Al-Quds Al-Arabi

تونس على أعتاب موجة ثالثة من كورونا... ودعوات للتحقيق في ملفات فساد داخل منظومة التطعيم

وزارة الصحة تؤكد اكتشاف 40 سلالة خفيفة للوباء في البلاد

- تونس-«القدس العربي» من حسن سلمان:

حــذرّت وزارة الصحــة التونســية مــن موجــة ثالثــة من فيــروس كورونا بــدأت بوادرها تظهر مع تزايــد الطلب على أجهزة الأكســجين وأسرة الإنعاش، في وقت كشفت منظمة "أنا يقظ" المختصة بالشــفافي­ة ومكافحة الفســاد عن وجود ملفات فســاد داخل منظومة التلقيح، مشــيرة إلى أن توزيع اللقاحــات يخضــع أحيانا للعلاقــات والمحســوب­ية، وهو ما أكدتــه وزارة الصحة، التي تحدث عن وجــود "إخلالات" في عمليــة التلقيــح، معتبــرة أنها حــالات منفــردة لا ترتقي إلى "ظاهرة فساد" داخل منظومة التلقيح.

وأكــد فيصل بــن صالح مدير عام الصحة الأساســية في وزارة الصحــة وجود "بــوادر موجة وبائيــة ثالثة موجودة حاليا فــي تونس في ظــل تزايد الطلب على أســرّة الإنعاش والأكســيج­ين خاصــة فــي بعــض المناطــق ولكنها ليســت مؤكدة. والرؤية ستكون واضحة بعد 15 يوما من الآن ولا بد من مواصلة الوقاية والالتزام بالبروتوكو­ل الصحي"، داعيا التونســيي­ن إلى الإقبــال بكثافة على التســجيل في منظومة "افاكس" للحصول على اللقاح.

وكشــفت منظمة "أنــا يقظ" عن خلل فــي منظومة التلقيح يرتقي إلى مســتوى "الفســاد"، مشــيرة إلى أنهــا تلقت عبر موقع "فاكس ميتر" المختــص بمراقبة عملية التلقيح، بلاغات عــدة تتعلق بـ"حصــول موظفي صحة مــن الإداريين من غير المعنيــن بالمرحلة الأولــى من التلقيــح ضد كورونــا والذين ليســوا مــن مهنيــي الصحة المتعاملين مباشــرة مــع مرضى كوفيد-19، على لقــاح كورونا. كما حصل علــى اللقاح عدد من أطباء التجميل والبيطريين وطلبة طب مقيمين في الخارج ومواطنــن غيــر مدرجــن ضمــن الفئــات ذوي الأولوية من التلقيح ضد الفيروس. فضلا عن عدم التأكد من هوية مهنيي الصحة عنــد قيامهم بإجراء التلقيــح والاكتفاء فقط بإظهار الرسائل القصيرة المتعلقة بالتلقيح".

ودعــت المنظمــة وزارة الصحــة إلــى "احتــرام الأولويات الــواردة بالاســترا­تيجية الوطنيــة للتلقيــح ضمانــا لتكافؤ الفــرص وتعزيــز ثقة المواطنين فــي عملية التلقيــح، والعمل على زيادة حوكمة التصرف فــي منظومة "إفاكس" وإجراء تدقيق في قاعدة البيانات في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة كل مســؤول جهــوي أو مركزي تــورّط في عمليــة تحويل وجهة التلاقيح إلى غير مســتحقيها، والمزيد من العمل على الجانــب الاتصالي وإعــام المواطنين بأي تغييــر يطرأ على الفئــات ذات الأولويــة في الحصــول على التلقيح، ونشــر المعلومــا­ت تلقائيا بخصوص المخــزون المتبقي من كل دفعة تلقيح تسلمتها مؤسسات الوزارة".

ودوّن النائــب ياســن العيــاري على حســابه في موقع فيســبوك "فضيحــة التطعيــم ســتكون أكبــر فضيحــة في العشر سنوات الأخيرة رغم كثرة الفضائح، بدأناها بالـ500 تلقيح التي وصلت للرئاســة وتواصلت بالمعارف والاكتاف والأحباب والأصحاب والفساد في اختيار الناس الواصلة التي تلقح قبل الناس التي تســتحق وســتنتهي بسجن كل

مســؤول شارك أو تهاون أو علم بفســاد التوزيع وتغاضى عنه. ســنبدأ حربا ضــد كامل المنظومة قد تتواصل ســنينا، فحجــم الفســاد والتــورط فــي هــذه الفضيحــة، أكبر مما تتصورون. سنحاسبهم على كل الجرعات، من أخذها ومتى ســجل في كوفاكس، وكيف تم احتساب الأولوية؟ الطبقية المغلفة بالفساد وصلت لنخر صحة التوانسة لدرجة أصبح الســكوت عنها، مشــاركة في الجريمة. ســنفرض الوضوح

والشفافية والعدالة".

ونفــى وزيــر الصحة فــوزي مهدي ووجود ملف فســاد فــي منظومــة تلقي اللقاحــات، لكنــه أقر بوجــود جملة من الاخلالات أهمها عدم التأكد من هوية الملقحين عند توجههم لمراكــز التلقيح، مؤكــدا "انفتاح الوزارة علــى كل الملاحظات مطالبــا كل الجهات بمدهــا بالاخلالات المرصــودة للتفاعل معهــا، وقد تم تكليف عضــو لجنة التلقيــح الدكتورة أحلام قــزارة للقيام بزيارات ميدانية تفقديــة لكامل مراكز التلقيح المنتشرة في البلاد.

كما أكد اكتشاف 40 ســالة خفيفة لفيروس كورونا في تونس، معتبرا أن ذلك أمر طبيعي على اعتبار أن الفيروس ما زال في إطار التطور. وأشــار إلى أن السلالة البريطانية التي تم الكشف عنها في بعض مناطق البلاد "تكمن خطورتها في سرعة انتشارها بالإضافة إلى أنها تصيب الأشخاص الأقل ســنا والأطفال، وهناك أكثــر من مئة إصابة بهذه الســالة مسجلة في البلاد".

فيمــا أقــرت الدكتــورة جليلة بــن خليل المتحدثة باســم اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوجود إخلالات في منظومة "ايفاكس" الخاصة بالتلقيح ضد كورونا، وأوضحت بقولها "يجب الاعتراف بذلك والتأكيد أيضا على وجود إصلاحات لتجاوز ذلك بطلب من وزير الصحة، وســنتعامل مع منظمة "أنا يقظ" لتحسين عمل هذه المنظومة".

وأشــارت إلى أن بعض مراكز التلقيح "تعاني من مشكل لوجســتي جعلها غيــر قادرة علــى تقديم لقاح فايــزر الذي يتطلــب احتياطــات خاصّــة ودرجة حفــظ -80، وبوصول التلقيح الصيني وتعميمه على المراكز سيرتفع عدد المواطنين الذين سيتلقون التلقيح".

في حين قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفســاد عماد بوخريص إن الهيئة طلبت من الحكومة إشــراكها في الهيئة المعنيــة بتوزيــع التلقيــح ضد كورونــا لمراقبة مــدى تقديمه لمستحقيه المحددين حســب الاولوية، لكن الحكومة لم تجب على طلبها حتى الآن ما دفعها إلى لعب دور المراقب فقط.

وبلــغ عــدد الملحقــن حتــى الآن 53 ألفــا بعــد أكثــر من أســبوعين من انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، في حين بلغ عدد المسجلين على منظومة "إيفاكس" أكثر من 76 ألفا، وفق إحصائيا وزارة الصحة التونسية.

 ??  ?? تونسيون يتلقون اللقاح في أحد مراكز العاصمة
تونسيون يتلقون اللقاح في أحد مراكز العاصمة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom