلى ذلك، أقرت حركة فتح في اجتماع دام حتى ســاعة متأخرة من ليــل أول من أمــس الثلاثاء، بعض الاســتثنا­ءات للترشح، وتحديدا بعد إقرار قائمتها التي تشــارك في الانتخابــ­ات البرلمانية، وإبــاغ من وقــع عليهم الاختيــار بذلك وتحديد أرقامهم في القائمة.

وشــملت الاســتثنا­ءات الموافقة على مشاركة خمسة من أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح، وآخرين من المجلس الثوري، وعدد من المحافظين، بعد أن كانت الحركة قد أقرت في وقت سابق عدم ترشح أعضاء المركزية والثوري والوزراء، وأعيد من جديد ترتيب الأســماء علــى القائمة بعد هذا القرار.

وعادت اللجنة المركزيــة وعقدت صباح أمس الأربعــاء اجتماعا لها، لوضع اللمســات الأخيرة على القائمة بشــكلها النهائــي، وتصدر محمود العالول نائــب رئيس الحركة، القائمة، التي تضم أيضا أمين السر جبريل الرجوب، وأعضاء المركزية دلال ســامة من الضفة، وروحي فتــوح وأحمد حلس من قطاع غزة.

ولوحــظ أن قائمــة حركة فتح اشــتملت على أسماء مرشحين يمثلون قطاعات تنظيمية ونقابية ومهنية مختلفة، وتضم جميع الأعمار، وفيها نسبة كبيرة من فئة الشباب. واستدعت الحركة من وقع عليهم الاختيار ليل أول من أمس الثلاثاء، وقاموا بتعبئة الاستمارات اللازمة للترشح.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن عضو اللجنة المركزية حســن الشــيح «تنازل» عن الاستثناء بالترشــح لعضوية التشــريعي، وأبلــغ اللجنة المركزية أن أي شــخص في الحركة يمثله في تلك القائمة.

وبســبب اللجوء هذه المرة لإجراء الانتخابات وفق النســبة الكاملة، زاد عدد القوائم الانتخابية عن آخر انتخابات تشريعية أجريت في عام 2006 بنظــام المناصفة بين القوائم النســبية والدوائر، حيث لم يصل وقتها عدد القوائم الى 15.

وتؤثر عملية زيــادة عدد القوائــم على قدرة العديد منهــا وخاصة المشــكلة من شــخصيات شــبابية، وأخرى مــن مســتقلين، وحتى بعض الأحزاب، من الوصول لنسبة الحسم.

كذلك من شــأن زيــادة عدد القوائــم أن يعمل على تشتيت العديد من الأصوات بين تلك القوائم الانتخابية، ومن شأن القوائم الصغيرة أن تحظى بأصوات على حســاب القائمتــن الكبيرتين فتح وحماس.

إلــى ذلــك تواصلــت الجهــود والاتصالات الفلســطين­ية مع العديد من الدول الأوروبية، من أجل التحرك والضغط على إســرائيل للســماح بإجراء الانتخابات في القدس المحتلة.

وعلمت «القدس العربــي» أن اتصالات مماثلة أجريت مع الإدارة الأمريكيــ­ة، عبر قناة الاتصال التي فتحــت مؤخرا بين الطرفين، وطلب بشــكل رسمي منها التدخل العاجل من أجل الحصول على الموافقة الإسرائيلي­ة السريعة لإجراء الانتخابات في القدس على غرار المرات السابقة.

لكن المســؤولي­ن عن هذه الاتصالات يتوقعون تسويفا ومماطلة إسرائيلية، قد تصل لحد الرفض من جديد للطلب الفلســطين­ي، في ظل عمل حزب «الليكود» فــي هذا الوقت، على تشــكيل حكومة إســرائيلي­ة جديدة، وفي ظــل محاباته لأحزاب اليمين المتطرف، التي تريد السيطرة الكاملة على المدينة المحتلة.

دعم الانتخابات

وكان ممثــل الاتحــاد الأوروبي في فلســطين سفين كون فون بورغسدورف، قد قال إن الاتحاد الأوروبــي مصمم بقــوة على دعــم الانتخابات الفلســطين­ية المقبلة، لا ســيما من خــال ضمان وجود مناسب لمراقبين من الاتحاد الأوروبي.

وقال عقــب زيارته مقــر لجنــة الانتخابات، إن إشــراف الاتحاد الأوروبي علــى الانتخابات يتطلب إرســال بعثة استكشــافي­ة قبل عدة أشهر لتقييــم الوضع، مشــيرا إلى أنه فــي ضوء قيود السفر الحالية والمســتمر­ة وقيود الوصول لغير المقيمين بســبب جائحة «كورونا» أرســلت دائرة الشــؤون الخارجية الأوروبية طلبا رســميا إلى وزارة الخارجية الإسرائيلي­ة لطلب وصول البعثة الاستكشافي­ة للاتحاد الأوروبي عبر إسرائيل إلى فلســطين، وأنه رغم الاتصال المستمر بالسلطات الإســرائي­لية، خلال الأســابيع الخمسة الماضية، إلا أنه لم يتم حتى الآن تلقــي أي رد، لافتا إلى أن هذا التأخير قد يســاهم بشــكل كبير في الحد من خيارات الاتحــاد الأوروبي لمراقبــة الانتخابات التشريعية، لافتا إلى أنه يتم حاليا نقاش داخلي حول خيارات أخرى.

وأوضــح أن الموقــف المبدئي بشــأن القدس الشــرقية لا يزال كما هو محدد في بيان المتحدث الرســمي الصادر فــي 16 يناير/ كانــون الثاني الماضي، حيــث دعا الاتحاد الأوروبي الســلطات الإســرائي­لية بموجبــه إلــى تســهيل إجــراء الانتخابات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، مشــيرا إلى أنه لم تصل إليهم حتــى اللحظة أي معلومــات أخرى حــول الموقف الإســرائي­لي من الانتخابات.

وكان مسؤولون فلســطينيو­ن قد أكدوا أنه لن تكون هناك انتخابات بدون القدس، بعد أنباء عن رفض الاحتلال إجراءها فــي المدينة، لكنهم أكدوا أن قرار عقد الانتخابات لا رجعه عنه.

وفي هذا الســياق، كان عضو المكتب السياسي لحركة حماس موســى أبــو مرزوق، قــد قال إن حركته ترفض تأجيل الانتخابات تحت أي ذريعة، وأكــد أن حمــاس تريــد تجســيد الإرادة الحرة للناخبين الفلســطين­يين «ولا لاستثناء المقدسيين من التصويت .»

وأكــد المديــر التنفيــذي للجنــة الانتخابات المركزية هشــام كحيل، أنه في حال منع الاحتلال الانتخابــ­ات في القدس، ســيكون الأمــر متروكا

للفصائــل، لافتا إلى أنها ناقشــت هــذا الملف في اجتماعات القاهرة الأخيرة، ومشيرا إلى أن ممثل الاتحاد الأوروبي أكد حرصــه على إتمام العملية الديمقراطي­ة الفلســطين­ية، ووعد بممارسة كافة الضغوط على الاحتلال لإجرائها في القدس.

وفي الســياق ذات، أعلن كحيل إصدار ســجل الناخبين، وتوزيعــه على كافة المراكز الانتخابية، والفصائــل الفلســطين­ية، مؤكــدا أن كل قائمــة تســجل للانتخابات بعيدا عــن الفصائل تحصل على الســجل، لافتا إلى أن هناك أكثر من مليونين ونصف مليون يحق لهــم الانتخاب، منهم مليون في غزة، ومليون ونصف في الضفة الغربية.

 ??  ?? شرطي فلسطيني في حراسة لجنة الانتخابات المركزية
شرطي فلسطيني في حراسة لجنة الانتخابات المركزية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom