Al-Quds Al-Arabi

آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى و«مقام يوسف» ويؤدون الصلوات احتفالا بـ «الفصح» اليهودي

عمليات دهم واعتقال وإصابة ضابط فلسطيني

- رام الله ـ «القدس العربي»:

أبقى المســتوطن­ون على وتيرة اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وللعديد من المناطــق التاريخية والأثرية فــي الضفة الغربية، وأقاموا فيهــا الصلوات تلبيــة لدعوات جماعات اســتيطاني­ة متطرفــة، لإحيــاء عيد الفصــح اليهودي، في وقت شــنت فيه قوات الاحتلال عمليات دهم طالت عــدة مناطق، تخللها اعتقال مواطنين وإصابة ضابط في جهاز المخابرات الفلســطين­ي خلال تصدي المواطنــن للاقتحامات الجديدة للمســتوطن­ين لـ «مقام يوسف» شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

واندلعت المواجهات في ســاعة متأخرة من ليل أول من أمس الأربعــاء، وامتدت حتى فجــر الخميس، حين قدمــت للمنطقة حافلات تقل آلاف المســتوطن­ين، بحماية مشــددة وفرتها قوات جيش الاحتلال، التي انتشرت في المكان، وأغلقت الطرق المؤدية إليه. وأدى المســتوطن­ون «طقوســا تلمودية» في وقت كان فيه جنود الاحتلال يقمعون الفلســطين­يين المحتجين باســتهداف­هم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص ما أوقع العديد من الإصابات بالاختناق.

وأصابت قوات الاحتلال ضابطا آخر يعمل في جهاز المخابرات العامة، واعتقلت ثانيا في مدينة طوباس الواقعة شــمال الضفة الغربية.

وأفــاد مدير نادي الأســير في طوباس كمال بنــي عودة، أن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة وأطلقت النار باتجاه ضابط في جهاز المخابرات العامة، أثناء وجوده أمام مقر الجهاز في المدينة، ما أدى إلى إصابته برصاصــة في الكتف وأخرى بالصدر، ونقل على إثرها إلى المستشفى، ووصفت حالته بالمستقرة.

وفي الســياق اعتقلت قــوات الاحتلال الشــاب كمال جمال أحمد دراغمة، بعد أن داهمت منزل ذويه وفتشــته. كما اعتقلت مواطنين من محافظة الخليل جنوب الضفة، وهما يوسف محمد

أبو مارية من بلدة بيت أمر، ونايف الشوامرة من بلدة يطا، بعد أن داهمت منزليهما وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهم­ا.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت مساء أول من أمس الأربعاء مواطنا واعتــدت على آخرين خلال إغلاق باب الزاوية وســط الخليل، لحماية مسيرة للمستوطنين.

وعلى غرار الأيام الماضية، اقتحم مئات المســتوطن­ين باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، بأن أكثر من 530 مستوطنا اقتحموا الأقصى من باب المغاربة وتجولوا في باحات المسجد بشكل اســتفزازي على شكل مجموعات متفرقة، واستمعوا لشروحات حول «الهيكل» المزعوم.

وفي الســياق، ضيقت شــرطة الاحتلال على المقدســيي­ن في منطقة باب الأسباط ونصبت حاجزا في المكان.

وجاءت هذه الاقتحامات تلبية لدعــوات جماعات «الهيكل» المزعوم، التي طالبت أنصارهــا بزيادة وتيرة الاقتحام للأقصى وللعديد من المناطــق الأثرية في الضفة، احتفــالا بأحد الأعياد اليهودية.

وكانت وزارة الخارجية الفلســطين­ية قد حذرت من التعايش الدولي مع «جرائم» ســلطات الاحتلال والمستوطني­ن، والتعامل معها كـ «أمر واقع» أصبح مألوفا واعتياديا لا يســتدعي التوقف عندها وإدانتها ومواجهتها.

وطالبت المجتمــع الدولي بوقف «سياســة الكيــل بمكيالين وازدواجيتـ­ـه المريبة» في تطبيــق المعايير الدوليــة، واحترام مســؤوليات­ه القانونيــ­ة والدوليــة تجــاه جرائــم الاحتلال والمســتوط­نين، عبر اتخاذ ما يلزم من الإجــراءا­ت التي يفرضها القانون الدولي لإجبار الاحتلال على وقف انتهاكاته واستفراده بالمواطن الفلسطيني وحياته وأرضه ومقومات وجوده الوطني والإنساني.

 ??  ?? فلسطيني يرفع علم بلاده في مواجهات مع مستوطنين يهود في الخليل
فلسطيني يرفع علم بلاده في مواجهات مع مستوطنين يهود في الخليل

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom