«القدس العربي» تكشف أسرار اتصالات فريق البرغوثي لتدعيم قائمة القدوة ورفض الأسرى المحررين عروض «الانشقاق»
الرجوب وصفهم بـ «المرتدين»... و36 قائمة وفتح باب الانسحابات
علمت «القدس العربي» أن قيادة حركة فتح قررت إدخال استثناءات والدفع بقيادات وازنة من الحركة بحجم أعضاء في اللجنــة المركزية، ومحافظين معروفين، بعدما تأكدت من نوايا مروان البرغوثي وفريقه الذهاب بقائمة أخرى، بعيدا عن قائمة الحركة، وذلك في إطار تعزيز القائمة الرئيســية، وإضعاف توجهات مــن وصفتهم الحركة بـ «المرتدين» فيما رفض العديد من قادة فتح المؤثرين في القواعد الاشــتراك بقائمة «القدوة البرغوثي» وأعلن آخرون انسحابهم منها.
وحســب مصدر قيادي في الحركة، فإن اللجنة المركزية لم تكن تحسب أي حساب لقائمة ناصر القدوة قبل انضمام البرغوثي إليها. وشــدد المصدر على أن البرغوثي والقدوة لن يســتطيعا التأثير على «القاعــدة الصلبة» لحركة فتح، والمتمثلة بالأطر والهياكل القياديــة والتنظيمية في المواقع والنقابات، التي أعلنت وقوفها في مراسلات داخلية، خلف الحركة في معركة الانتخابات.
قائمة البرغوثي خلت من المؤثرين
وكشــفت التحركات الخفيــة لفريــق البرغوثي، عندما أحيطت اللجنة المركزية علما، فجر أول من أمس، بأن أنصار البرغوثي وخــال اللقاءات التي عقدتهــا اللجنة المركزية مع زوجته في رام الله، كانوا يجرون اتصالات مع أســرى محررين فــي قطاع غــزة، يتمتعون بثقــل تنظيمي كبير، وأمضوا في سجون الاحتلال أكثر من 20 عاما، وخرجوا في صفقة التبادل الأخيرة، من أجل إشــراكهم في القائمة التي ينوي البرغوثي تشكيلها مع القدوة.
غير أن هؤلاء الأســرى المعروفين جيدا في غزة، رفضوا كل تلك المحاولات والاتصالات، وابلغوا فريق الاتصال بهم، بأنهم لن يخرجوا عن قرارات الحركة، وأن موقفهم سيكون دعم القائمة الرئيســية، وعدم الدخــول بأي تكتلات تضر الحركة، وهو ما ظهر جليا بخلــو القائمة التي قدمت للجنة الانتخابات، من أي اســم لهؤلاء الأسرى، الذين أبلغوا في الوقت ذاته قيادة الحركة بالاتصالات التي تلقوها من فريق البرغوثي.
كما لم يجد البرغوثي في قطــاع غزة أيا من قيادات فتح المعروفــة، أو تلك التي تتبــوأ مناصب قيادية، لمســاندته والترشح على قائمته، ما يعني أن الرجل لا يملك أية قاعدة تنظيمية في القطاع، الذي يمثل خزانا انتخابيا كبيرا لحركة فتح، وذلك بعد أن فشــل في اســتمالة الأســرى المحررين، الذين كانوا برفقته قبل عدة ســنوات في سجون الاحتلال، وأكدوا التزامهم بقائمة الحركة الشرعية.
وفــي غزة، أعلــن اثنان ممن ذكر اســماهما فــي قائمة «القدوة البرغوثي» وهما المهندس رأفت سعد الله، ومساعد أبو عجوة، عدم ترشــحهما على أي قائمة، وأعلنا رفضهما لزج اســميهما في تلك القائمة، وأكــدا وقوفهما خلف قائمة الحركة الرئيسية، في ضربة جديدة للبرغوثي والقدوة.
ولم يلاحظ أن القائمة التي دخلت الانتخابات بدعم من البرغوثي، تضــم أيا من قادة فتح المؤثريــن، كما خلت من اســم حاتم عبد القادر، أكثر الشــخصيات التي كانت تدفع في الفترة الســابقة في اتجاه مروان، وأول شــخصية في فتح كشفت عن نوايا البرغوثي بالترشح للرئاسة، وأعلنت تأييدها له.
في المقابل، ترشح على قائمة حركة فتح الرئيسية، قدورة فارس رئيس نادي الأســير، وإحدى الشخصيات المعروفة بأن لها صلة صداقة قويــة بالبرغوثي، في دلالة فهمت على أن هناك شــخصيات قيادية وازنة في فتح، من المقربين من مروان، لا يســاندونه في خطوته التي من شــأنها «شــق» التنظيم، وذلك رغم أن فارس كان قد أعلن سابقا عدم رغبته بالترشــح، وهو ما يؤكد أن العدول عن القرار يحمل رسالة تؤكد وقوفه خلف قائمة الحركة.
ورفضا لتوجهات البرغوثي، رفــع العديد من المطالبات لقيادة فتح من أطر الحركة بالإســراع فــي اتخاذ القرارات القانونية ضد كل من يشــارك في قائمة القدوة، التي باتت مدعومة من البرغوثي، وتطبيــق تلك القرارات على كل من يســاعد تلك القائمة، مهما علا شــأنه في التنظيم، وهنا لا يســتبعد أن تجتمع اللجنة المركزية لتصــدر قرارات فصل لكل من شــارك في هذه القائمة، على غرار القرار الســابق الذي اتخذته ضــد ناصر القدوة، باعتبار أن خطوتهم تمثل «انشقاقا» عن جسم الحركة.
اتصالات المركزية
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن اللجنة المركزية التي تعذر أن ترسل ممثلها حسين الشيخ للسجن للقاء مروان لإطلاعه على القائمة النهائية، والتشــاور معه بشأنها، تواصلت معه بطرق غير مباشرة، كما تواصلت مع الكثير من المقربين منه، بمن فيهم زوجته فــدوى البرغوثي، القيادية هي الأخرى في حركة فتح، حول الشــكل النهائي للقائمــة. وقد أعطوا وعدا حتى فجر الأربعاء، بالوقوف خلف القائمة الرئيسية، وعدم التوجــه لقائمة أخــرى، قبل أن تنعكس الصــورة، تحديدا ظهر الأربعاء، بقرار مباشــر وصل إليهم من مروان بالدخول بالانتخابات بعيدا عن القائمة الرئيسية.
وحســب عضو فــي المجلس الثــوري لحركة فتــح، فإن المباحثات الســابقة مع مــروان جرى خلالهــا التوافق على دعم قائمة الحركة في الانتخابــات البرلمانية، ومن ثم بحث كل خيــارات الحركة المطروحة من الأعضاء، للمشــاركة في الانتخابــات الرئاســية، لكن المســؤول في الحركــة أكد أن البرغوثــي كان منذ اللحظة الأولى يطرح نفســه للترشــح لمنصب الرئاســة، وكان يريد فرض الأمر، من دون الحصول على قرار بالأغلبية من اللجنة المركزية.
ولا يســتبعد أن تطول قرارات الفصل من التنظيم الأسير البرغوثي، وآخرين من قيادات تنظيمية شاركت في القائمة.
وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، قد قال خلال تسجيل قائمة الحركة لدى لجنة الانتخابات، إن حركته «قوية متماســكة وموحدة بلجنتها المركزية لخوض انتخابات المجلس التشــريعي». وطالب أعضاء فتح بـ «أن لا يتطلعــوا لكل مرتد هنا وهناك» مشــددا على اســتنهاض أطر الحركة للفوز فــي الانتخابات. وفهمت تصريحاته بأنها موجهة لكل من البرغوثي والقدوة.
وأوضــح أن اللجنة المركزية اتخذت قــرارا بتكليف جزء من أعضائها بالمشــاركة في الانتخابات. وقــال «مقتضيات المرحلة وحجم التحديات اقتضيــا أن تكون هناك كوكبة من أعضاء المركزية» مؤكدا أن فتح لديها قرار استراتيجي بإنهاء الانقسام وتجديد شــرعية النظام السياسي، كخطوة أولى باتجاه شــراكة وطنية تؤســس لتجنيد كل طاقات الشعب لمواجهة الاحتلال.
جديــر بالذكر أن الرئيس محمود عباس أصدر مرســوماً رئاسياً بترقية اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى رتبة فريق، وإحالتــه للتقاعد، وذلك قبل أن يذهب الرجوب لتقديم أوراق ترشــيح قائمــة الحركة، التي تقضي بأن يستقيل المرشح من عمله الرسمي.
36 قائمة والباب مفتوح للانسحاب
إلى ذلــك أعلنت لجنــة الانتخابات، بعــد أن أغلقت باب الترشــح، أن هناك 36 قائمة انتخابية تقدمت بطلبات ترشح لانتخابات التشريعي 2021.
والقوائم المترشحة هي: قائمة «فلسطين للجميع» وقائمة «التغيير الديمقراطي» وقائمة «كرامتي الشــبابية المستقلة» وقائمــة «الوفــاء والبناء» وقائمــة «طفح الكيــل» وقائمة المبادرة الوطنية الفلســطينية )للتغيير وإنهاء الانقســام( وقائمة «وطن للمستقلين» وقائمة «فلسطين تجمعنا» وقائمة «العودة» وقائمــة «عدالة» وقائمة «العهــد للوطن» وقائمة «الحراك الفلســطيني الموحد» وقائمة «نهضة وطن» وقائمة «القدس موعدنا» وقائمة «المستقبل» وقائمة «نبض الشعب» وقائمة «الفجر الجديد» وقائمة «صوت الناس» وقائمة «معا قادرون» وقائمة «كتلة فلســطين الموحــدة» وقائمة «تجمع المســتقلين» وقائمة «حلم» وقائمة «اليســار الموحد» وقائمة «كفاءة» وقائمة «حركة فتح» وقائمة «المستقبل الفلسطيني» وقائمة «الحرية» وقائمة «تجمع الكل الفلســطيني» وقائمة «فلسطين أولا» وقائمة «الحرية والكرامة». وأوضحت اللجنة أنها قبلت حتى الخميس طلبات 13 منها، وسلمتها إشعارات قبول، فيما تســتمر دراسة باقي الطلبات خلال الأيام المقبلة. وأشارت إلى أنها ســتعلن الكشف الأولي بأســماء القوائم والمرشحين يوم الســادس من أبريل/ نيسان الحالي، ليتاح للمواطنين الاطلاع عليها، وتقــديم الاعتراضات امام اللجنة على أســماء القوائم والمرشــحين، لافتة إلى أن الاقتراع في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني 2021 سيكون يوم 22 مايو المقبل.
وقال الناطق باســم لجنة الانتخابات المركزية فريد طعم الله، إنه لا يوجد انســحاب أو اســتبدال للمرشحين داخل القوائم. وبيّن أنه بعد نشــر القوائم، ســيكون أمام المحكمة 7 أيام للنظر في الطعون، مشــيرا إلى أن قــرار المحكمة غير قابل للاســتئناف، وفي حال طعنت المحكمة في مرشح داخل القائمــة أو رفضته فإنه يلغى مــن القائمة، وتتضرر من ذلك القوائم التي سجلت 16 عضوا الذي يعتبر الحد الأدنى لقبول القوائم، ما يترتب عليه رفض القائمة.
ولفت إلى أنه وحتى تاريخ 29 ابريل سيســمح لأي قائمة بأن تنسحب وتسترد رسوم التسجيل، وسيتم يوم 30 أبريل نشر القوائم النهائية وتبدأ الدعاية الانتخابية.
ومن أجــل ضمان إجراء الانتخابات فــي القدس المحتلة، طالب رئيــس الوزراء محمد اشــتية، خلال لقــاء عقده مع قناصل وســفراء الاتحــاد الأوروبي، بتدخــل بلادهم لدى إســرائيل لدفعها للموافقة على إجراء الانتخابات في المدينة المحتلة، وأكد أن المقدسيين يجب أن يشاركوا في الانتخابات تصويتا وترشــيحا مثلما عقــدت الانتخابات التشــريعية والرئاســية السابقة، وذلك ما نصت عليه الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل. وأكد على تصميم القيادة على عقد الانتخابات في فلســطين، لافتا إلــى انها تمثل مدخلا لإنهاء الانقســام، وإعادة الوهج وتجديد الديمقراطية، وقال «هذا مطلب شعبي متوافق عليه، ولتكون قبة البرلمــان هي المكان الذي تناقش فيه كافة القوانين والمطالب» حيث جرى البحث خلال اللقاء بإرســال مراقبين دوليين للإشراف على الانتخابات وتجاوز أي عقبات قد تخلقها إسرائيل.
وخلال اللقاء قال ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف انه تم إرســال طلب لإسرائيل من أجل دخول فريــق مراقبين دوليــن للانتخابات، لكن لم يتــم الرد بهذا الخصوص حتى الآن.