Al-Quds Al-Arabi

مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى ومواقع أثرية... والاحتلال يتوغل في حدود غزة

حملات اعتقال طالت موظفا في الأقصى وأسيرا بعد 24 ساعة من تحرره

- رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي»:

اســتمرت حملات الاقتحام الواســعة التي تنفذها جماعات استيطانية متطرفة لباحات المسجد الأقصى، وعدة مواقع أخرى في الضفــة الغربية، تلبية لدعوات جماعات «الهيــكل» المزعــوم، احتفالا بأحــد الأعياد اليهودية، في وقت قامت بــه قوات الاحتلال ووحدات «المســتعرب­ين» بتنفيذ عمليــات دهم واعتقــال طالت أسيرا، أمضى في السجن 20 عاما، بعد أقل من 24 ساعة على تحرره.

واعتقلت قوات الاحتلال عبــد الوهاب دراغمة، من منزله في مدينة طوباس شــمال شرق الضفة الغربية. كما اعتقلت الشــابين معن عبد العليم علوي )20 عاما( من قرية دير جرير شمال شــرق مدينة رام الله، وأيمن رامي صبحي زيد )19 عاما( من مخيم الجلزون شمالا.

واختطفت قوة من وحدات «المستعربين» الليلة قبل الماضية شابا بينما كان يقود مركبته في حي الماصيون بمدينــة رام الله، وأفــادت مصادر محليــة أن القوات الخاصــة اختطفت الشــاب أحمــد ســلمان خليل أبو غالية وهو من سكان بلدة بير نبالا شمال غرب القدس المحتلة.

واعتقلت قــوات الاحتلال الموظف فــي لجنة إعمار المســجد الأقصى عمران الأشــهب، من داخــل باحات المســجد. وكانت قد اعتقلت الليلة قبل الماضية، الأسير المحرر مجــد بربر )45 عاما( عقب اقتحام منزله في حي راس العامود بالقــدس المحتلة، وذلك بعد 24 ســاعة من الإفراج عنه وإنهــاء محكوميته البالغة 20 عاما في سجون الاحتلال.

وقالت مصــادر محلية إن قــوات الاحتلال اعتقلت الأســير بربــر بعد اقتحــام منزلــه والاعتــدا­ء على الموجودين فيه بالضرب والدفع، وســط إطلاق قنابل الصوت بالمكان.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 12 إصابة بقنابل الغــاز وإصابة بالضرب وإصابة بالمطاط في مواجهــات مع قوات الاحتلال خلال اعتقال المحرر برير.

ودللت عملية الاعتقال على مدى الغيظ الإسرائيلي من الأسير بربر وعائلته، بعد أن نظم له حفل استقبال حاشد، احتفاء بإطلاق سراحه بعد 20 عاماً في الأسر.

واقتحمت مقام «الشــيخ شعلة» قرب قرية الناقورة شمال غرب نابلس، وبلدة بيتا جنوب المدينة.

إلــى ذلك اقتحــم مســتوطنون في حماية شــرطة الاحتلال الإسرائيلي، ساحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وســط منع المصلين المسلمين من دخوله. وأشــارت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، إلى ان أكثر من 300 مستوطن اقتحموا ساحات المســجد خــال الفتــرة الصباحية، ونفــذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم.

وتمت عملية الاقتحــام في حماية مشــددة وفرتها شــرطة الاحتلال الخاصة، فيما فرض جنود الاحتلال المتمركزون على بوابات المسجد، إجراءات مشددة على دخول المصلين المقدسيين خلال فترة الاقتحامات.

وجاءت الاقتحامــ­ات هذه بناء علــى الدعوة التي أطلقتهــا جماعات «الهيــكل» المزعــوم، ودعت خلالها أنصارها لزيادة الوتيرة وبأعداد كبيرة احتفالا بـ «عيد الفصح » العبري.

إلــى ذلك اقتحم عــدد من المســتوطن­ين أطراف حي الطيــرة في مدينــة رام الله، من جهة بلــدة عين قينيا الواقعة شــمال غرب المدينة، وأدوا «طقوسا تلمودية»

في حماية جيش الاحتلال.

واقتحــم مســتوطنون أيضــا وفــي حماية جيش الاحتلال، موقعا أثريا في بلدة السموع جنوب الخليل، وقال مواطنون إن عشرات المستوطنين اقتحموا مكانا أثريا رومانيــا في البلدة يعرف باســم «البرج» وأدوا هناك «طقوسا تلمودية» في المكان.

وهذه المنطقــة الأثرية تشــهد اقتحامــات متكررة خاصة في الأعيــاد اليهودية. وتعود هــذه الآثار إلى العهــد الروماني، وتشــير إلى أنّها كنيســة رومانية، وبجانبها آثار محراب مسجد.

كذلك واصلت قوات الاحتلال إغلاق الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس لليوم الثاني على التوالي، وسط انتشار كثيف للمستوطنين، وقال رئيس البلدية محمد عازم «إن عشــرات المســتوطن­ين اقتحموا الموقع الأثري، وســط إجراءات أمنية مشــددة من قبل قوات الاحتلال، وإغلاق الموقع أمام المواطنين.

وكانــت هيئة مقاومة الجدار والاســتيط­ان قد قالت إن دولة الاحتلال «تبنت سياسات وإجراءات عسكرية إرهابيــة» امتدت على مســاحة 42 ٪ مــن الأراضي المحتلــة 1967 وعلى 70 ٪ من الأراضــي المصنفة )ج( بهدف قتــل أي فرصة لإقامــة دولة فلســطينية حرة متصلــة جغرافيا وقابلة للحيــاة، وبالتالي قتل الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

وأكدت أن هــذه الإجراءات أدت إلــى تحويل المدن والقــرى والبلــدات والتجمعــا­ت الفلســطين­ية إلى «كانتونــات وجــزر منعزلــة منفصلة» عــن بعضها البعض يراد لها أن تتواصل جغرافيا من خلال الأنفاق والجسور، مشــيرة إلى ان أعداد المستوطنين ازدادت إلى حوالــى 700 ألف ينتشــرون في 329 مســتوطنة وبــؤرة اســتيطاني­ة، و144 موقعــا تحت مســمى إما خدمية أو عســكرية أو ترفيهية وغيرهــا، موضحة أن المســتوطن­ين تمكنوا، وفي حراسة جيش الاحتلال، من إقامة 14 بؤرة جديدة منذ مطلع عام 2020.

وأشــارت الهيئة إلــى أن الأعوام الأخيرة شــهدت تســارعا شــديدا في وتيرة الاعتــداء­ات والانتهاكا­ت وفرض إجراءات عســكرية غير مســبوقة. وقالت إن الاحتلال مــارس ولا يزال، أبشــع الأســاليب لإجبار المواطنــن على الرحيل وترك أراضيهم من خلال ســن قوانين تســهيل الاســتيلا­ء علــى الأراضــي كإعلانها «مناطق عســكرية» أو «محميات طبيعية» أو «أراضي دولة» بالإضافة إلى عمليات الهدم المستمرة التي طالت تجمعات بأكملها.

وفي غزة، توغلت قوات الاحتلال لعشــرات الأمتار فــي الأراضي المواطنين الواقعة إلى الشــرق من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وذكر مزارعون من المنطقة أن أربع جرافات عسكرية توغلت في المنطقة، وشــرعت بعمليــات تجريف قرب السياج الأمني، بإسناد من آليات عسكرية تتمركز فوق السواتر الترابية.

وحال التوغل دون قدرة المزارعين على الوصول إلى حقولهم الزراعية القريبة من المكان، خشية من تعرض حياتهم للخطر، بسبب إطلاق قوات الاحتلال النار في المنطقة بشكل عشوائي.

وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، أنها خاضت اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال المتوغلة في تلك المنطقة.

وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال بالتوغل في الحدود الشــرقية والشــمالي­ة للقطاع، وتقوم بأعمال تجريف وتمشــيط في تلك الأماكن، بالإضافة إلــى اعتداءاتها التي تستهدف الصيادين في عرض البحر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom