Al-Quds Al-Arabi

تقرير أممي: الصواريخ التي استخدمت في الهجوم على مطار عدن مماثلة لما يمتلكه الحوثيون

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

أفــاد تقريــر قدّم إلــى مجلس الأمــن الدولي، مؤخــراً، أن الهجــوم الدمــوي الــذي اســتهدف مطار عدن اليمني في 30 كانون الأول/ديســمبر الفائت نفّذ بصواريخ بالســتية مماثلة لتلك التي يمتلكهــا الحوثيون وُأطلقت مــن مواقع خاضعة لسيطرتهم. وقال التقرير: «في 30 كانون الأول/ ديســمبر، وقعت ثلاث انفجــارات في مطار عدن الدولــي بعد دقائق من هبــوط طائرة تقل رئيس الــوزراء معــن عبــد الملــك ســعيد وأعضــاء في حكومة “الوحدة” التي يرأســها مع مســؤولين حكوميين كباراً آخرين».

ورد المســؤول السياســي فــي صفــوف الحوثيين محمد علي الحوثي على التقرير، مؤكداً في تغريدة على تويتــر: «أي تقارير عن اليمن من منظمــة أو دول أو تابعين لمجلــس الأمم أو الأمم المتحدة تصدر من دون لجان مستقلة مرفوضة» موضحــاً: «هي غير واقعية وغير محايدة وتفتقر للمصداقية والموضوعية والمهنية في آن واحد».

وبعد وقوع الهجوم أعلن معين ســعيد رئيس حكومــة الوحدة الجديدة اليمنية أن «المؤشــرات الأولية للتحقيقات تشــير إلى وقوف ميليشيات الحوثي الارهابيــ­ة وراء هذا العمــل الإجرامي». وأضاف تقرير خبــراء الأمم المتحدة أن «الهجوم أوقع 20 قتيلاً في صفــوف المدنيين بينهم وكيلة وزارة الأشــغال العامة ياسمين العواضي وأكثر من مئــة جريح بينهم مســافرون كانوا مغادرين وموظفون من المطار وصحافيون».

وكانت الحصيلة التي أعلنت آنذاك تشير إلى سقوط 26 قتيلاً على الأقل وأكثر من 50 جريحاً. وخــال التحقيق «لاحظت مجموعــة الخبراء أن المطار أصيــب بثلاثة صواريخ بالســتية أرضأرض دقيقــة التوجيــه وقصيــرة المــدى تحمــل رؤوســاً حربية مجزّأة، ويحتمل أن تكون نسخة طويلة المدى من صاروخ بدر-1 الذي شــكّل منذ عــام 2018 جــزءاً مــن ترســانة الحوثيــن» كما أضاف التقرير.

إنقاذ مسؤولي الحكومة بالصدفة

وأضاف الخبــراء: «نظراً إلى مكان القصف، مــن الواضــح أن النيــة كانــت ضــرب الطائرة التــي كانت تقل مســؤولي الحكومة مثل صالة استقبال كبار الشخصيات حيث كان من المقرر عقد مؤتمــر صحافــي وقــت الهجــوم». وجاء فــي ملخص التقريــر أن «قرار اللحظــة الأخيرة بإيقاف الطائرة بعيــداً عن الصالة والتأخر غير المخطــط له في إنــزال الركاب حــالاً دون وقوع إصابــات إضافيــة فــي صفــوف المســؤولي­ن الحكوميين».

وبعــد التحقيق فــي مواقع الإطــاق المحتملة للصواريــخ ودراســة الصــور علــى شــبكات التواصل الاجتماعي وإفــادات والآثار في مكان القصف وبيانــات الأقمــار الاصطناعية، خلص الخبــراء الذيــن يواصلــون تحقيقاتهــ­م «إلى أن صاروخــن علــى الأقــل )أحدهمــا تحطــم بعد وقــت قصير مــن إطلاقــه( أطلقا من مطــار تعز

وأن الصاروخــن المتبقيــن تم إطلاقهمــا كمــا يبدو من مركز تدريب للشــرطة في جنوب مدينة ذمار». ووفقاً للتقرير، فإنّ الصواريخ أطلقت من «منشــآت كانت تحت ســيطرة القــوات الحوثية وقت القصف .»

2900 قتيل

وفــي ســياق آخــر، أعلنــت الأمم المتحــدة، أمــس الأربعاء، مقتــل 2900 مدني فــي محافظة الحديدة غربــي اليمن منذ بدء الحــرب قبل أكثر من ســت ســنوات. وجاء ذلك فــي تقرير صادر عــن المفوضيــة الســامية للأمم المتحدة لشــؤون اللاجئين، نشرته عبر موقعها الإلكتروني. وقال التقريــر إن «الحديدة من أكثر المــدن اليمنية التي تأثرت بســت ســنوات من الصراع» بــن القوات الحكوميــة والحوثيين. وأفاد بــأن «2900 مدني قتلوا جــراء الصراع فــي الحديــدة، فيما تضرر 6600 منــزل فيها، إضافة إلى تضرر 33 مدرســة و43 طريقاً وجســراً». ولفت إلى أن «الصراع في أرجاء اليمن تســبب بنزوح أربعــة ملايين، ثلاثة أرباع منهم من النساء والأطفال.»

وتابــع التقرير، وفقاً للتقييمــا­ت، فإن حوالي 2.6 مليــون نازح في البلاد، باتوا على بعد خطوة واحدة مــن المجاعة. ولــم تحمّــل المفوضية، في تقريرهــا، طرفــاً معينــاً المســؤولي­ة عــن القتلى المدنيــن أو الأوضــاع الإنســاني­ة المتدهــور­ة في الحديدة.

ويدور النزاع في اليمن بين الحكومة الحوثيين الذين يسيطرون على قسم كبير من شمال البلاد بما يشمل العاصمة التاريخية صنعاء منذ 2014. وتتلقــى القوات الموالية للســلطة دعماً منذ 2015 مــن تحالف عســكري تقــوده الســعودية. وبعد ست ســنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصــد أرواح الآلاف، يشــهد اليمــن انهيــاراً في قطاعــات الصحة والاقتصــا­د والتعليم وغيرها، فيمــا يعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمــات حيــث تتفشــى الأمــراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

وأســفر النــزاع منذ 2014 عن مقتل عشــرات الآلاف ونــزوح الملايــن، حســب منظمــات دوليــة، بينما بات ما يقرب من 80 ٪ من ســكان اليمــن البالغ عددهــم 29 مليونــاً يعتمدون على المســاعدا­ت فــي إطار أكبــر أزمة إنســانية على مستوى العالم.

 ??  ?? مطار عدن الدولي
مطار عدن الدولي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom