Al-Quds Al-Arabi

أمريكا تواصل انسحابها من الشرق الأوسط وأوساط مؤيدة للفلسطينيي­ن في الحزب الديمقراطي تزداد قوة

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

حذّر الســفير الإسرائيلي الســابق في واشنطن زلمان شوفال، من مؤشرات مواصلة الولايات المتحدة الانســحاب من الشــرق الأوســط لصالح الشــرق الأقصى، ومن تزايد نفوذ الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي المناصر للجانب الفلسطيني.

ويقول في مقال نشــرته صحيفة «معاريف» أمس إن الوصــف غير الدبلوماسـ­ـي مــن الرئيس بايدن للرئيس الروسي بوتين «بالقاتل» إما ان يكون دليلا على أن دواليب السياسة الخارجية لإدارته لم تنضج بعد او العكس، على انه قرر أن السبيل لترميم مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى ســائدة هو في اتخاذ مواقــف متصلبة ظاهريــا وفي رفع مســتوى حدة التصريحــا­ت العلنية. ويقول أيضا انــه هكذا أيضا تصرف وزير الخارجية انطوني بلينكن ومستشــار الامن القومي جيك ســاليبان مؤخرا فــي اللقاء في الاسكا مع نظيريهما الصينيين. ويتابع «ليس واضحا بعد كيف ستتعاطى بيكين وموســكو، اللتان اعلنتا مؤخرا عن تنسيق المواقف في الشؤون الخارجية مع الموقف الامريكي الجديد».

وتومــاس فريدمــان، المحلل الكبير فــي صحيفة «نيويورك تايمز» اعتبر مؤخــرا أن «هاتين الدولتين فقدتا الخــوف من أمريكا. وفي هــذه الأثناء، وكأنها تتظاهر بذلك، اعلنت الصين عن اتفاق اســتراتيج­ي لـ 25 سنة مع ايران.

وللتذكيــر: في موضــوع كوريا الشــمالية أيضا هناك فشــل متواصل في السياســة الأمريكية».ومع ذلك، يقول شوفال إن إدارة بايدن واصلت بل شددت العقوبات تجاه الصين وروســيا، ضمن أمور أخرى بدعوى خرق حقوق الإنسان.

لكن يبــدو أن هذه الحجــة لا تنطبق على إيران، إذ أن «موظــف في الإدارة « أعلــن ان أمريكا لن تصر بعد الآن على مطلب أن تتخذ طهران الخطوة الأولى في المفاوضات قبيل اســتئناف الاتفاق النووي وان توافق هذه مسبقا على أن يتضمن مواضيع أخرى.

ويتابع الســفير الإسرائيلي الأســبق «الى جانب الشــخصيات المركزيــة فــي الإدارة والكونغــر­س المعروفــن بتعاطفهــم مــع إســرائيل وبتفهمهــم لاحتياجاته­ــا الأمنيــة، بمــا فــي ذلك فــي الجانب الديمقراطي، توجد ايضــا محافل، خاصة في وزارة الخارجية، تنظر بعين الســوء الى العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإســرائيل وتتخذ مواقف غير مريحة من ناحيتها في الموضوع الفلســطين­ي أيضا. وهناك ميول مناهضــة لدولة الاحتلال، ســواء في الموضوع الفلســطين­ي أم الإيرانــي، وجدت مؤخرا تعبيرا في مقــال في «نيويورك تايمــز» عكس النقد الســلبي للجناح اليســاري في الحزب الديمقراطي للسياســة الخارجيــة للرئيــس بايــدن حتى الآن وتضمــن المطالبة بالاســتئن­اف دون تحفظ للاتفاق النووي مع إيران وممارسة الضغوط على السعودية

وإسرائيل .»

وفي رأي شــوفال هناك أيضا آخرون يشــاركون المواقف آنفــة الذكر ولكنهم يعبرون بشــكل مزدوج وبصيغة متعالية، عن أن إســرائيل هي الدولة الأكثر تسلحا في الشرق الأوسط وتوجد لها علاقات طيبة مع الكثير من جيرانهــا العرب ولم تعد في حاجة الى الدعم الأمريكي المكثف/ معتبــرا أنه في هذه المرحلة تفضل الإدارة الأمريكية التنازل لليسار في مواضيع داخلية مختلفة وليس فــي المواضيع الخارجية، لكن ينبغي الافتراض ان الضغوط ستستمر بل وستتعاظم في علاقة مباشــرة مع نجاحات او إخفاقات الإدارة فــي مواضيع الاقتصــاد والمجتمع. وفــي رأيه أيضا فإنــه بالإجمال لا تزال سياســة الولايــات المتحدة تجاه الشرق الأوســط تتشكل ولكنها تشهد استمرار ميل الإدارات السابقة لتقليص الوجود الأمريكي في المنطقة في صالح الشــرق الأقصى. ويتابع «غير أنه كما سبق أن قيل فإن ما يرى من هنا لا يرى من هناك، هكذا بالنسبة لأفغانستان وهكذا في موضوع العراق واســتمرار الدور الأمريكي في الحــرب ضد الإرهاب الإسلامي، كل هذا من شأنه ان يعرقل الميل آنف الذكر.

ويبــرز هذا التميــز أيضا بالنســبة للعلاقات مع الســعودية في أعقاب نشــر التقرير الاســتخبا­ري الــذي ألقى علــى ولي العهــد الســعودي محمد بن سلمان المسؤولية المباشرة عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي .»

ويشير السفير الإسرائيلي السابق لمقولة مراسل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلي­ة الرسمية بأن «جنة عدن السعودية ـ الأمريكية انتهت». وعن ذلك يقول معقبا: «ولكنه نســي انه حتــى بعد الطرد من جنة عدن إياها، الحياة تستمر، وهو الحكم بالنسبة لعلاقات الولايات المتحدة مع الســعودية. أو كما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية «نحن نريد ان نحقــق الكثير من الأهداف مع الســعوديي­ن مثل وقف الحرب في اليمن، وخلق علاقات لتثبيت السلام في الشرق الأوسط ومنع إمكانية الحرب مع إيران.»

ويتابع شــوفال «كذلــك أيضا تقدم الســام بين السعودية وإسرائيل هو هدف مشترك. في السياسة الخارجية لإدارة بايدن توجد بالتالي في هذه المرحلة أضواء وظلال على حد سواء.

من ناحية إسرائيل وهذا يستوجب تواصل النهج الحكيم والمتوازن الحالي في العلاقات مع واشنطن.»

في ســياق متصل وقعت شركة إســرائيلي­ة على اتفاقيــة مع شــركة صينية رســمية لبناء منشــأة صناعية للطائرات المدنية فــي صحراء النقب قريبا من قاعــدة «عوفدا» الجوية الإســرائي­لية، وذلك من دون علم وزارة الأمن الإسرائيلي­ة.

وكشــفت «هآرتس» أن ذلك يحــدث رغم المطالبة الأمريكية بتقليص حجم الاســتثما­رات الصينية في إسرائيل.

ونقلت عن مصادر أمنية إســرائيلي­ة رفيعة قولها إن وزارة الأمن لم تعلم بذلك مسبقا، وإنها قررت فتح ملف تحقيق بهذه القضية الحساسة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom