غزة تتجه لتشديد إجراءات مواجهة عودة تفشي كورونا... والضفة تغلق بلدات ومؤسسات عملا بخطة الطوارئ

20 وفاة و2353 إصابة خلال 24 ساعة

تتجــه الأوضاع الصحية في قطاع غزة نحو الأســوأ، بســبب تصاعد منحى الوفيات والإصابات بفيــروس «كورونا» حيث فاق عدد الإصابات لليــوم الثاني على التوالي الألــف إصابة، في وقت تقتــرب فيه الجهات المختصة مــن تطبيق جملة إجــراءات وقائية جديــدة، فيما جرى إغلاق عدة مناطق في الضفة الغربية، بسبب ارتفاع الإصابات فيها، عملا بخطة الطوارئ الأخيرة.

وأعلنت وزارة الصحة عن تســجيل 20 وفــاة، و2353 إصابة جديدة بفيــروس «كورونــا» و1956 حالة تعاف خــال الـ24 ســاعة الأخيرة، وأشــارت إلى وجــود 209 مصابين في غــرف العناية المكثفــة، بينهم 67 موصولون بأجهزة التنفس الاصطناعي.

وبما يشــير إلى استمرار منســوب الخطر في قطاع غزة، تسجيل سبع حالات وفاة و1081 إصابة جديدة، من بين العدد الإجمالي للإصابات.

وضمن الخطــوات الرامية لمحاصرة الفيــروس، أعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة بدء تطعيم أهالي الأسرى من الدرجة الأولى بالتنسيق مع هيئة شؤون الأسرى، لتمكينهم من زيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية.

وقال مدير عام مديرية صحة رام الله والبيرة معتصم المحيسن إن حملة تطعيم ذوي الأســرى ســتنطلق غدا في المحافظة، وتشــمل حوالى 1400 شخص، وستكون هناك حملات مماثلة في بقية المحافظات، بعد استكمال التنسيق وإرسال الكشوفات من قبل هيئة شؤون الأسرى.

وافتتحــت مديرية الصحة في بيت لحم، مراكــز للتطعيم ضد فيروس «كورونا» وأشارت المديرية إلى أن المراكز ستكون في مقر عيادة الصحة في حوسان وتقوع وبيت فجار وبيت ساحور، على ان يكون المركز في مدينة بيت لحم في صالة أبو عمار الشــبابية. وأوضحت أن الفئات المســتهدفة تأتي وفقا لتعليمات وزارة الصحة وهي مرضى السرطان، والكلى، وكبار السن فوق 75 عاما.

وعملا بالإجراءات الوقائية، أعلن محافظ قلقيلية رافع رواجبة، إغلاق

بلدة عزون شــرق المدينة، لمدة ثلاثة أيام بــدءا من صباح أمس الخميس، بســبب انتشــار فيروس «كورونا». وقال المحافظ إن الإغلاق جاء بسبب تفاقم الحالة الوبائية، وتزايد عدد الحالات النشطة في البلدة، حيث تقرر الإغلاق حفاظــا على صحة المواطنين، لافتا إلى أن الإغلاق تســتثنى منه المخابز والصيدليات، ويستمر الى مساء السبت.

كما أعلــن محافظ جنــن اللواء أكرم رجــوب، إغــاق مديرية النقل والمواصــات، بعد تســجيل إصابــات بالفيروس لــدى الموظفين، حتى يتســنى لجهات الاختصاص تعقيم مقر المديرية وإجراء الفحوص اللازمة للموظفين من قبل الطب الوقائي.

وقــررت وزارة الأوقــاف والشــؤون الدينيــة إقامة خطبــة وصلاة الجمعة في الســاحات العامة وتعليق إقامتها فــي المناطق المغلقة، وأكدت على ضرورة الالتزام فــي إجراءات الوقاية الصحية والســامة العامة، والبروتوكول الصحي.

إلى ذلك أبقت الأجهــزة الأمنية على الإجراءات التــي أقرتها الحكومة للحد من التفشي الخطير للفيروس، التي تشمل تعطيل العملية التعليمية، وإغلاق جميع رياض الأطفال والنوادي الصحية، مع منع الحركة والتنقل بشــكل كامل بــن المحافظــات، وكذلك منع الحركــة والتنقــل والانتقال للمواطنين بوســائل النقل بأنواعها في المدن والبلدات والقرى والمخيمات يوميا من الســاعة السابعة مســاء حتى الساعة السادســة صباحا، مع استمرار الإغلاق يومي الجمعة والسبت، باستثناء الصيدليات والمخابز.

ونصــت القرارات على إغلاق كل محافظة أو مدينــة او بلدة أو قرية أو مخيم أو منطقة تتزايــد فيها الإصابات، وكذلك منع إقامة الأفراح أو بيوت العزاء والمهرجانات والتجمعات.

وفي غزة، استمر منحنى الإصابات بالفيروس بالصعود، وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، إن هناك العديد من التوصيات التي تناقش للحد من تفشــي الفيروس، وأكد وجــود توجيهات للجهات للشرطة بالقطاع بتعزيز الالتزام بالإجراءات الوقائية المعلنة في الأسواق وصالات الأفراح والمناســبات التي تقــام في الأماكن العامة والشــوارع

وبيوت العزاء.

ونوه معروف إلى أنه في حال تم تغير سُــلم منحنى الوباء داخل قطاع غزة ســتختلف معه توصية وزارة الصحة وإنفاذ الإجراءات المشددة من قبل المؤسسات الحكومية في الميدان..

وقــال الناطق باســم وزارة الداخلية في غزة إياد البــزم، إن منحنى إصابات «كورونا» ارتفع بشدة في الآونة الأخيرة رغم كل الإجراءات التي اتخذناها في السابق، مشيرا إلى عدم التزام الموطنين بإجراءات السلامة والوقاية.

وأكــد أن تــدرس توصيات ومقترحــات عدة لمواجهــة ارتفاع منحنى الإصابات بالفيروس، لكنه نفى وجود قــرارات متعلقة باتخاذ إجراءات جديدة لمواجهــة الوباء، موضحــا أن الإجراءات التــي تتخذها الوزارة ســتعلن عنها فورا وبشــكل واضح، لافتا إلى أن اتخاذ اجراءات جديدة مرتبط بتطورات الحالة الوبائية في القطاع.

وقــال «نلمس حالة مــن التراخي حاليــاً لدى المواطنين فــي الالتزام بالإجــراءات الوقائية من فيــروس كورونا» مؤكــدا أن تصاعد منحنى الإصابات «يرســل رســائل لشــعبنا بضرورة الالتزام، حتى نتمكن من تخطي الموجة وأن نعبر هذه الجائحة.»

وأشار إلى أن الوزارة «تكثف جهودها من أجل أن يتمكن المواطنون من ممارسة شعائر شهر رمضان الكريم دون تشــديد للإجراءات، ونبذل كل جهد في ســبيل ذلك، ولكن الفيصل في هذا الأمر هو مدى التزام المواطنين بالإجــراءات الوقائية ». وحــول الإغلاق الكامل قــال : «الإغلاق التام هو الســيناريو الأصعب لأنه يثقل على المواطنين ويلقــي بأضرار كبيرة على كافة القطاعــات، وليس من الســهل اللجوء إليه، وهو يخضع لدراســة وتقييم شامل .»

وأشــار البزم إلى أن الــوزارة لديهــا مجموعة مــن التوصيات تقوم بدراستها، وبحال تم اتخاذ قرار سيعلن عنه بكل وضوح للمواطنين.

وفي غزة أيضا، حذر مدير عام الرعاية الأولية لشــؤون الصحة العامة فــي وزارة الصحة الدكتــور مجدي ضهير، من العــودة لقرارات الإغلاق الشامل وتشديد إجراءات الوقاية بشكل أكبر، في حال لم يلتزم المواطنين بالإجــراءات الوقائية التــي تطالبهم بها الجهات الطبية، والتي تشــمل التباعد وارتداء الكمامات. وأكد أن زيادة عدد المصابين بالفيروس ستدفع لاتخاذ إجراءات وقائية أكثر تشــددا، على غــرار ما كان الوضع عليه قبل أشهر.

وكان الدكتــور ضهير قد قال إنه تم اتخاذ إجراءات واســعة منذ بداية جائحة «كورونا» فــي وزارة الصحة عامة، والرعايــة الأولية على وجه الخصوص، للتعامل مع كل مراحل الفيروس، موضحا أن خدمات الرعاية الأولية لم تتأثر مع صعود الموجــة الثانية داخل قطاع غزة، ولم يُغلق أي مركز صحي ولن يكون هناك أي إغلاق.

فلسطينيون ينتظرون دورهم في فحص كورونا