Al-Quds Al-Arabi

تونس: تراشق بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف حول «فساد» رجال الأعمال ... ومراقبون: استهداف الغنوشي ضرب للمسار الديمقراطي

- تونس -«القدس العربي» من حسن سلمان:

أثــارت الدعوة إلى محاســبة رجال الأعمال الفاســدين تراشــقا بين اتحاد الشــغل )المركزيــة النقابيــة( واتحاد الصناعة والتجارة )منظمة الأعــراف(، في وقت اعتبر فيه مراقبون أن محاولة أطراف مدعومة من الخارجة استهداف رئيس البرلمان وحركة النهضة، راشد الغنوشي، هي محاولة لضرب المسار الديمقراطي في البلاد.

وكان ســامي الطاهري الناطق باســم اتحاد الشغل دعا قبل أيام لمحاســبة رجــال الأعمال الفاســدين، متهما رجال الأعمال التونســيي­ن بالاحتيال على القانون، عبر غلق عدد المؤسســات الاقتصادية الهامة وطرد العمال بذرائع واهية، بعد أشــهر من الحصول على قروض من الدولة بسبب أزمة فيروس كورونا.

وردت منظمة الأعرف ببيان اســتنكرت فيه تصريحات الطاهري "اللا مســؤولة التي تنطوي علــى مغالطة وثلب وشــيطنة لأصحاب المؤسســات، فضلا على أنهــا تنم عن عدم إلمام بالواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي كان يعاني من المصاعب الكبيرة التي ازدادت حدتها بســبب تداعيات الأزمــة الاقتصادية والصحية والمالية على كل المؤسســات الاقتصادية التي تكابد منذ أكثر من ســنة من أجل المحافظة على ديمومتهــا وعلى مواطن الشــغل القائمة فيها وتجنب تســريح العمال قــدر الإمكان وضمان صــرف الأجور رغم تراجع الإنتاج وحجم ســاعات العمــل الفعلي، ورغم عدم استفادة المؤسســات من أي مســاعدة أو إجراءات مرافقة خلال جائحة كورونا".

واعتبــر خليل الغرياني، عضو المكتــب التنفيذي لمنظمة الأعراف أن تصريحات الطاهري هي "تصريحات شخصية ولا تعبر عن موقف اتحاد الشغل، والطاهري خطابه بسيط ويعاني فصاما مع الواقع".

وهــو ما دفع نــور الدين الطبوبي، الأمــن العام لاتحاد الشــغل إلى مهاجمة الغرياني بقوله "ســامي الطاهري هو أمين عام مســاعد في المنظمة، ومــا عبّر عنه حين تحدث عن

بعض رجال الأعمال يُلزمني ويُلزم الاتحاد. انت باســم من تتحدث؟ الزم حدودك، ويكفي من المناكفات".

مــن جانب آخــر، حــذر مراقبــون من ضرب المســار الديمقراطـ­ـي في تونــس عبر اســتهداف الشــخصيات الاعتبارية كرئيســي الجمهورية والبرلمان، حيث تســاءل الباحــث عمّر الجماعي "إلــى أين أنتم ذاهبــون بمعركتم مع الغنّوشــي؟"، وأجــاب بقوله "أعتقد أنّ معركة العشــر ســنوات الماضية كان لها عنوان واحد: إزاحة الغنّوشــي

من المشــهد. ولا تــكاد معركة، حتى الهامشــية منها، تخلو من ذكره أو ما يمــتّ له بصلة. صورتــه عند خصومه هي صورة "الاخوانجي" القادم من كهف التاريخ لتهديد "النمط التونســي" وزد عليها أنّه مشبوه الثروة وبيده مفاتيحها! عند أنصاره هي صورة "المنقذ" المســتهدف دائما من "أعداء الثــورة والايديولو­جيا" وهو في السياســة ثعلب ومناور جيّد!".

وأضاف "تقديري أنّ الصورتــن فيهما مبالغات لا تعود

فقط للمزاح السياســي والايديولو­جي من ضديّة أو تشــيّع للرجــل بل لغموض شــديد يبدو لي أنّه يتعمّــده فهو قليل الكلام )عكس قيس سعيّد( وإذا ظهر استعمل لغة بسيطة لا تخلو من حميمية )عكس رؤساء الحكومات المتتالية(. هذان المعطيان هما ما يجب أن يتّصف بهما المســؤول السياســي المتصدّر للشأن العام".

وتابع بقوله "أغلب خصوم الغنّوشي يربحون، بعداوته أو بتركه وحيدا في معاركه أو بابتزازه، بعض المســاحة في المشــهد ولكنّهم لا يكادون يســتغنون عنه.. فالجهات التي تقابله أهواءهم شتّى ووجود الغنّوشــي يوحّدهم مرحليًا )يظهر هذا في حرب اللوائح الديمقراطي­ة( ويرفع عنهم حرج "التنسيق مع الفاشية"! قوّة الغنّوشي لا يستمدّها من حزبه أو منصه بــل من "ضعف فادح" في الجهة المقابلة التي نعتقد أنّنا منهــا ولكن نحترم الرجل ولا نرى أية جدوى من معارك العبث الكلامي بل في تعبئة النّاس حول مضامين حقيقية".

وكتب عبد القادر الونيســي، الباحث الإســامي المقرب من حركة النهضة تحت عنوان "محنة راشــد الغنوشــي": "راشــد الغنوشــي غير مطلوب وطنيا بل هو الطالب لوطن سجنه لســنوات وهجره لعشــريتين وحكم عليه بالإعدام ذنبه الوحيــد فكرا مســتنيرا يرفض التبعيــة ويتخذ من الإســام قاعدة للتحرر وهدم الإســتبدا­د. رأس الغنوشي مطلوب خارجيا من أباطرة الإســتبدا­د ومــن قوى الهيمنة على الشعوب ومن ناهبي الثروات ومن كل خائف من حرية الشعوب المســلمة لأنه يعلم أن منتهاها القدس وليس شيئا آخر".

وأضاف "رجل شــهد له مفكرو العالم بإعادة إخراج فكر الحرية والديمقراط­ية بلباس إســامي بائن ليعود الإسلام إلى مشهد إدارة الشــأن العام بعد أن أقصاه منه الإستبداد لقــرون طويلة. يا لســخف الأيام رجل يحتفي به رؤســاء العالم وتتهاطل عليه الدعــوات من كبرى المنتديات و توزع كتبه في العالم ليتســلط عليــه في بلده مرتزقــة الدرهم والدولار )...( راشد الغنوشي لن يرد على أراذل سقط المتاع فمــا هم إلا حفنة مــن العبيد يســترزقون بخيانة الوطن و قديما قالت العرب الحر لا يبارز العبيد والحر بالحر و العبد وبالعبد".

 ??  ?? راشد الغنوشي
راشد الغنوشي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom