الاتحاد الأوروبي يصعد لهجته تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين والمعارضة تكشف التجاوزات
يبــدي المجتمــع الدولــي امتعاضــه من التجاوزات المرتكبة فــي البحرين وتعريضها حيــاة المعتقلــن والســجناء السياســيين للخطر، فــي وقت خرجت أطيــاف المعارضة للشارع للتنديد بالانتهاكات الممارسة من قبل الحكومة.
وتزامنــاً مع ندوات تعقدهــا منظمات غير حكوميــة دولية لفضــح ممارســات المنامة، كشفت مصادر دبلوماســية أن نواب الاتحاد الأوروبي يتحركون فــي مختلف الاتجاهات لدفع بروكســل لاتخاذ مواقــف أكثر حزماً مع النظام البحريني، وأنهم ينسقون الجهود مع مجموعات دولية أخــرى، لتحديد موقف جاد تجــاه الانتهاكات المرتكبة في حق النشــطاء والمعتقلين السياسيين.
وعرضت دائرة العمل الخارجي الأوروبي والممثــل الخــاص للاتحاد لحقوق الإنســان مذكرة بشــأن التحــركات الأخيــرة، تجاه البحرين، والتأكيد على أهمية حقوق الإنسان عنصراً أساسياً في أي علاقة مستقبلية تربط بروكسل بالمنامة، حيث تم توضيح الأمر لوزير الخارجية البحريني خلال زيارته الأخيرة.
وقــال ايمــون جيلمــور، الممثــل الخاص للاتحــاد الأوروبي لحقــوق الإنســان، في رســالة خاصة حصلــت «القــدس العربي» نســخة منها، أنه آثار مراراً وتكــراراً قضايا النشــطاء البحرينيين المسجونين، خصوصاً الســجناء المحكوم عليهم بالإعدام، وناقشها مع المســؤولين البحرينيين رفيعي المستوى، كما ناقش الوضع في المنامة مع المجتمع المدني والإجراءات الخاصة للأمم المتحدة.
وكشــف فــي الرســالة الموجهة لساســة بروكســل أنه تماشــياً مع سياســته المتعلقة بعقوبة الإعــدام، تعامل الاتحــاد الأوروبي مراراً مع البحرينيين، ودعا الســلطات وقف عمليــات الإعدام المعلقة، وإقــرار وقف تنفيذ أحــكام الإعدام كأول مرة خطــوة نحو إلغاء عقوبة الإعدام وتخفيف جميع أحكام الإعدام المعلقة.
كما شجع المسؤول الأوروبي البحرين على ضمان إجراء المحاكمات بما يتوافق مع المعايير الدولية، والقانون والمعايير المعتمدة.
وأشــار في الوثيقة التــي وصلت عدداً من الهيئات الدولية والأممية، أنه عرضت فرصة أخرى للبحرين لمعالجة جميع القضايا المتعلقة بحرية التعبير وتكوين الجمعيات، والحق في محاكمة عادلة، وتأمين ظروف السجن، بما في ذلك حصول الســجناء علــى الرعاية الطبية المناسبة.
الاجتماع الــذي عقده الاتحــاد الأوروبي مع المســؤولين البحرينيــن كان فرصة لرفع قضايا بعض الحــالات الفرديــة، وطُلب من المنامــة الالتــزام بالمعايير الدوليــة، بما في ذلك العهد الدولي الخــاص بالحقوق المدنية والسياســية، واتفاقية مناهضــة التعذيب، وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية
أو اللاإنسانية أو المهينة. كما تم تذكير النظام البحرينــي أنه صــادق علــى كل المعاهدات الدولية وعليه الالتزام بتنفيذها.
وشــدد المســؤولون الأوروبيون أنهم لن يتراجعوا عــن تحركاتهم وســيصعدون من لهجتهم حتى تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، وسيظل الأمر التزاماً جوهرياً من بروكسل، مع التأكيد على استخدام جميع الوسائل المتاحة في تصرف الاتحاد الأوروبي لمواصلة معالجة حالة حقوق الإنسان في البحرين.
وكانــت منظمــة أمريكيــون مــن أجــل الديمقراطية وحقوق الإنســان في البحرين قد نظمت ندوة كشــفت فيها جملة التجاوزات التي ترتكبها الحكومة البحرينية والانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء والمعتقلون.
وأشــار البرلمانــي البحرينــي الســابق الدكتــور جلال فيــروز، خلال النــدوة، إلى أهالي المعتقلين، أن لا يخافوا، ويرفعوا رسالة شــكوى للنيابة العامة ضد وزيــر الداخلية، لفضح كل المســؤولين، وفســادهم، مع وضع المنظمــات الدولية في الصــورة للإفراج عن المعتقلين. وكشــف ســيد أحمد الوداعي، أن وزارة الداخليــة لم تصــرّح بالأرقام المصابة في ســجن جو. ورفضت الســلطات أن تقدم معلومات لذوي السجناء.
وكشف أيضاً أن أكثر من 20 سجيناً أصيبوا بفيروس كورونا، لم يفحصوا فوراً في عملية انتقام وعقاب جماعي.
وقالــت ابتســام الصائــغ، الناشــطة البحرينية والســجينة السياســية السابقة: "إن خسارة أي إنسان بسبب جائحة كورونا أو التعذيب أو غيرها من الأسباب، هو أمر غير مقبول، لذا "نطالب بحق السجناء في العلاج والرعاية الطبية والمتابعة بكل شفافية مع منح الأولوية لأصحاب الأمراض المزمنة".
وأضافــت: «هنــاك أصــوات تخــرج من الســجن تطالب بحقوقها، وأهــالٍ يطالبون بحقوق أبنائهــم، وعلى المنظمات والجمعيات الدولية والعالمية النظر في قضية الســجناء البحرينيــن». وقال ســجين الرأي الســابق الناشط البحريني إبراهيم الدمستاني، خلال الندوة: «الدول الأوروبيــة على علم بحالات آلاف الســجناء، أمــا البحريــن فزعمت أنها تقوم بإجــراءات لمنع انتشــار الفيروس بين الســجناء، فيما أن الفيروس انتشر وأصاب أعداداً من السجناء».
وأشارت شقيقة السجين أحمد علي يوسف: «كورونا ليســت الخطر الوحيــد الذي يهدد حياة أبنائنا، فهناك العديد من الأمراض التي تنتشر بين السجناء، بسبب تكدس المساجين فــي الزنزانات، ونقول لوزيــر الداخلية أنت المســؤول عما يحدث لأبنائنــا الذين أجبروا على الاعتــراف، تحت التعذيــب، بتهم ملفقة لهم».
وخــرج العشــرات مــن أقــارب وذوي المعتقلين، ونشــطاء في عدد من شوارع ومدن البحرين، للتنديد بوضعية السجناء، وفضح الانتهاكات التي يتعرضون لها.