Al-Quds Al-Arabi

الفنانة حينما تكون مثلا لا يحتذى والوزيرة الأسترالية التي تتمنى التحرش بها

-

وجد وزير الرياضة الجزائري، محمد حطاب نفسه في عين العاصفة، بعد أن نقل تلفزيون «النهار» لقاءه على الهواء مباشــرة يوم أول أمس مع نظيره الصيني، وهو يحاول اقناعه بعقد صفقة علنية مع بلاده.

الوزيــر، الذي خانتــه لغته العربيــة، تحول بشــكل لا إرادي الى التحدث باللغة الفرنســية، محاولا شــرح الموقف، وســط استهجان الوزيــر الصيني، ما اســتدعاه مجددا الــى التحدث بلغــة انكليزية متلعثمة، وســط انصــات الوزير الصيني، الذي قاطعــه وتوجه إليه متحدثا بلغة عربية فصيحة وسليمة، أحرجت الوزير المضيف.

هــذا اللقاء، الذي انتشــر كالنار في الهشــيم في مواقــع التواصل الاجتماعي، أثار جــدلا لم يهدأ، حول تنكر الوزيــر للغته العربية الأم وعدم اتقانها، بينما أدهشــه الوزير الضيف بطلاقتــه بالعربية وهو أعجمي اللسان.

فقد كتب أحدهم: «يا حســافة على قوم مسؤولوه ينتسبون للعرب ولا يتحدثون لغتهم، حتــى في لقاء صحافي مع إعلام عربي! لو أنا من الصين لســحبت مشــروعي. قوم لا يعتزون بلغتهم وعروبتهم لا خير فيهم لبلدهم، وقد يفشل المشروع بسبب الفساد»!

وأضاف آخر: «بعيداً عــن كونه عربيا أو غيــر عربي فهو جزائري ووزيــر في حكومة بــاده والجزائر عضو في جامعة الــدول العربية واللغة الرســمية للبلاد هي العربية، فلا عذر له في عدم التكلم باللغة العربية، ولو تكلم بعشرات اللغات وليس الإنكليزية والفرنسية فقط، أو أنه يستعرض ثقافته أمام الضيف»!

واتهم مثقف جزائري الوزيــر بأنه منهزم ثقافيا ويعاني من النقص والدونية، ودليل ذلك عدم تحدثه بلغتــه الأم، وأضاف لو كنت مكانه لقدمت استقالتي بعد إحراجه من الوزير الصيني، الذي أعطاه دروسا في الاعتزاز بلغته الأصلية، بدل الاســتعرا­ض بلغات أناس أصحابها يرونك تابعا لهم»!

هذه الحادثة تكشف ببســاطة أن تقييم واختيار المسؤول الصيني يعتمد على كفاءتــه وإنجازه، والآخر يعتمد علــى صنع هالة إعلامية ومجاراة للثقافة الشعبية المتأثرة بالثقافات الغالبة.

وكما هو شــائع في أوطاننا العربية، فإن مظاهر الاحتلال تتبدى في فرض ثقافة ولغة البلد الغازي على البلد المحتل، وما دامت هذه المظاهر مستمرة فالاحتلال باقٍ ولم يذهب أبدا.

خطأ الوزير الجزائــري، أعتقد أنه أحب أن يتفاخــر بتلك اللغات، وهذا الموقف المحرج جدا، يعتبــر تنبيها له وإحراجا واضحا تبدى في ردة فعله وتعابير وجهه، وجل من لا يخطئ.

وهذا الــكلام ينطبق أيضــا على بقية الــوزراء والمســؤول­ين، بل والمثقفين العرب، فبعضهــم يتفاخر ببعض الجمل الأجنبية، خاصة في المغرب العربي وبعض الدول الخليجية، بحيث أصبح التعامل في اللغة الإنكليزية أكثر سلاسة وانتشارا من اللغة العربية.

لكــن من ينظر الــى الموقف الرســمي للجزائر، والــذي تزامن هذا الأسبوع مع فضيحة الوزير، يبدو مختلفا كليا، فقد أعلن وزير التجارة، كمال رزيق، أنه بصدد تعديل النصــوص القانونية التي تمكّن المراقب التجاري من فرض عقوبات على أصحــاب المحلات، التي ترفع لافتات مكتوبة بلغات غير عربية.

وأكد أن اللافتات الإشهارية المكتوبة باللغة الفرنسية سيتم تعديلها مستقبلا لإلزام التجار باستعمال اللغة العربية.

لنتعلم من الصين القوة الناهضة، التي أرسلت الآلاف للدول العربية لتعلم العربية من أجل التجارة وســيادة المســتقبل لا اجترار الهزيمة وتكريسها كما يحصل في بلادنا المبتلاة.

تشجع بناتها على العلاقة غير الشرعية!

صدمت الفنانة اللبنانيــ­ة كارين رزق الله متابعيها بتصريحات عن العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج.

فقد كشفت في لقاء تلفزيوني عن نظرتها لهذا الموضوع خلال لقاء لها قائلة إنها من المؤيدين لإقامة علاقة جنسية قبل الزواج، وهو ما عرضها لموجة من الانتقادات، التي لم تهدأ.

ولم تكتف بذلك، بــل أعربت عن تأييدها للقبل والمشــاهد الجريئة ضمن الأعمال الدرامية، رغم ما تلقاه من معارضة كبيرة على الشاشات العربية.

وأكملت كارين بأنها تؤيد لابنتها إقامــة علاقة مثلها خارج الزواج، مؤكدة أنها ســتمنحها الحرية في تجربة ما تريد عند تجاوزها الثامنة عشرة من عمرها.

واضح أن الفنانة لا تعبأ ولا تهتم بكلام المجتمع ولا عاداته أيضا، ولا تخشى كذلك ردة فعله.

فقد ظهر مؤخرا عدد كبير من الفنانين الذين كســروا المحرمات كلها، بل قاموا بحث الناس على ذلك، مثل رانيا يوسف.

الفنانون والمثقفون في الغالب هــم الفئات الأكثر تأثيرا في المجتمع وهم القدوة في التصرف والسلوك، ولهذا تأثير هؤلاء يكون كبيرا على متابعيهم، وقــد بتنا نرى ظواهر غريبة جدا علــى المجتمعات العربية تقودها فنانات وفنانون أقل ما توصف أنها تدعو لكسر المحرمات وهدم أخلاق المجتمع.

طبعا حرية الــرأي مكفولــة ومضمونة ومن حق الجميــع، لكن ما نراه على الشاشــات العربية هذه الأيام يتجاوز أحيانا كثيرة الحرية الشخصية ليتعداه الى الرأي العام، وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا غير بريء في ذلك، فمن أجل «الترند» وحصد «اللايكات» بات كل شيء مباحا، حتى القيم النبيلة.

تود التعرض للتحرش

في خضم ثورة نســائية ضد التحرش بدأت فــي الولايات المتحدة، راح ضحيتها المنتج الأشــهر في هوليوود هارفي واينســتين، ولحقه الكثير من الفنانين والسياسيين، بعد انتشار حملة «أنا أيضا» العالمية، يبدو أن هناك من النساء من يتقن الى التحرش أيضا!

فقد أثارت سياســية أســترالية بارزة أمس جدلا واسعا بعد تناقل تصريح على لســانها، جاء فيه، أنها تود بشــدة أن تتعرض لتحرش جنسي.

ففي لقاء تلفزيوني، أوضحت «تينا ماكوين» نائبة الرئيس الفدرالي للحزب الليبرالي، أن التصريح كان على سبيل المزاح، مؤكدة أنها باتت متقدمة في السن ولديها أحفاد و»لم تعد تتعرض للتحرش».

وجــاء تصريح ماكوين بعــد زعم موظفــة ليبرالية ســابقة بأنها تعرضت للاغتصاب داخل البرلمان.

واشــتكت ليبراليات كبيرات من أن ماكوين أدلت بالتصريح خلال اجتماع تمت الدعوة إليه لمناقشة مدونة السلوك الجديدة لفرع الحزب في «نيو ساوث ويلز». وأعربت ماكوين عن انزعاجها إزاء ما تواجهه. وكان إثنــان من الحضور في الاجتماع قد أكــدا إدلاءها بالتصريح، وأضافــا أنها أعربت عن اســتغرابه­ا من موظفات البرلمــان اللواتي لا يشربن الكحول أثناء العمل.

وقالت المسؤولة الأسترالية، وهي في الســتينيا­ت من عمرها، إنها تعرضت لاعتداء جنسي في سن المراهقة.

وقالت: «لقد كانت تجربة مخيفة للغاية لذا فإنه يمكنني أن أتواصل جيدا مع الاعتداء الجنسي - فقط ليس من رجل. لكن الاعتداء الجنسي هو اعتداء جنسي بغض النظر عمن يقوم به».

وأثارت القصة جدلا واســعا فــي البلاد، وعبر وســائل التواصل الاجتماعي وصلت الى هنا في بريطانيا، فيما انقسم المعلقون بين مؤيد لحريتها ومهاجم لجرأتها، وهناك من التيار النســائي من قال إن بعض النساء أشد خطرا على بعضهن من الرجال.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom