Al-Quds Al-Arabi

روحاني يحث على العودة للاتفاق وواشنطن تعتبر أن لها مصالح مشتركة مع الصين فيما يتعلق بالنووي الإيراني

إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بواسطة مجموعة رابعة من أجهزة الطرد المركزي

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

قال الرئيــس الإيراني حســن روحاني، أمــس الخميس، إن التأخير في العــودة للاتفاق النووي لن يكــون في صالح الدول الموقعة على الاتفاق. وجدد روحاني التأكيد على اســتعداد إيران لتنفيــذ التزاماتهـ­ـا وفق الاتفــاق النووي حالما ترفع واشــنطن العقوبات، متهماً واشنطن بالمماطلة في العودة إلى الاتفاق.

إلى ذلك، شــدّدت الولايــات المتّحدة الأربعــاء على مصالحها المشــتركة مع الصين فــي الملف النــووي، رافضة التنديــد علناً بـ«اتّفاقية التعاون الاستراتيج­ي لمدة 25 عاماً» التي أبرمتها بكين وطهران الأسبوع الماضي. وكان عدد من المحافظين الأمريكيين رأوا في هذه الاتفاقيــ­ة التي وقّعتها بكين وطهران الســبت دليلاً على بروز محور جديد مناهض لواشنطن.

مصالح أمريكية صينية مشتركة

والأربعــا­ء، اكتفى المتحدّث باســم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بالقول للصحافيين: «لن نعلّق على مناقشــات ثنائية محــدّدة» في موقف بدا فيــه أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تتوخّى عدم إلقــاء الزيت على النار في هذا الملــفّ. وحرص برايس على التذكير بــأنّ العقوبــات الأمريكية على إيران ما زالت «ســارية المفعول» بانتظار توصّل واشنطن وطهران إلى تفاهم ينقذ الاتّفاق الدولي الذي أبرم في عام 2015 بشأن الملف النووي الإيراني.

وفي عام 2018 ســحب الرئيــس الأمريكي الســابق دونالد ترامب بشكل أحادي الولايات المتّحدة من هذا الاتفاق الرامي لمنع الجمهورية الإســامية من امتلاك قنبلة ذريــة، معتبراً أنّ النصّ غيــر كاف، وأعاد فــرض عقوبات عليها. وفي عــام 2019، بدأت إيران بالتراجــع تدريجياً عن العديد من الالتزامات الأساســية المنصوص عليها في الاتفــاق. وأبدت إدارة بايدن اســتعداده­ا

للعــودة إلى الاتفاق، مشــترطة أن تعود إيــران أولاً إلى الوفاء بالتزاماته­ا. في المقابل، تشــدّد طهران على أولوية رفع العقوبات عنها، مؤكّدة أنها ســتعود إلى التزاماتها في حال قامت الولايات المتّحدة بذلك.

والأربعاء، قال برايس: «ســنتعامل مــع أيّ محاولة للالتفاف على هذه العقوبات» من دون أن يشــير إلــى الاتفاق الإيراني- الصيني على وجه التحديد.

وأضاف: «كما تعلمون فإن المنافســة هــي ما يحدّد علاقتنا مع الصين، لكن لدينا في بعض الحالات مجالات ضيّقة من الاصطفاف التكتيكي». وتابع: «يصدف أن تكــون إيران واحدة منها. الصين برهنت عن تعاون في جهود احتواء البرنامج النووي الإيراني». واعتبر المتحدّث الأمريكــي أنّ «لا مصلحة لبكين حتماً في أن ترى إيران تطوّر ســاحاً نووياً، مع ما قد يخلّفه ذلك من تأثير مزعزع للاستقرار بشكل كبير على منطقة تعتمد عليها الصين».

والصين هــي إحدى الدول الكبرى الســتّ التي وقّعت الاتفاق النــووي الإيراني في عام 2015 بفيينا مع كلّ من الولايات المتّحدة وروســيا وألمانيا وفرنســا والمملكة المتحدة، بالإضافة طبعاً إلى الجمهورية الإســامية. وشــدّد برايس على أنّ للولايات المتّحدة والصين مصالح مشتركة في وقت يســعى فيه الموقّعون على هذا الاتفاق إلى إيجاد طريقة لإنقاذه.

زيادة أجهزة الطرد المركزي

وفي الســياق، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير أمــس الخميس أن إيران بــدأت تخصيب اليورانيــ­وم من خلال مجموعة رابعــة من أجهزة الطــرد المركزي المتطــورة «آي.آر- 2إم» في منشــأة تحت الأرض في نطنز في انتهاك جديد للاتفاق النــووي المبرم مع القــوى الكبرى في عــام 2015. ويحد الاتفاق من الأنشــطة النووية لإيران التي بدأت طهــران تنتهكها في عام 2019 ردا على انســحاب الولايات المتحدة من الاتفاق خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إضافة إلى إعادة فرض العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية والتي كانت رُفعت بموجب الاتفاق. ويسمح الاتفاق لإيران بالتخصيب فقط بأجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول طراز «آي.آر-1» القديم نسبياً في منشــأة التخصيب تحت الأرض في نطنز، وهي منشأة تخصيب على نطاق تجاري. وبدأت طهران العــام الماضي في إضافة مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة القادرة على التخصيب بشــكل أسرع.

وقالت الوكالة في تقرير: «في 31 مارس 2021، تحققت الوكالة من أن إيران بدأت ضخ ســادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في مجموعة رابعة مــن 174 جهاز طرد مركــزي آي.آر-2إم بمحطة تخصيــب الوقود» في إشــارة إلــى محطة نطنز تحــت الأرض. وســادس فلوريد اليورانيــ­وم هو الصورة التي يتــم بها تغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيو­م من أجل التخصيب.

وأبلغت إيــران الوكالة الدوليــة للطاقة الذريــة أنها تخطط لاستخدام ست مجموعات متتالية من أجهزة الطرد «آي.آر-2إم» في منشــأة تخصيب الوقود في نطنز بدرجة نقاء تصل إلى 5.٪ وقال التقرير إن المجموعتين المتبقيتين تم تركيبهما لكنهما لم تعملا بعــد. وأضاف أن تركيب المجموعة الثانيــة المخطط لها من أجهزة الطرد «آي.آر-2إم» لم يبدأ بعد.

وقال التقرير الذي أُرســل للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «باختصار، اعتباراً مــن 31 مارس 2021، تحققت الوكالة من أن إيران كانت تستخدم 5060 جهاز طرد مركزي طراز )آي.آر-1( مثبتة في 30 سلسلة متتالية، و 696 جهاز طرد مركزي طراز )آي.آر-2إم( مثبتة في أربع مجموعات متتالية و 174 جهاز طرد مركزي طراز )آي.آر-4( مثبتة في سلسلة واحدة لتخصيب ســادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي بدرجة خمســة في المئة من اليورانيوم-235 في محطة تخصيب الوقود».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom