Al-Quds Al-Arabi

الأسرى يواجهون أوضاعا صحية صعبة والأسير البطران يواصل معركة الإضراب عن الطعام

الاحتلال يضيف تسعة أشهر على محكومية أسير قبل إطلاق سراحه

- غزة ـ «القدس العربي»:

تواصل سلطات الســجون الإسرائيلي­ة تعذيب الأسرى الفلسطينيي­ن بشتى الطرق والوســائل، وفــي مقدمتهــا حرمانهم من العلاج، في وقت يواصل فيه أحد الأســرى إضرابه المفتــوح عن الطعام لليــوم الـ 40 على التوالي.

ورغم تدهور وضعه الصحي ومحاولات الاحتلال ثنيه عن الاســتمرا­ر بهذا المعركة، يواصل الأســير عمــاد البطــران، إضرابه المفتــوح عن الطعام، رفضا لتمديد حبســه إداريا.

ويعاني هذا الأســير حاليا بسبب طول فترة الإضراب من آلام حادة بالمعدة وأصبح يتقيأ الدم، كما يعاني من مشاكل بالشرايين وضعف وهزال عــام وآلام في المفاصل، ولا يتناول أي نوع من المدعمات أو المسكنات ولا تجرى له أي فحوصات طبية. ورغم ســوء وضعــه الصحي، نقلته ســلطات الاحتلال من مستشــفى «كابلان» إلى عزل «نيتسيان الرملة .»

يشــار إلى أنه خاض إضرابا عن الطعام عام 2013 واســتمر لمــدة )105( أيام، وفي عام 2016 أضرب مجددا واســتمر لمدة )36)

يوما، وهذا الإضراب الثالث له، وعلى مدار الســنوات الماضيــة ونتيجــة للإضرابات المتكررة، عانى الأســير البطران من مشاكل صحيــة، أبرزها أوجــاع حادة فــي المعدة والرأس.

وفي هذا الســياق، طالب حسن قنيطة، مسؤول هيئة شؤون الأسرى في قطاع غزة، المنظمات الدولية والمؤسســا­ت المدافعة عن حقوق الإنســان بســرعة التدخل من أجل إنهاء معاناة الأسير البطران ووقف اعتقاله الإداري الذي تجدد لعدة مرات.

كمــا طالبت وزيــرة الصحة مــي الكيلة المجتمــع الدولــي والمنظمــا­ت الحقوقيــة والإنســان­ية بالتدخل لإنقاذ حياة الأســير البطــران، وحملــت ســلطات الاحتــال المسؤولية عن حياته.

والاعتقال الإداري هو شــكل من أشكال التعذيب الإســرائي­لية للأسرى، حيث يزج بالأسير في الســجن، بدون أي محاكمة او تهم بعينها، ويصدر أمــر اعتقاله من حاكم عســكري. ويزعم الاحتلال أن هــذه التهم ســرية، وكثيرا ما تقوم ســلطات الاحتلال بتمديد فتــرات اعتقال الأســرى الإداريين وعددهم يقــارب الـ 400 أســير، بما يجعل بعضهم يقضي فتــرة أكثر من عامين وثلاثة

في السجون. وأشــارت الهيئة إلى أن هذا الاعتقال الجائر طال كافة شــرائح المجتمع الفلســطين­ي، ولم يســتثن من ذلك الأطفال والمرضــى والنســاء. واســتطاع الاحتلال تحويل محاكمه العســكرية لأداة سياسية تمعــن بانتهــاك حقــوق أبنــاء الشــعب الفلسطيني، وأنه يعتمد على محاكم صورية وشكلية.

وتعتقــل ســلطات الاحتــال حاليــا الأســيرين القاصرين أمل نخلــة من مخيم الجلزون شــمال مدينة رام اللــه، وفيصل العروج من مدينة بيت لحــم، ويبلغان من العمر )17 عامــا( إداريا. وتحتجزهما داخل معتقل «مجدو» بذريعة الملف السري، بدون توجيه تهم محددة بحقهما.

إلى ذلك أفادت هيئة شــؤون الأســرى والمحرريــ­ن باســتقرار الوضــع الصحي للمعتقل المصــاب عبد الرحمــن برقان )22 عاما( من محافظة الخليل، والقابع بقســم الجراحة في مستشفى «تشعاري تصيدق» الإسرائيلي.

وأوضحت فــي بيــان، أن المعتقل برقان كان قد أصيب برصاص جيش الاحتلال في مناطق مختلفة من جسده، وذلك بعد إطلاق النار عليه قبــل حوالى شــهر، بالقرب من حاجز أبو الريش العســكري المجاور للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، لافتة إلى أنه أجريت له عدة عمليــات مكان الإصابة، ولا يزال يعاني من كسور بكلتا قدميه، ومؤخرا قــام أطباء الاحتــال بإجــراء عملية زرع براغي بالقدمــن، ومن المتوقع إزالتها خلال شهر تقريبا.

ولا يستطيع الأســير حاليا الوقوف على قدميه ويعاني من صعوبة في الحركة، وفي كثير من الأحيان يشتكي من آلام في منطقة البطن و قدميه.

وكانــت الهيئة قد قالت إن الأســير عماد أحمد حســن ربايعــة )43 عامــا( من بلدة ميثلــون جنوب جنــن، يواجــه أوضاعا صحية قاسية ومقلقة داخل سجن «النقب». وبينت أن الوضــع الصحي له بدأ بالتدهور من نوفمبر/ تشــرين الثاني العام الماضي، حيث ماطلت إدارة سجون الاحتلال بعلاجه وتحويله إلــى طبيب مختص لتشــخيص حالته حتى شــهر فبراير/شــباط من العام الحالي، ما أدى إلى تراجع حالته الصحية، لافتــة إلى أنه بعد التشــخيص الطبي تبين أن الأســير يعاني من حساسية في الأوعية الدموية، وطرأت مضاعفات صحية جديدة على حالته، وبدأ يشــتكي من ظهور حبوب حمراء على جسده تسبب له أوجاعا كبيرة، إضافة إلى ارتفاع في درجات الحرارة، وهو في حاجة ماســة لمتابعة طبية حثيثة، لكن إدارة المعتقل لا تكترث لوضعه الصعب.

والأســير عمــاد ربايعة معتقــل منذ 21 يونيو/ حزيران 2002 ومحكوم بالسجن 23 عاما، وهو متزوج ولديه ابن.

وضمن السياســة الإســرائي­لية الرامية لتعذيب الأســرى، أقدمت سلطات الاحتلال على إضافة تسعة شــهور على حكم الأسير مصطفى خدرج البالــغ 18 عاما، وقال نادي الأســير إنه كان من المفترض أن يتم الإفراج عن خدرج خلال شــهر مــارس، بعد قضاء مــدة حكمه. يُشــار إلى أن الأســير خدرج (37 عاما( من قلقيلية، معتقل منذ عام 2003 وخلال اعتقاله أُصيب بأكثر من 15 رصاصة في أنحــاء متفرقــة في جســده، وتعرض لتحقيــقٍ قاسٍ في حينه، ويقبــع اليوم في سجن «مجدو».

وفي الســياق، شــارك أهالي الأسرى، وعــدد مــن ممثلــي الفعاليات الرســمية والأهالــي في محافظــة أريحــا والأغوار، الأربعــاء، في اعتصــام أمام مقــر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إســنادا للأسرى في سجون الاحتلال.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom