Al-Quds Al-Arabi

تقرير جديد للخارجية الأمريكية: العودة إلى لغة «الأراضي المحتلة»

- حاييم اسروبيتس وجدعون كوتس

■ هــل تطلــق إدارة الرئيس جو بايدن إشــارة لإســرائيل بوجود مسؤول جديد في واشنطن؟ وفقاً لتقرير جديد نشــر في الولايات المتحدة، يحتمل أن يكون الجواب إيجابياً.

تقرر وزارة الخارجية الأمريكية عدم المس بحقوق الإنســان في أرجــاء العالــم، وتتعامل مــع هضبة الجولان وشــرقي القدس كـ «أراض محتلة » – عودة إلى السياسة التي كانت متبعة قبل إدارة ترامب.

الفصل الــذي يتضمنــه التقرير الجديد ونشــر أول أمس، والمتعلق بإســرائيل يشــير إلى أنه يعنى بإســرائيل «في نطاق اتفــاق الهدنة للعــام 1949، مثلما أيضاً لأراضي هضبة الجولان وشــرقي القدس التي احتلت في أثناء حرب حزيران 1967 ووســعت إســرائيل إليهــا لاحقــاً قانونها، ونطــاق القضاء والإدارة .»

التقارير الثلاثة السابقة التي نشرت تحت الإدارة الســابقة امتنعت عــن التعاطي مع شــرقي القدس وهضبــة الجــولان كأراض محتلة. وذلك بســبب اعتراف الرئيس الســابق دونالــد ترامب بالقدس كعاصمة إسرائيل في العام 2017 وبسيادة إسرائيل على هضبة الجولان بعد نحو سنتين.

كما أن عنــوان القســم الإســرائي­لي تغير تحت إدارة الجمهورية. فتقرير 2016، الذي نشر بعد وقت قصير من دخول ترامب إلــى البيت الأبيض، وكانت أعدته وزارة الخارجيــة في عهد إدارة الرئيس براك أوباما، تضمن عنوان «إسرائيل والأراضي المحتلة.» أما التقريران التاليان فكانا تحت عنوان «إسرائيل، وهضبة الجولان، والضفة الغربية وغزة». ولكن في الســنة الماضيةأاز­يلت هضبة الجولان عن العنوان بسبب الاعتراف الأمريكي.

رغــم التغيير الذي حدث فــي المضمون والعودة إلى اســتخدام تعبير «الأراضي المحتلة »، فإن عنوان الفصل في تقرير هذه السنة بقي «إسرائيل، والضفة الغربية وغزة»، مثلما في تقرير العام الماضي. ولهذا السبب، شــدد رجال وزارة الخارجية على أن «اللغة في هذا التقرير لم تأت لعرض موقف في أي مســألة من مســائل الحل الدائــم، التي يفتــرض أن تطرح في المفاوضات بــن الطرفين المتعلقــن بالنزاع، بما في ذلك الحدود الدائمة للســيادة الإســرائي­لية في القدس أو الحدود بين إسرائيل وأي دولة فلسطينية مستقبلية .»

وأجرى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لحقوق الإنسان، اســكوت باسبي، اســتعراضاً للمراسلين في أوروبا مع نظيره مســاعد وزيــر الخارجية توم ســلينغر، وكرر هــذا الموقف. ورداً على ســؤال من «معاريف» قــال إنه «فــي تقاريرنا عن إســرائيل، غيرت الاســماء بخصــوص الضفــة الغربية وغزة وفقاً للسياســة العامة لاصطلاحات الدول المختلفة والمناطق. لا نية لتحديد موقف من الموضوع، والذي ســيكون نتيجة المفاوضات على المكانــة النهائية». وعلى حد قوله، ينبغي قراءة الصيغة بهذه الروح.

كما تطرق المســؤول الأمريكي أيضــاً إلى قرارات شجب إســرائيل على سياســتها في المناطق والتي اتخــذت في جلســة مجلس حقوق الإنســان للأمم المتحدة في جنيف، والــذي أعلنت الولايات المتحدة عن العودة للانضمام إليه.

وقال لـــ «معاريف» إن «مجلس حقوق الإنســان أبدى موقفاً تمييزياً تجاه إسرائيل». وأضاف: «نحن نفتخــر بأن الدور الأمريكي فــي المجلس خفض عدد القرارات المناهضة لإسرائيل وعدد الخطابات ضدها. حضورنا يقلل النشــاط ضد إســرائيل، وبالتوازي سيسمح بالعمل ضد المعاملة التمييزية ضدها».

أما تمســك الاتحــاد الأوروبي بتعريف شــرقي القــدس والجولان كأراض اســتيطاني­ة لإســرائيل تتعارض مع القانون الدولي، فيســتقبل بالترحاب، وبــكل صيغة متجددة فــي هذا الاتجــاه من جانب الولايات المتحدة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom