Al-Quds Al-Arabi

تسارع السباق على رئاسة الحكومة الإسرائيلي­ة ونواب عرب يسعون لحسمه بـ «الكتلة المانعة»

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

تتســارع مســاعي الأحزاب الإسرائيلي­ة لحســم الأزمة السياســية، والخروج من المأزق وتشــكيل حكومة، وســط توقعات بأن تكون هذه كل الأحوال غير مســتقرة وقصيرة المدى، وبالتالي ذهاب إســرائيل لانتخابات عامة خامســة في غضــون عام أو عــام ونصف. وبالتزامن يســعى نواب القائمتــن العربيتين «المشــتركة» و «الموحدة» لحســم هذا الســباق بـ «الكتلة المانعة» ولكن فيما ترى المشتركة نفسها مع خيار استبدال نتنياهو فقط، ترى الموحدة نفسها «بيضة القبان» ومســتعدة لتأييــد أي من المعســكري­ن مقابل تلبية مطالبهــا، وبكلتا الحالتــن يتضح أن القائمتــن العربيتين تطرحان مطالب حياتيــة وحقوقا مدنية ولا تبرز شــروطا تتعلق بالقضية الفلسطينية.

وضمن هذه المســاعي التقى رئيس حزب «هناك مستقبل» يائيــر لابيد النائبين أيمن عودة وأحمــد الطيبي عن القائمة المشــتركة في تل أبيب أمس، لكن الاجتمــاع لم يتمخض عن قرار حول وجهة المشتركة حول التوصية على لابيد لتشكيل حكومة. وعقــب الاجتماع الذي قاطعه المنــدوب الثالث عن المشتركة رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة، قال لابيد إن الاجتماع كان إيجابيا وفيه تّم الاتفاق على اللقاء مجددا يوم الأحد المقبل.

وقالت المشــتركة من جهتها إنها مســتعدة للتوصية على لابيــد في حــال امتلك 55 نائبــا يوصون عليــه وليس قبل ذلك. وهذه من اســتخلاصا­ت تجربتها وتوصيتها الفاشــلة علــى رئيس حزب «أزرق - أبيض» بينــي غانتس قبل عام. كمــا أوضحت المشــتركة أنهــا طرحت على لابيد شــروطها ومنها وقف هدم منــازل العرب وتوســيع مخططات البناء في بلداتهم، وخطة اقتصادية شــاملة للمجتمع العربي، كما تم الاتفاق على اســتمرار اللقاءات مع لابيد قبيل لقاء رئيس الدولة. وأوضحت أنها تســعى لمنع تشــكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.

و يسعى لابيد الآن للحصول على توصية بتكليفه بتشكيل حكومة بدعم الأحزاب التي تعرف نفسها بأنها «كتلة تغيير» لكنــه يتعرض لضغوط رئيس حزب « أمــل جديد»، غدعون ســاعر، من أجل التوصية على رئيس حــزب «يمينا» نفتالي بينيت كمرشــح لرئاســة الحكومة، محذرا من أنه بدون هذا الخيار سيبقى نتنياهو في سدة الحكم.

نتنياهو يدعو بينيت وساعر للانضمام لائتلاف برئاسته

وما زال بينيت يحيط نفسه بضبابية ويرفض التعبير عن موقفه من أي واحد من المعسكرين المتصارعين على السلطة، فيما يعتقد لابيد أن بينيت يريد الانضمام إلى حكومة يشكلها نتنياهو، وأنه يســتغل مســاعي «كتلة التغييــر» وأبرزها التنــاوب على رئاســة الــوزراء. وأعلن لابيد بنفســه عن موافقته على تشــكيل «كتلــة التغيير»حكومــة يتولى فيها رئاسة الحكومة بالتناوب بينيت، أولا، ثم هو.

في هذا المأزق دعا بنيامين نتنياهو كلاً من بينيت وســاعر إلى وضع الخلافات جانبــًا والعودة «للبيــت» والانضمام إلــى ائتلاف حكومي تحت قيادته بغيــة تأليف حكومة يمين مستقرة.

وفــي أول تعقيب له على نتائــج الانتخابات الأخيرة أكد نتنياهو في إطلالة تلفزيونية أن معســكر اليمين حصل على 65 مقعداً، وهو ما يثبت أن الشــعب يريد إقامة حكومة يمين راســخة. وأضاف أن هذا ما تحتاج إليه الدولة أولاً من أجل الخروج من أزمــة فيروس كورونا ومواجهــة تحديات مثل التهديد الإيراني أو دفع الاقتصاد إلى الأمام.

وضمن مزاعمه قال نتنياهو إن إقامة حكومة يســار تعني مواصلة عدم الاســتقرا­ر السياســي في البلد فضلاً عن أنها تتناقض مع موقف أغلبية الناخبين.

يُذكــر أن هذه هي أول مرة منذ الانتخابات التي يقوم فيها نتنياهــو بالإدلاء بتصريحات إعلاميــة، إذ حافظ طيلة تلك الفترة علــى صمت إعلامي وقام بإدارة اتصالات سياســية هادئة في محاولة لتشــكيل اســتراتيج­ية تقوده إلى تأليف حكومــة. وعقّب ســاعر على أقــوال نتنياهــو فأكد رفضه الانضمام إلى ائتــاف حكومي بقيادته. وقــال إن نتنياهو يدعوه إلــى العمل من أجل إقامة ائتــاف حكومي في اليوم نفســه الذي يقوم هو وجهــات أُخرى فــي الليكود بترويج نظريات كاذبة ضده وضد رئيس الدولة. وشــدد ساعر على أن اســتمرار ولاية نتنياهو يضر بالدولة ومواطنيها بسبب تفضيله العمل من أجل مصلحته بدلاً من مصلحتها.

وقال حزب «يمينا» في بيان له إن بينيت مهتم بالمواطنين وسيســتمر في بذل كل جهــد ممكن لتأليــف حكومة جيدة ومستقرة تنقذ إسرائيل من الفوضى.

وكشــفت قناة التلفزة الإســرائي­لية 12 أمس أن نتنياهو عرض على بينيــت الاندماج في حزب الليكود وترشــيح 7 ممثلين عن «يمينا» في المواقع الـ37 الأولى من قائمة مرشحي الليكود خلال الدورتين المقبلتين للكنيســت، وذلك في مقابل التوصية على تكليفه بتأليف الحكومة المقبلة.

ووفقــاً للقناة فإن عــرض نتنياهو يشــمل منح «يمينا» حقائــب وزاريــة مهمة فــي الحكومــة المقبلــة ودمجه في مؤسسات الليكود بنســبة تعادل نحو 19 ٪، وهو ما يعني انخراط نحو 20 ألف عضو في «يمينا» في المؤسسات التابعة

للحزب، بما في ذلك مركز الليكود والمناصب المهمة فيه.

وأشــارت القناة إلى أن بينيت والشــخصية الثانية في «يمينا» وزيرة القضاء السابقة أييلت شاكيد حاولا الانضمام إلى الليكود سنة2013 إلا إن جهودهما باءت بالفشل بعد أن اعتــرض نتنياهو طريقهما لرفضه وجود شــخصيات قوية ومنافسين محتملين له في صفوف الليكود. وذكرت القناة أن نتنياهو يهدف بهذه الخطوة إلى قطع الطريق على المعســكر المناوئ الذي يحــاول إقناع بينيت بالانضمــا­م إلى الجهود التي يبذلها لإنهاء حكم نتنياهــو، وذلك يبدأ أولاً بالتوصية على رئيس حزب «يوجد مســتقبل» عضو الكنيســت يائير لابيد لتأليف الحكومة الإسرائيلي­ة المقبلة والحؤول دون منح تفويض تأليفها إلى نتنياهو.

أقطاب حزب الليكود:على رئيس الدولة عدم المشاركة في اللعبة السياسية

بالتزامــن أثارت تصريحــات رئيس إســرائيل رؤوفين ريفلين، التــي أكد فيها أنه يتعين علــى منتخبي الجمهور أن يصغوا إلى مطالب الشعب بإقامة روابط خارجة عن المألوف وتعاون يتجاوز الحــدود بين القطاعات المتعددة، ردات فعل متباينة في الحلبة السياسية والحزبية.

وقال عدد من أقطاب حزب الليكود، وهم رئيس الكنيست ياريــف ليفين ووزيــر الطاقة يوفــال شــتاينيتس ووزير الأمــن الداخلــي أمير أوحانــا، إن رئيس الدولة لا يحســم نتائــج الانتخابات بل يجب عليه عدم المشــاركة في اللعبة. السياسية. وانضمت وزيرة المواصلات ميري ريغف للهجوم على ريفلين واعتبرت إن أقواله هذه تبرهن من جديد على أن تصرفاته ناجمــة عن اعتبارات غريبة، داعية إياه إلى إعادة صلاحية تكليف مهمة تأليف الحكومة إلى الكنيســت. وقالت إنه لا يليق برئيس دولة ســينهي مهمــات منصبه بعد نحو شهر أن يتخذ قرارات خارجة عن العادة المتّبعة منذ سنوات طويلة. وقال رئيس حزب شاس وزير الداخلية آرييه درعي إنه واثق من أن ريفلين ســيعهد بمهمة تأليف الحكومة المقبلة إلى نتنياهو لضمان استقرارها.

في المقابل قال رئيس حزب «أزرق أبيض» وزير الأمن بيني غانتس إنه لم تبق ولو مؤسســة رســمية واحدة لم يحاول نتنياهو وشركاؤه المساس بها.

ورفض ريفلين بشدة الانتقادات الموجهة إليه، وقال حبذا لو أن المسؤولين في الليكود لم يتفوهوا بمثل هذه التفوهات. وأوضح قبل ذلك أنه ســيجري المشاورات النيابية في أسرع وقت ممكن لاختيار الشخصية البرلمانية الأوفر حظاً لتأليف حكومة تكون قــادرة على إدارة شــؤون الدولــة، وتمرير ميزانية عامة ومعالجة آثار الأزمتين الصحية والاقتصادي­ة، وتكــون قادرة أيضــاً على توحيد صفوف الشــعب وســد الفجــوات الاجتماعيـ­ـة والاقتصادي­ة ومعالجة المشــكلات السياسية.

 ??  ?? صورة من الانتخابات الإسرائيلي­ة قبل اسبوع
صورة من الانتخابات الإسرائيلي­ة قبل اسبوع

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom