Al-Quds Al-Arabi

المخابرات الأردنية تهدد بترحيل «خنساء حوران» المعتقلة السابقة وآخرين وتسليمهم للنظام السوري

- دمشق – «القدس العربي» من هبة محمد:

أعلمــت الســلطات الأردنيــة، أمــس ثلاثة لاجئين ســوريين بعزمهــا ترحيلهم من البلاد وتســليمهم للنظام الســوري، ما لــم يغادروا الأراضــي الأردنيــة، خــال مــدة أقصاهــا 14 يومــاً، وذلــك وســط تخوف علــى مصير اللاجئين لاسيما أن بعضهم كان معتقلاً لدى النظام الســوري. وقالت مصــادر محلية، إن قوى الأمن الأردنية استدعت السيدة حسناء الحريري المعروفة باسم «خنساء حوران» مع ابنها، وهددتهم بتسليمهم للنظام الأسد ما لم يغــادروا البلاد بأقرب وقت، علمــاً أن النظام السوري كان قد اعتقل الحوراني مدة سنتين ونصــف الســنة، وتعرضت خلال هــذه المدة لشــتى أنواع التعذيب النفســي والجســدي، كمــا أنهــا شــاهد علــى جرائـــم النـــظام في المـعتقلات.

«حســناء الحريــري» أكــدت في تســجيل صوتــي تم تداولــه عبــر وســائل التواصــل الاجتماعي، عزم الســلطات الأردنية ترحيلها مــع عائلتهــا، حيــث قالــت «الخبــر صحيح، إنــه ترحيل تعســفي دون أي أســباب لي أنا وعائلتــي». وقــدرت الســبب وراء القرار في تواصلهــا مع المناوئــن للنظام الســوري في محافظة درعا.

وأضافت «رســالة إلى الشــعب الســوري عامــة، وإلــى كل ثائــر فــي ســوريا، لقــد اســتدعتني الســلطات الأردنيــة علــى دائرة المخابــرا­ت، وطلبت منــي مغــادرة الأردن أنا وعائلتــي وأبو حمــزة الصلخدي وهــو ثائر معــروف، فإمــا الخــروج مــن الأردن قبل 14 يوماً، أو ســوف تســلمنا المخابــرا­ت الأردنية للنظام السوري عبر معبر نصيب».

وأضافت «أطلب مساعدتنا لمغادرة الأردن قبل الـ 14 يوم، لأنه قرار غير قابل للطعن فإما يتم ترحيلي خلال المدة المحددة أو يســلموني للنظــام». وقالــت «الحورانــي» في تســجيل آخر، إنها رفضت التوقيع على أوراق المغادرة، في حــن اضطر ابنهــا والصلخــدي للتوقيع مجبريــن، ما يفرض التزامهمــ­ا القرار وتنفيذ خلال المــدة المحــددة، كما أبــدت «الحريري» خوفهــا مــن الترحيل إلى ســوريا عبــر معبر نصيب الأمر الذي يهدد ســامتها. وناشدت الثوار والمعارضين لنظام الأســد للوقوف إلى جانبها ومســاعدته­ا للخروج من الأردن قبل انتهاء المدة، خاصــة وأنها تعاني من أوضاع مادية سيئة.

بينمــا قــال مصــدر مطلــع لوكالــة عمون الأردنيــة «إن الأردن الــذي يســتقبل أكثر من مليــون وثلاثمائــ­ة ألــف شــقيق ســوري لن يضيــق بثلاثــة أشــخاص ولــم ولــن يفرض التهجيــر القســري علــى أحد مــن اللاجئين. وأضــاف أن الأردن اســتضاف الأشــقاء الســوريين ضيوفــاً أعــزاء وتقاســم معهــم لقمــة العيش وقام بكل ما يســتطيعه لضمان العيش الكريم لهم. وأكد أنه في الوقت نفســه القانون فوق الجميع وعلى كل من يستضيفه الأردن أن يحتــرم قوانين البلد وأن لا يســيء اســتخدام ضيافــة الأردن عبر أعمــال تخرق القانــون وتســيء لمصالــح الأردن. وشــدد علــى أن الأردن لن يســمح لأحد بــأن يتجاوز القانون وأن يســتغل إقامته في الأردن للقيام بنشاطات وممارسات تتعارض مع مصالحه الوطنية وسياســاته الثابتة عدم التدخل في

شؤون الآخرين.

وبالنســبة لمــا تداولتــه بعــض وســائل التواصل الاجتماعي حول الســيدة حســناء الحريــري قال المصدر إنها "جاءت إلى الأردن لاجئــة كغيرها من مئات الألوف من الأشــقاء الســوريين وقــدم لهــا الأردن كل العنايــة اللازمة. ولم يجبرهــا الأردن على العودة إلى ســوريا، وحذرها عدة مرات حول نشــاطات غير قانونية تسيء للأردن. وعندما استمرت فــي هــذه النشــاطات اللاقانوني­ــة أبلغتهــا الســلطات المعنية أن عليهــا إما ان تتوقف عن القيــام بأي نشــاطات غير قانونية وتســيء لمصالــح الأردن وإمــا ان تبحــث عــن وجهــة أخــرى إذا ما اســتمرت في هذه الممارســا­ت وأعطاها الوقــت اللازم لذلك، لكنه لم يجبرها علــى العودة القســرية وما نشــر حــول قرار إجبارها علــى العــودة إلى ســوريا ادعاءات باطلة. وقال إن هذا ينطبق أيضا على إبراهيم الحريري ورأفت الصلخدي".

وتعرف خنســاء حوران، بهــذا اللقب بعد مقتــل زوجهــا، وثلاثــة مــن أبنائهــا وأزواج بناتهــا، وإخوتهــا الأربعــة علــى يــد قــوات النظام السوري مطلع انطلاق الثورة. وطلبت الســطات الأردنية، إضافة لـ «حســناء منوخ الحريري » من كل من «ابراهيم قاسم الحريري ورأفت ســليمان الصلخدي» بمغادرة البلاد. ولاقى القرار الأردني اســتياء واسعاً من قبل المعارضين الســوريين، وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي وسم «لا لترحيل حسنا الحريري» و»أنقذوا المظلومين».

ودعا ناشــطو الثورة عبر مناشــداته­م في منشور موحد «أحرار سوريا عامة بالتضامن مــع خنســاء حــوران، حســنا الحريــري أم الشــهداء والتي واجهت النظــام بكل ما تملك مــن مال وفلــذة أكبادهــا بعد قــرار جائر من السلطات الأردنية لترحيلها بمدة اقصاها 14 يوماً او تســليمها للنظام المجــرم الدموي في درعا».

كمــا تــداول آخــرون رســالة إلى عشــائر وشعب الأردن جاء فيها «إلى الشَّعب الأردني الشقيق وأخصُّ العشائر، إنْ تسلّم ثائرة إلى نِظامٍ مجرم هذا يَعني أنك ترسلها إِلى حتفها، فهــل وصل الحــال بالنظام الأردني لتســليم الأَحــرارِ إِلى الجــزار، وأينَ الشــعب الأردني المضياف من تســليمهم لضيوفهــم وهم أهلُ نَخوة وحَميَّة وأبناء عشائر».

مدير الشــبكة الســورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني قال حــول قضية الحريري، إنــه «ليس مــن حــق الحكومــة الأردنيــة ولا غيرها من حكومات العالــم أن تعيد اللاجئين الســوريين إلى ســوريا، لأن الإعادة القسرية تخالــف القانــون الدولي العرفــي وهو ملزم لــكل الــدول، وإذا قامــت الحكومــة بإعــادة اللاجئــن فهــذا انتهــاك صــارخ للقانــون». وأضاف «عبد الغني» لـ«القــدس العربي» أن «الحريــري هــي معارضــة للنظام الســوري، وشــخصية معروفة ليســت شــخصاً عادياً، وهي صيــد كبير بالنســبة للنظــام وأجهزته الأمنيــة، ولديهــا مقابلات إعلاميــة وقصتها معروفة للجميع .»

المخاطــر علــى الســيدة المعرضــة للترحيل كبيــرة وفــق وصــف الخبيــر فــي حقــوق الإنســان، كما قال أيضاً »نحــن متأكدون من خلال نهج النظام وسياســته، ومعاملته لكل الســوريين الذين عادوا إلى ســوريا، من أنها ســوف تتعــرض لخطــف واعتقال وســوف تختفي ولن يعرف شيء عن مصيرها، كما أن النظام معروف بعمليــات الاعتقال والتعذيب وظروف الاحتجاز المتوحشة.»

وأضــاف «بالنســبة للســيدة نحــن نتابع القضيــة عــن كثب، علــى الصعيــد الحقوقي وتواصلنا مــع المنظمات الدولية مثل «هيومن رايتس ووتش» وســوف نتحرك بهذا الإطار، وبالنســبة للمعارضــن المطالبــن أيضــاً بالخــروج مــن الأراضــي الأردنيــة ومهددين بالترحيــل، يجب أن يتواصلوا مع الســلطات هناك، والحكومات الغربية الصديقة للضغط على الأردن، كما يجب على السوريين تشكيل حشــد كبير بهذا الاتجاه لمنع ترحيل الســيدة حســناء وغيرها، فترحيل اللاجئين يجب أن يكون خطاً أحمر وواضحاً للجميع.»

وناشد المرصد الســوري لحقوق الإنسان الســلطات الأردنية مــن أجل إيقــاف ترحيل حســنة الحريــري وجميــع الســوريين مــن أراضي الأردن، ويعرضها لمصير الاعتقال من قبل النظام الســوري، في حــال إرغامها على العودة.

 ??  ?? صورة لـ «خنساء حوران» المعتقلة السابقة لدى النظام السوري تداولها ناشطون على مواقع التواصل
صورة لـ «خنساء حوران» المعتقلة السابقة لدى النظام السوري تداولها ناشطون على مواقع التواصل

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom