Al-Quds Al-Arabi

الجزائر: عملية «برخان» أثبتت أن الحل العسكري لا يكفي للقضاء على الإرهاب في الساحل

- الجزائر- «القدس العربي» من رضا شنوف:

قــال وزيــر الخارجية الجزائريــ­ة، صبري بوقــادوم، إن المقاربة العســكرية غيــر كفيلة لوحدهــا لمكافحــة الإرهاب بمنطقة الســاحل، ودعا إلى تعاون دولي لمحاربة الظاهرة العابرة للأوطان، في ظل التصعيد الإرهابي الذي تعرفه المنطقة.

وقف وزير الخارجيــة الجزائري عند مواطن قصور المقاربة العســكرية في معالجة الظاهرة الإرهابية في منطقة الساحل، والتي أثبتت عدم نجاعتها بعد حوالي 7 ســنوات من نشر قوات "برخان" التي لم تحقــق الأهداف المرجوة منها، بــل أكثر من ذلك وجدت نفســها في قلب الاتهام بارتكاب مجازر فــي حق المدنيين كمــا وقع في منطقة "بونتي" وســط مالي في كانون الثاني/ يناير، وحملت الأمم المتحدة القوات الفرنســية مســؤولية المجزرة رغم رفض باريــس لنتائج التحقيق الأممي.

وقــال بوقــادوم، فــي مقابلة مــع جريدة "الباييس" الإســباني­ة خلال زيارته إلى مدريد، إن "الإرهــاب يعتبــر ظاهرة عابــرة للأوطان، لذلك فــإن التعاون الدولي وحــده هو المجدي، وإن منطقة الســاحل حيويــة للجميع"، واعتبر أن "الجماعات الإرهابية مهما كانت تســمياتها، داعش، بوكو حرام، كلها متشــابهة"، وأن هناك "تجدداً مستمراً للظاهرة".

وأكــد أنــه "إذا تحتــم العمــل بالوســائل العســكرية" لمواجهة الجماعات الإرهابية، لكن بالموازاة مع ذلك يجب "استيعاب ما يجري" من خلال ضرورة المعالجة الجدية لمشاكل التنمية"، لأن العمليات العسكرية "ليست كافية" لوحدها للقضاء على النشاط الإرهابي".

ودعم بوقــادوم المقاربة التي ترافع من أجلها الجزائر بنتائــج عملية "برخــان" على الأرض والتي تقودها فرنســا في منطقة الســاحل منذ ســنة 2014 ، مشــيراً إلى أن باريس نشرت في 5100 جنــدي، وبعثــة الأمم المتحــدة المتكاملة المتعددة الأبعــاد لتحقيق الاســتقرا­ر في مالي )مينوسما(، التي تضم أكثر من 15000 عسكري، لكن هذا التعدد العســكري "لم يكن كافياً"، لأن ذلك لا "يعالج السبب العميق للإرهاب".

وتجد القوات الفرنسية في مرمى الاتهامات، ســواء على الصعيــد المحلي بدول الســاحل، حيــث ارتفعــت الأصــوات المناديــة بضرورة رحيلهــا بســبب فشــلها فــي تحييــد خطــر الجماعــات الإرهابيــ­ة التــي تخلف عشــرات القتلى خلال الهجمات التي تنفذها، ســواء في مالي أو في المثلث الحــدودي بين مالي والنيجر وبوركينافس­ــو، أو علــى الصعيــد الدولي بعد تحميل الأمم المتحدة للقوات الفرنسية مسؤولية المجزرة التي وقعــت بمنطقة بونتي بمالي بداية العام الجاري وخلفت قتلة مدنيين، قالت القوات الفرنسية إنهم مسلحون.

وتدعــو الجزائــر مــن أجــل دعــم الحلول السياســية والمســاعد­ة في تنمية هذه المناطق لاجتثــاث الإرهــاب، خاصــة وأن الجماعــات الإرهابية التي تســتثمر في فقــر أبناء المناطق المحرومة وتغريهم بالانضمام إليها.

وعقدت لجنة متابعة اتفاق السلم والمصالحة في مالــي المنبثقة عن مســار الجزائــر دورتها ال43ـ في مدينة "كاييس"، غرب البلاد، الإثنين، برئاســة الجزائر، وذلك عقــب التئامها في 11 شباط/فبراير الماضي في "كيدال" )شمال(، وفق

ما أعلنت عنه الثلاثاء البعثــة الأممية المتكاملة الأبعاد في مالي )مينوسما(.

وتمت مناقشــة العديــد من الملفــات خلال الاجتماع مــن بينها الإصلاحات المؤسســات­ية ومتابعــة القرارات المنبثقة عــن اجتماع كيدال الاخير، واستكمال المسار المتسارع لنزع السلاح والتســريح وإعادة الإدماج، وإصلاح سياســة مشــاركة المرأة في أشغال الاتفاق، وبعث مرحلة جديدة من مشــاريع التنمية إلى جانب مواضيع أخرى.

وأقر وزيــر المصالحــة الوطنية فــي مالي، كولونيل إســماعيل واغي، بـ"التأخير المسجل في تنفيذ الاتفاق"، معرباً في هذا الصدد عن أمله في أن "تلتزم الأطراف المالية برفع التحديات من أجل سعادة السكان".

يذكر أن لجنة متابعة اتفاق الجزائر قد عقدت دورتها الـ 42 بكيدال شمال مالي، برئاسة وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، لأول مرة منذ ســنوات، واعتبــرت الأمم المتحدة الحدث "تاريخياً"، ويشكل انطلاقة جديدة، تساهم في توطيد الثقة بين الأطــراف الموقعة على الاتفاق واسترجاع السلم في شمال البلاد.

 ??  ?? صبري بوقادوم
صبري بوقادوم

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom